| متابعة
*
* كابول أ.ف.ب:
تطورت المفاوضات العسيرة في كابول أمس الأول من اجل نشر قوة متعددة الجنسيات للامن بتفويض من الأمم المتحدة بعد ان وافقت وزارة الدفاع الافغانية على مبدأ ارسال قوة سلام دولية قوامها خمسة آلاف رجل إلى افغانستان، فقد وافق القادة الافغان أمس الأول الثلاثاء على مبدأ قوة دولية للسلام من خمسة آلاف رجل في افغانستان.
غير ان الخلاف ما زال قائما حول مهمة هذه القوة التي نصت عليها الاتفاقات بين الاطراف الافغانية في بون في 5 كانون الاول/ديسمبر برعاية الأمم المتحدة.
وقال برناب صالحي أحد مسؤولي الوزارة العامل تحت امرة الجنرال محمد قاسم فهيم أحد القادة العسكريين في تحالف الشمال الذي طرد طالبان من كابول «لقد اتفقوا على نشر خمسة آلاف جندي من قوة حفظ السلام أو اكثر لكن لم يتم توقيع أي شيء بعد».
من جهته قال قلب الدين، مسؤول آخر في الوزارة ان «المشكلة لم تعد في حجم القوة لكن بمهمتها ومكان تمركزها».
واعلن قلب الدين ان القوات الدولية يمكن ان تنتشر في كابول على محاور الطرقات الرئيسية المحيطة بالعاصمة في قاعدة باغرام الجوية «على بعد 50 كلم شمال كابول» وكذلك في مزار الشريف «شمال» وقندهار «جنوب شرق».
ويفترض ان تصل العناصر الاولى في تلك القوة التي تقودها بريطانيا السبت، موعد استلام الحكومة الافغانية بالوكالة وظائفها برئاسة حميد قرضاي عملا باتفاقات بون.
وقد غادر الجنرال البريطاني ماك كول الذي اجرى المفاوضات منذ السبت مع القادة الافغان كابول مساء الاثنين الماضي غير ان الجنرال بيتر ووغ بقي في كابول مع فريق من ستة مسؤولين عسكريين بريطانيين لمواصلتها.
ويفترض ان يعتمد مجلس الامن الدولي قريبا قرارا حول تفويض القوة الدولية غير ان التصويت تأخر بسبب خلاف بين المانيا وبريطانيا.
وافادت صحيفة فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ نقلا عن مصادر دبلوماسية في نيويورك وبرلين ان خلافا بين المانيا وبريطانيا يجعل التوصل إلى قرار في الأمم المتحدة حول مهمة القوة الدولية في افغانستان غير اكيد تماما.
والخلاف بين البلدين يدور حول هيكلية القيادة ولاسيما مسألة معرفة كيف ستكون مرتبطة بالقيادة الأمريكية المركزية التي تتولى حتى الآن قيادة التدخل المسلح في افغانستان.
وتصر المانيا على الفصل بين القيادتين بوضوح فيما تفضل بريطانيا ان تكونا على ارتباط وثيق وتعتمد على مساعدة الأمريكيين في مجال الاستطلاع والدعم اللوجستي والنقل.
على صعيد العمليات العسكرية نفى البنتاغون ان تكون طائرتان أمريكيتان استهدفتا بالصواريخ في جنوب البلاد.
واستؤنف القصف الأمريكي أمس في محيط تورا بورا «شرق» حيث تتواصل عمليات البحث و التطهير لمحاولة العثور على آخر المقاتلين في شبكة القاعدة التابعة لأسامة بن لادن، حيث لم يعثر على أي اثر لابن لادن غير ان حليفه وحاميه القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر شوهد على ما يبدو في منطقة جبلية جنوبي افغانستان.
ورأى وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد في بروكسل ان الحملة في افغانستان تدخل مرحلة خطيرة ولن تنتهي بين ليلة وضحاها أو بالقبض على قائد ارهابي أو اثنين مضيفا: المسألة تحتاج وقتا وتوعد الدول التي تدعم الارهاب بعواقب وخيمة.
وازداد التوتر صباح أمس الأول عندما اعلن متحدث باسم المارينز في قندهار «جنوب» ان صاروخين من نوع ارض جو اطلقا أمس الأول باتجاه طائرتي نقل عسكريتين أمريكيتين سي130 من دون اصابتهما وذلك للمرة الاولى منذ بدء النزاع.
واوضح الناطق انه لتجنب الصواريخ اطلقت الطائرتان بالونات حرارية تجذب الصواريخ اليها بدلا من اصابة محركات الطائرات المستهدفة.
وقد اخذت القضية بجدية بالغة حيث ان الولايات المتحدة كانت زودت المجاهدين الافغان عبر باكستان بصواريخ ارض جو ستينغر اثناء فترة النضال ضد الاحتلال السوفيتي «1979-1989».
ولكن بعد عدة ساعات نفى البنتاغون الامر مؤكدا انه كان اطلاق نار احتفاء بالنصر من اسلحة من عيار صغير.
وقال ريتشارد ماك غرو الناطق باسم البنتاغون «في الواقع تبين انها ليست صواريخ بل اطلاق نار قام به افغان احتفاء «بالنصر» واعتبر خطأ اطلاق نار من الاعداء».
واوضح ان الطلقات كانت من اسلحة من عيار صغير.
وكان بوش اعلن الاثنين انه لا يعرف بالتحديد مكان وجود أسامة بن لادن ولكنه واثق من ان القاء القبض على الارهابي المفترض «حياً أو ميتاً» لم يعد سوى «مسألة وقت».
وقال بوش للصحفيين «قد يحصل ذلك غدا أو بعد شهر أو خلال عام، إلا انه سيمثل في النهاية أمام القضاء، انه حاليا فار ويعتقد ان بإمكانه ان يختبئ ولكن هذا ليس صحيحا».
كما لم يعثر بعد على الملا محد عمر الذي اختفى بدوره بعد سقوط معقله في قندهار.
وقد اعلنت الولايات المتحدة انها على استعداد لتقديم عشرة ملايين دولار كمكافأة لمن يساهم في القاء القبض على زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر حليف ابن لادن.
وصرح حاكم قندهار الجديد غول اغا أمس الأول الثلاثاء للبي بي سي انه ارسل قوات إلى منطقة باغرام في ولاية هلمند على بعد حوالي 160 كلم شمال غرب قندهار حيث يعتقد ان الملا عمر موجود فيها مع نحو 500 من اتباعه.
وأكد غول اغا ان قواته اسرت قرابة 80 مقاتلا من القاعدة.
ووصل ثمانية محققين في مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي إلى قندهار لاستجواب الأسرى.
وتوسعت مطاردة ابن لادن ومتطوعيه واغلبهم من العرب والشيشان إلى باكستان حيث ما زالت طالبان تحظى بالدعم وإلى اليمن مسقط رأس بعض من عائلة ابن لادن.
وذكرت مصادر قبلية ان وحدات من الجيش والشرطة اليمنيين تدعمها المروحيات قصفت أمس الأول الثلاثاء قرية في شرق البلاد لجأ إليها على ما يبدو اشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة.
وتحدثت حصيلة أولى لضحايا الاشتباك تم الحصول عليها من مصدر قبلي عن سقوط 12 قتيلا وعدد كبير من الجرحى في صفوف الجانبين خلال الاشتباكات بينهما.
وتشكل اليمن إلى جانب العراق والصومال والسودان أهدافا محتملة لمكافحة الارهاب التي بدأتها الولايات المتحدة وحلفاؤها غداة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر الانتحارية التي اوقعت 3251 قتيلا ومفقودا في نيويورك.
وذكر تلفزيون «أي.بي.سي» الأمريكي مساء الاثنين ان الولايات المتحدة ارسلت قوات خاصة إلى افغانستان للمساعدة على تنسيق العمليات لمطاردة أسامة بن لادن والمتواطئين معه.
وأشار التلفزيون الأمريكي إلى ان الاستخبارات الأمريكية لديها عناصر في المعتقلات الباكستانية تساعد على استجواب السجناء.
ورأى دونالد رامسفلد «ليست افغانستان البلاد الوحيدة التي ينشط فيها الارهابيون وليست القاعدة الشبكة الوحيدة التي تهددنا، فالشبكات الارهابية تعمل في عشرات الدول وغالبا ما تحظى بدعم انظمة ارهابية».
وأوضح «بعد رؤية النتائج المدمرة التي الحقت بالولايات المتحدة، تصوروا الدمار الذي قد تشهده نيويورك أو لندن أو باريس أو برلين إذا هوجمت بالاسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية».
|
|
|
|
|