أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th December,2001 العدد:10674الطبعةالاولـي الاربعاء 4 ,شوال 1422

مقـالات

التبذير حتى في الدواء!
سلمان بن محمد العُمري
يقول تعالى: «ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا»، والاسراف بطبيعة الحال رزية غير مقبولة في الحياة الاسلامية الصحيحة، وذلك في كل مناحي الحياة واتجاهاتها ومرافقها الخدمية.
لقد أصبح مجتمعنا مجتمعا استهلاكيا، ويكفي للدلالة على صحة ما اقول ان تذهب لاحد الأسواق وترى ماذا تفعل أخواتنا وإخواننا وكيف ان عرباتهم وسلالهم تكتظ بما هب ودب بحاجة وبدون حاجة، واصبحت الفلوس ما ان تصل الى الجيب الا وتذهب هنا وهناك بأسلوب استهلاكي فج لا نحسد عليه.
ولعل العالم قد اصبح يعاملنا بهذا الأسلوب والشكل، فترى البضائع تباع لنا بأسعار أغلى مما تباع لغيرنا، وما يعرض على الفضائيات من دعايات واساليب ترويجية تستهدف ابناء الخليج والسعوديين تحديدا أكثر من اي جماعة اخرى، نعم نحمد الله ان الثروة بقدر معين موجودة لدينا، ولكن ما اعطانا اياه الله يجب ان يصرف بالشكل الذي يرضي الله عز وجل فإن من شكر النعمة صرفها فيما يرضي من انعم بها.
الموضوع طويل ولذلك سأختصره لأصل الى جزئية بسيطة، ولكنها بغاية الأهمية والدلالة، ألا وهي قضية الدواء فهو المعبر الاكبر عما اقول، ان الدواء لدينا يباع بأسعار تصل عشرة أضعاف غيرنا، ورغم ذلك نرى عشقنا لشراء الادوية، والتوجه لأكثر من طبيب من اجل زكام لا اكثر وعندما نأخذ وصفة نرمي بسابقتها في سلة المهملات بما حوته، وربما يكون الدواء المهمل افضل من الدواء اللاحق، اننا لا ننتظر احيانا الا ساعات لنبدل الدواء تلو الدواء، ولا يوجد في العالم دواء ينهي المرض بلمح البصر، والدواء سبب والشفاء من الله جل وعلا.
أيضا يتحمل الاطباء «بعضهم وليس كلهم» وزرا كبيرا من المسؤولية، فمنهم من يجاري رغبات المريض، ومنهم من يجاري رغبات شركات الأدوية، ومنهم من يريد الصعود على اكتاف غيره، ومنهم من يريد ان يظهر نفسه ان لديه الدواء الفاعل.. وهكذا تتعدد فئات بعض اولئك الاطباء الذين يشجعون المريض على القاء الدواء ما دام غيرهم قد وصفه، وليتأكد هؤلاء ان مآل وصفتهم ليس بأفضل من عاقبة دواء سابقهم، فليتق الله هؤلاء في مرضاهم، وليتق المرضى ربهم في امانة الاموال التي بين ايديهم.
ان حمى الاستهلاك شائعة جدا في مجتمعنا العاشق للمظاهر من مأكل وملبس ومشرب ومركب.
انها دعوة نطلقها لترشيد الاستهلاك في كل شيء ونخص الادوية، وهناك ادوية تفيد في حالات اخرى كما يقول الاطباء ولا يجوز رميها بعد شفاء المريض مثل ادوية الحرارة وغيرها، وهي دعوة ايضا لأن يكون الاطباء وخصوصا المسلمين منهم القدوة في كل الامور، ولابد من دراسة ذلك من قبل وزارة الصحة وهي الجهة المعنية بذلك.لقد قال الحكماء ان كثيرا من الامراض البسيطة تشفى بالصبر وحتى بدون دواء ونحن نقول لكل طالب شفاء اياك ان يتعلق قلبك بالدواء، فهو سبب والله المسبب فتضرع الى الله وادم ذكره ولازم التوبة يشفيك بإذنه، والاعلام دوره مطلوب، وان لم يقم كان مقصرا، فالقضية كبرى، والله المستعان.
alomaril420@yahoo.com
أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved