| عزيزتـي الجزيرة
دلف العالم العربي الألفية الثالثة.. فإذا اعتبرنا ان لغتنا قضية قومية فلابد ان نستعد لها من الآن.. أقول: لابد ان نرسم المنهاج الصحيح للمحافظة عليها أي: اللغة العربية رمز العرب ورمز الهوية والعقيدة ورمز الوحدة، وعدم التشتت والذوبان في الآخر.. خاصة أننا الآن نواجه ثورة معلوماتية كبيرة وانفجارا معرفيا ضخما.. وهذا يتطلب منا ان نفكر بلغة العقل والمنطق لا بلغة الصياح والعواطف.
إن قضية اللغة العربية في مواجهة تحديات العولمة وثورة الاتصال والقنوات الفضائية والسبق العلمي وثورة الهندسة الوراثية وغيرها من الطفرات العملية التي طالما تتبعها صباحا ومساء لم تعد مسألة اختيار ان نقبل او نرفض ذلك إنما الأمر يحتاج من العقل العربي ان يحدد الأولويات للمحافظة على أحد ثوابت الشخصية العربية وإحدى الدعائم الاساسية في بناء الانسان العربي المعاصر، فاللغة هي وعاء الفكر، كما ان الفكر الجيد لا يعبر عنه الا اللغة الجيدة وان الامم الجادة هي التي تعنى بلغتها وترسم المناهج الملائمة للمحافظة عليها.
فإذا كنا نقول: ان الفكر هو أخصّ خصائص الصفات الجوهرية التي يميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات فلا أشك في ان اللغة العربية هي الحافظة لفكر حضارتنا العربية الاسلامية ورغم محاولات الاستعمار وخططه في تغيير لغة الأمة في الكثير من بلداننا العربية الا انه لم يفلح في ذلك لماذا؟ لأن اللغة العربية تمثل الجذور التي تشكل البنية الاساسية للانسان العربي.
ويبدو لنا ان تحديات اليوم اشد وأقوى من تحديات الأمس لتقنيتها المعاصرة وسرعة الاتصال والبث وبالتالي التأثير على اللغة. زد على ذلك عدم تسلح الشباب العربي بالثقافة العربية الاسلامية الجادة مع الاخذ بالاعتبار ان لغة العلم المعاصر لم تعد اللغة العربية كما كانت في عصور الإسلام الزاهرة مما يزيد الأمر صعوبة وخطورة.. إذ لابد من مواجهتها بالتوعية الاعلامية بأهمية ومكانة اللغة العربية بطريقة ميسرة تلائم حسّ العصر مع الاستفادة من التقنية المعاصرة مثل الكومبيوتر في وضع البرامج كذلك مواجهتها بتشجيع وتحفيز حفظ القرآن الكريم اذ ان القرآن هو السياج للمحافظة على سلامة اللغة من الضعف.
إن اللغة العربية هي لواء الأمة ومصدر عزها وفخرها الذي ترفعه في مجالات الحضارة والمعرفة بين سائر الامم لأنها لغة القرآن.
والله من وراء القصد.
متعب مفرح العنزي
|
|
|
|
|