أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th December,2001 العدد:10674الطبعةالاولـي الاربعاء 4 ,شوال 1422

محليــات

رحم الله المؤمن القوي
بقلم: علي الشدي
فقدت بلادنا عامة.. ومدينة حريملاء خاصة عالماً جليلاً.. ورجل مسؤولية قويا خدم دينه ومليكه ووطنه باخلاص.. وهو الشيخ ناصر بن حمد الراشد.. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
والفقيد يعتبر بحق من المؤمنين الأقوياء الذين يحبهم الله.. وقد ظهرت قوته منذ وقت مبكر.. حيث كان طالب علم في المسجد الحرام وكان احد مشايخه.. واحسبه فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد.. رحمه الله يلقي درسا فجاء أحد المشاغبين القادمين من الخارج.. ليطرح سؤالاً فيه الكثير من التشكيك والضلال.. فغضب الشيخ ابن حميد.. وتوقف عن الحديث من شدة الغضب.. وهنا تدخل الشيخ ناصر بن حمد الراشد قائلاً: هل تسمح لي يا شيخي بالرد عليه.. وبعد الاذن له شرع في تفنيد اقوال ذلك المشاغب وهزمه شر هزيمة.. وعاد الشيخ ابن حميد وقد انفرجت أساريره.
ويومها علق احدهم قائلاً: هذا الفتى سيكون له شأن علمي كبير، وعند تأسيس تعليم البنات وما صاحبه من معارضات.. اشترط سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية آنذاك رحمه الله ان يتولى الشيخ ناصر الراشد رئاسته.. وتم ذلك ووضع الخطط لتعليم الفتاة على اسس قوية مازالت الرئاسة العامة لتعليم البنات تسير عليها حتى الآن.
ومن الأمور الواجب ذكرها في هذا المجال انه يحرص على حفظ المال العام اشد من حرصه على ماله الخاص ولقد بدأ خطة لايجاد مدارس مملوكة للدولة بدل المستأجرة وكان يرسل مندوبين لشراء الاراضي باسمائهم.. دون ذكر الغرض من شرائها حتى لا تزيد اسعارها حينما يعلم البائع انها للدولة.. ثم تسجل بطبيعة الحال باسم الرئاسة العامة لتعليم البنات.. كما ادخل خشب «الاثل» المحلي في صناعة المقاعد الدراسية والزم المصانع التي تورد المقاعد للرئاسة بذلك.. وادخل بعد تجربة شخصية «ليف» النخيل بدل «القش» المستعمل للمكيف الصحراوي.
وذات مرة روي لي ان شاباً يعاكس الطالبات عند خروجهن من احدى المدارس الثانوية.. فذهب بنفسه متنكراً وقبض عليه وسلمه للجهات المختصة.
وعين بعد ذلك رئيساً للحرمين الشريفين فعمل على تحسين الخدمات ومنع دخول النساء متبرجات للحرمين.
وفي ديوان المظالم حيث كانت محطة عمله الأخيرة حسم في القضايا الكبيرة في وقت قياسي وانصف حتى بعض الشركات الاجنبية مما ترك سمعة طيبة للقضاء في المملكة على المستوى العالمي.
رحم الله فقيدنا رحمة واسعة والهم ذويه الصبر والسلوان مع الأمل في ان يقوم ابناؤه بنشر آثاره العلمية ليستفيد منها الجميع.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved