| الريـاضيـة
** بدأ الدوري السعودي يفقد جمهوره شيئا فشيئا.. إلى أن اقتصر الحضور الجماهيري الكبير على مباريات المربع الذهبي والنهائيات وأحيانا المباريات التنافسية بين الفرق الكبيرة، كالتي بين الاتحاد والأهلي والهلال والنصر أو الرائد والتعاون. وهذا على عكس السابق تماماً.. ففي المنطقة الشرقية تحديداً.. كنت لا تجد موطئ قدم في مباريات الاتفاق مع النصر والهلال والاتحاد أو الأهلي والقادسية عندما كانت ممتازة.
وما يؤكد واقعية ما ذهبت إليه إحصائيات الحضور الجماهيري ولعل أهمها مباراتي الأهلي والاتحاد والهلال والنصر في رمضان.
إنها ظاهرة يجب أن لا ننكرها.. فأصبحت تهدد إثارة وقوة وسمعة الدوري المعروف على مستوى الوطن العربي.. وثمة أسباب أخرى سأذكرها وفقا لأهميتها ومدى تأثيرها.
** هبوط أو تدني المستوى العام لفرق الدوري خصوصا الجماهيرية منها وتباين مستوياتها من مباراة لأخرى.
** غياب النجوم ذات الشعبية عن المشاركة المستمرة.. واقتصار المشاركة على فترات متقطعة لأسباب تدريبية وإدارية أو طبية أو عقابية.. فالموسم الحالي شارف دوره الأول على النهاية والجمهور لم يشاهد بعد الثنيان والتمياط وطلال المشعل وماطر..
** تراجع عطاء ومستوى النجوم لأسباب عديدة أبرزها الإصابة في بداية مشوارهم.
** تداخل المشاركات والمسابقات الداخلية والخارجية وضغط المباريات بشكل مرهق فنياً ونفسياً واجتماعياً ومالياً للاعبين والإداريين والمدربين والأندية.. لخبط أوراق الجماهير وجعلها تميل إلى «الانتقائية» في حضورها ومشاهدتها ومتابعتها.
** مواعيد أو مواقيت إقامة المباريات خصوصا غير المنقولة تلفزيونياً..مع ازدياد الهموم والمشاغل والأعباء الحياتية والعملية للمتابعين.. كأن تقام المباريات في مواعيدها «الأزلية» عقب صلاة العشاء أو وسط أيام الأسبوع.
** غياب اللاعب الأجنبي «النجم» أو صاحب السمعة والتاريخ الذي يشكل عامل جذب للجمهور.. كما كان في السابق.
** النقل التلفزيوني ودخول القنوات الفضائية المتخصصة باستديوهاتها التحليلية وتقنياتها العالية كمنافس ومزاحم للتلفزيون السعودي، يشكل عامل تشجيع لبقاء المشجع في منزله أو خلف الشاشة لمشاهدة فريقه المفضل أو المنتخب عبر الفضائيات للاستفادة من مزايا النقل التلفزيوني والتحليل الرياضي والاستماع لآراء وانتقادات الخبراء.. خاصة إذا صاحب آخر حضور له في الملعب أمور سلبية من سوء تنظيم في الملاعب أو أثناء الخروج منها عدم انسيابية في الحركة المرورية وبعض مشكلات المشجعين أو المتعصبين بممارساتهم اللامسؤولة أو غير الحضارية.
** ابتعاد اللاعبين النجوم المعتزلين أو الإداريين والمدربين ذوي الشعبية الجماهيرية عن العمل في المجال الرياضي.
** الأخطاء التحكيمية الشنيعة التي تؤثر مباشرة على سير المباريات ونتائجها قد تكون عاملاً مثبطاً لهمم المشجعين في مواصلة الحضور خوفا من فقد أعصابهم.. أو من منطلق الابتعاد عن أجواء التوتر.
** غياب الإثارة الصحافية أو عناصر التشويق الإعلامي المحفزة للجمهور لحضور المباريات خصوصاً الهامة أو الجماهيرية.
** الممارسات السلبية لبعض الإداريين أو الإعلاميين.
** الإمعان في تغذية جذور أو روح التعصب من قبل مسؤولي الأندية أو الصحافة الرياضية.
** المداومة على النتائج المخيبة للآمال.. مما دعا بعض الأندية خصوصا ذات الجماهيرية أو الشعبية إلى إغلاق تدريباتها ومنع أنصارها من حضور التدريبات والتواصل مع نجومها ولاعبيها.
** عدم فتح قنوات اتصال جديدة بين النادي والمجتمع أو الجماهير.
** ارتفاع نسبة الوعي الكروي أو الثقافة الرياضية لدى الجماهير في وقت تشهد هذه النسبة انخفاضا ملحوظاً لدى الغالبية العظمى من اللاعبين خاصة من فئة النجوم.
وهذا ينعكس سلبياً من خلال المواقف المباشرة التي تجمع اللاعب مع جمهوره وتسهم في اتساع الهوة بينهما لحد العزوف الجماهيري عن الحضور.
هذه الأسباب تستحق الدراسة للعمل على إيجاد حلول ناجعة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي قد تنعكس مستقبلاً على الدعم أو الحضور الجماهيري لمساندة الأخضر ولا يمنع أن نستفيد من تجارب من سبقونا في عالم الاحتراف أو الاتحادات ذات المسابقات الجماهيرية كما في الدوري الإيطالي والإنجليزي والبرازيلي والياباني..
|
|
|
|
|