| العالم اليوم
«بيدي لا بيد عمرو» هكذا كان حال القيادة السياسية في الجمهورية اليمنية عند اتخاذها قراراً بتصفية تواجد عناصر تنظيم القاعدة، فاليمن مثله مثل العديد من الدول التي تشك الولايات المتحدة الأمريكية بوجود امتداد لتنظيم القاعدة في اراضيها، واليمن لاعتبارات كثيرة وضعه الأمريكيون على رأس القائمة التي يعتقدون بوجود أعضاء بل وقواعد عسكرية تدريبية لعناصر تنظيم القاعدة فيها وبالذات الجماعة الذين يتبعون اسامة بن لادن، وقدم الأمريكيون للمسؤولين في اليمن قوائم بمواقع قواعد القاعدة أثناء زيارة الرئيس علي عبدالله صالح لواشنطن وقبل زيارته، ومع ان الأمريكيين يخلطون بين عناصر وقواعد القاعدة والتنظيمات الأخرى خاصة بقايا جيش ابين وغيرها من التنظيمات المتشددة والتي وجدت في بقايا المنهزمين من حرب التشطير دعماً حيث وجد المنهزمون في التنظيمات المتطرفة ومعسكراتها ملاذاً ومخبأً لهم وحماية عن قوات الحكومة، والجماعات المتطرفة في اليمن وبسبب التعقيدات القبلية والطبيعة الجغرافية لا يمكن فرزها بدقة وتحديد من الذي يعمل مع بن لادن، أو من الذي ينافسه سواء في كسب الأعوان.. او كسب الأموال والمصالح، كما هو حال العديد من الجماعات المتطرفة في اليمن التي لا يمكن ايضاً الفصل بينها وبين جماعات قطاع الطرق.. والتي يعد خطف الأجانب إحدى صورها حتى وان صور الخاطفون بقطاع طرق.
وهكذا فإن انفلات الجماعات المتطرفة في اليمن، وحدوث العديد من الحوادث التي تصنف كأعمال إرهابية، وللارتباطات التنظيمية والاجتماعية بين تنظيم القاعدة وبن لادن والجماعات المتطرفة في اليمن، جعل وضع اليمن على قائمة الدول التي يتواجد فيها جماعات إرهابية وامتداد لتنظيم القاعدة.. وقد ابلغت اليمن من أمريكا بوضوح انه اذا لم يبادر الى القضاء على هذه الجماعات وتصفيتها فإن حرب مكافحة الإرهاب ستطيل اليمن وان القوات الأمريكية جاهزة للتدخل ليس فقط لمساعدة القوات الحكومية، بل ايضاً للقيام بالمهمة دون مساعدة أحد.. وحتى دون ان يطلبها أحد، وهذا ما يقوله جميع المسؤولين الأمريكيين فهم يرددون يومياً، ان على الدول التي تتواجد فيها معسكرات للإرهابيين او جماعات إرهابية، ان تصفي هذه المعسكرات وان الولايات المتحدة على استعداد للتعاون في هذه الجهود، والدول التي لا تنفذ هذا الطلب الأمريكي.. فإن القوات الأمريكية جاهزة لتطبيق ما طبق في أفغانستان.
واليمن الذي تفهم قيادته سياسة المتغيرات الدولية.. والتي تعي تماماً مخاطر وجود الجماعات الإرهابية على أمن واقتصاد ومصلحة اليمن قبل كل شيء.. وحتى لا يتورط في متاهات هو في غنى عنها، بادر الى اجتثاث الإرهاب بيده لا بيد الأمريكان او غير الأمريكان.
رام الله الضفة الغربية «رويترز»:فلسطينيون يرددون هتافات تأييد للرئيس ياسر عرفات أثناء تظاهرة تأييد ومساندة له في مدينة رام الله.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|