أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th December,2001 العدد:10674الطبعةالاولـي الاربعاء 4 ,شوال 1422

عيد الجزيرة

من العايدين
.. والعيب فينا!
خالد محمد الخليفة
من حقنا جميعاً ان نعبر عن فرحتنا بالعيد.. ونتفاعل مع مظاهره.. ونستثمر دقائقه وثوانيه.. ونسكب عطور الحب والألفة والسعادة على من حولنا.. ذكوراً وإناثاً.. صغاراً وكباراً.. أقرباء وغير أقرباء.. لافرق! لأنه في جوهره ومظهره شعيرة إسلامية عظيمة.. وضيف عزيز خفيف الظل.. ننتظره بفارغ الصبر.. وبمجرد ان يطل علينا بمحياه الصبوح يغادرنا كومضة برق.. كسحابة صيف عابرة!
هذا الضيف العزيز نحبه ويحبنا ولأنه يدرك فيما يبدو ان «لذة الحب بالشيء القليل!» لايطيل المقام بيننا تاركاً لنا فقط.. ذكرياته الجميلة.. وأنواره الحانية.. نقتاتها في فترات سابقة ولاحقة لعودته الغالية!
غير ان مايسبب الشعور بالضيق في نفوس عشاقه تلك النظرة القاصرة التشاؤمية التي تعشعش في أذهان البعض منا تجاهه متأثرين ببعض ماينشر في وسائل الإعلام مما يكرس هذا المفهوم الخاطئ مثل مايشاع ان العيد في السابق أفضل. أو العيد راح مع أهله.. أو العيد الأصلي يغلب التقليد!!.. وغيرها من عبارات الإحباط الداعية للانزواء وتقطيب الجبين التي لا أول لها ولا آخر!!
وكأن عيد الأمس غير عيد اليوم.. أو ان البشر غير البشر!!
إننا ولا أبرئ نفسي نعيب أعيادنا والعيب فينا.. فليس هناك مبرر واحد يجعلنا نردد هذه الاسطوانة المشروخة التي ترسخ في نفوس أفراد مجتمعنا المسلم تلك النظرة التشاؤمية الانهزامية الممقوتة!
فالفرح بالعيد مطلب ديني واجتماعي وحضاري ومسؤوليتنا تجاه الآخرين الذين يفترض فينا ان نزرع بقلوبهم ونفوسهم حب العيد والسعادة به مضاعفة.. يكفي انشغالنا عنهم في أوقات أخرى.. والعيد بلاشك فرصة لإهدائهم عواطفنا وأحاسيسنا واهتمامنا!!
مشكلة البعض منا تلك الأنانية التي لاتنفك عنهم.. فهم إن لم يفرحوا لايودون للآخرين الفرح.. بل إنهم أحياناً يتمادون فيصادرون السعادة من الآخرين دون مراعاة لمشاعرهم!
وماذا يضير رب الأسرة أو القائمين عليها من ذكور أو إناث لو هيأوا كل عوامل السعادة لمن يعيشون في محيطهم وشاركوهم مشاعرهم تجاه العيد كل حسب مقدرته؟! فبذلك يعيش الجميع عيداً أكثر تفاؤلاً!
ما أود الإشارة إليه ان هناك من يعتبرون الفرح نذيرا للترح حتى أنهم إذا ضحكوا أو سعدوا جداً في مجلس قالوا : «الله يستر الله لايكدر علينا» دعاء مقبول لكنه ليس في محله فالأجدر بهم أن يحمدوا الله على السعادة ويرجوا من الله المزيد!
وهكذا نحن في العيد حري بنا ان نكون في أسعد لحظاتنا وأبهى حالاتنا فبالابتسامة تفتح لنا أبواب القلوب ونوافذ الحياة!
ومن قلب يحبكم جميعاً.. لكم أصدق التهاني بعيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير!

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved