| فنون تشكيلية
*
* القاهرة علي البلهاسي:
يمتلك الفنان التشكيلي السوري منير شعراني تجربة فريدة ومميزة في عالم التشكيل فهو يرسم لوحاته بالقلم وليس بالفرشاة، ويعتمد بالأساس على الخط العربي وإبرازه في أشكال متعددة ومبتكرة وتحتوي لوحاته على حروف وكلمات بدلاً من الأشخاص أو المشاهد الطبيعية فالبطل الوحيد فيها هو الخط العربي وما يحمله من جماليات وعلاقات تشكيلية وهو يرى أن الخط العربي فن تشكيلي يتمتع بقيم جمالية عالية تلتقي فيها جميع الجماليات العامة للفنون المختلفة.
«الجزيرة» التقت به خلال مشاركته بالمعرض التشكيلي العربي لدعم الانتفاضة الذي أقيم مؤخراً بالقاهرة وتحدث عنه قائلا:
المعرض عبارة عن مشاركة بسيطة جداً من مجموعة من الفنانين العرب لدعم الانتفاضة والمسألة معنوية أكثر منها مادية، والهدف منها أن نقول للناس وللعالم كله إن الفنانين العرب مع القضية الفلسطينية حتي اللحظة الأخيرة. والفنان التشكيلي والكاتب والمبدع بصفة عامة هم ضمير أي أمة وهذه الاحتفالية جزء من الضمير الحي للأمة العربية تجاه الانتفاضة والشعب الفلسطيني ونحن نعطي في هذا المعرض صورة لوحدة الصف العربي وتكاتفه بجانب القضية الفلسطينية التي هي قضية كل العرب.
ويضيف بأنه شارك في هذا المعرض بعدة لوحات للخط العربي موجهاً من خلالها رسالة إلى الانتفاضة يقول فيها «وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا» وهي إشارة ودعوة إلى ضرورة استمرار المقاومة واستَعَرْتُها من أمير الشعراء أحمد شوقي وهي إحدى لوحاتي ولوحة أخرى من أمير الشعراء أيضا وهي «والمعالي على النيام حرام» فيها دعوة لهبة الشعب العربي بالإضافة إلى قصيدة كاملة من الشعر الفلسطيني في لوحة أخرى وكل لوحاتي أكتبها بطريقة تشكيلية وهو أسلوب خاص بي، إذ أنني أكتب الخط بطريقة تشكيلية وهي طريقة لتطوير الخط العربي واستخدم الخط كعنصر جمالي بمقدوره أن يكون بمفرده لوحة تشكيلية ويكون الخط العربي هو العنصر الوحيد والبطل في اللوحة وهو الذي يشكل العلاقات التشكيلية فيها وتضفي اللوحة على جمالياتها الخاصة جماليات تشكيلية.
وعن هذه التجربة يقول الفنان الشعراني إن هناك فنانين كثيرين يعملون في مجال الخط العربي ولكن أعتقد أن ربط الخط بالتشكيل هو تجربة خاصة بي وتسير في خط خاص وقد استقبلها النقاد بشكل جيد منذ البداية وأرجو أن تكون قد تركت علامات عند الجمهور فأنا أعمل في هذا المجال منذ زمن ومتفائل به جداً لأنه فتح الطريق أمام فنانين شباباً ليبدأوا في التفكير في تحرير الخط العربي من القيود التي وضع فيها على مدى زمن طويل لكن لا بد أن يتم ذلك من خلال فهم عميق لجوهر الخط العربي وعلاقاته وإمكانياته وجمالياته التشكيلية.
الفن السعودي
وعن رأيه في الفنانين السعوديين العاملين في هذا المجال قال: الفن التشكيلي السعودي بصفة عامة شهد تطوراً كبيراً وأصبح يحتل مكانة متميزة بين الفنون الأخرى وله مميزات وسمات خاصة بالبيئة والمجتمع السعودي ومع ذلك فهو جزء لا يتجزأ من الفن التشكيلي العربي ورغم أنه كانت لي مشاركات قليلة في معارض فنية مع فنانين سعوديين إلا أنني لمست أسلوبا فنيا متطوراً في أعمالهم وشاهدت لهم أعمالاً متميزة وأعرف من الفنانين السعوديين المتميزين الفنان بكر شيخون والفنان عبدالعزيز عاشور وهذان هما الحاضران في ذهني حالياً وأستطيع تذكر أعمالهما ومن الخطاطين السعوديين المتميزين الفنان «ميمون» وهو خطاط كلاسيكي تقليدي ومتميز وتربطني بهم جميعاً علاقات طيبة.
وعن تكوين العمل الفني عند منير شعراني قال: هذه مسألة لا أستطيع توضيحها في عجالة وبشكل كامل ولكن العمل الفني يبدأ عندي باختيار العبارة ثم معالجتها من خلال الخط الملائم لروح العبارة لأني أرى في الخط العربي طاقة تعبيرية عالية وكل نوع من أنواعه من الممكن أن يتلاءم مع عبارة معينة بحيث يمنحها ا لقوة المعنوية الخاصة بها فلو كانت العبارة توحي بالقوة يجعلك نوع الخط تحس ما فيها من قوة وهكذا إذا كانت توحي بالحرية أو الحب أو غير ذلك. وبعد اختيار نوع الخط تأتي مرحلة التمارين والاسكتشات للتجربة قبل التنفيذ ثم اختيار الألوان وهي ضرورية لتكمل الحالة التعبيرية للعبارة.
وما هي أهم الموضوعات التي تركز عليها في أعمالك؟
أركز من ناحية العبارة على الموضوعات التي تحرض عقل الإنسان على الحركة وتدفعه للتفكير في كل شىء في وجوده وفي وضعه السياسي والاجتماعي من خلال التأمل في مضمون ومعنى العبارة وما تحركه داخله من معان وأحاسيس.
وحول مشواره الفني قال:
بدأت مع الفن في المدرسة الابتدائية حيث كنت أحب الخط والرسم معاً وتعلمت الخط وأنا في الصف الثالث الابتدائي وحرصت على تنمية موهبتي فيه حتى دخلت كلية الفنون الجميلة في سوريا وتخرجت بقسم التصوير الجرافيكي وإلى جانب ممارستي للخط أقوم بتصميم أغلفة الكتب والمطبوعات والبوسترات والشعارات وغيرها من المسائل الطباعية.
وما هي أهم المعارض التي شاركت فيها؟
شاركت في العديد من المعارض وكان آخرها المعرض العالمي للخط العربي في متحف الشارقة للفنون وشاركت في معرض بدعوة من متحف «ريبتر» بسويسرا وكان لمدة 3 شهور ونصف وهو عرض متحفي ومعرض آخر بألمانيا وكنت الممثل العربي فيه وهو معرض متحفي أيضاً لمدة 5 شهور ونصف وأقمت في القاهرة حوالي 14 معرضاً في أماكن مختلفة منها ما هو بدعوات وبعضها في أتيليه القاهرة ومعرض تكريمي بدار الأوبرا حيث تم تكريمي مع المكرمين في مهرجان الموسيقى العربية. وقد حصلت على العديد من شهادات التقدير والجوائز والتكريمات ولكن برأيي الأهم هو إحساسي بأن أعمالي وصلت للناس بطريقة ملائمة وحازت على إعجابهم.
|
|
|
|
|