| عيد الجزيرة
* الرياض فهد فرحان الديدب:
الشباب الشريحة الأوسع في مجتمعنا لا يجدون لهم مكاناً في احتفالات العيد.. فاين يقضون اجازاتهم هل هيئ لهم ما يلبي احتياجاتهم ويشبع رغباتهم بعيداً عن طعوس ورمال الثمامة.. ومخاطر ومنزلقات السفر للخارج؟!
وهل خُصص لهم ما يغنيهم عن اللف والدوران في الشوارع ومضايقة العوائل في الأسواق والأماكن العامة؟
وهل قدرهم ان يقضوا عيدهم «هكذا» بدون ترتيب أو تنظيم أو أدنى اهتمام من الجهات المسؤولة.
فالسؤال القديم الجديد مازال قائماً والإجابة دائما ما تكون مزيداً من التجاهل.
«الجزيرة» اتجهت لهؤلاء الشباب وسجلت آمالهم وآلامهم عبر هذا التحقيق القصير...
* العيد في الخارج أحلى
تحدث سلمان الخلف فقال: منذ زمن وانا اقضي إجازة العيد خارج الوطن فهناك أجد كل الأماكن الترفيهية مفتوحة على مصراعيها ومناسبة لكل الفئات وبأسعار زهيدة.. فمع الأسف لا نجد في وطننا ما يغنينا عن السفر للخارج فالاماكن الترفيهية إما أن تكون تقليدية ورديئة وغير مناسبة أو جيدة ومخصصة للعوائل.
وعن مخاطر السفر للخارج: أجاب بأنه من ناحية الأمن في كل انحاء المعمورة لا يمكن ان تجد أمناً يضاهي أمننا واستقرارنا ولكن!! من غير المعقول ان نقضي أحلى ايام العيد في النوم أو الدوران في الشوارع.. أو التطعيس في الثمامة.. فكم عيداً في عمر الإنسان!!. فالخيارات أمامنا محدودة جداً.
* أين الأماكن الترفيهية؟!
واضاف حمود الوادي قائلا: الشباب الفئة الأهم والأخطر وتحتاج إلى عناية واهتمام كبيرين وذلك بتوفير كل وسائل الترفيه البريء فمن المؤلم ألا يجد الشاب له مكاناً في العيد.. ويسافر للخارج لقضاء اجازته في مجتمعات تختلف اختلافاً جذرياً عن عاداتنا وتقاليدنا... واعتقد ان افتقار مدينة الرياض للأماكن الترفيهية هو الدافع الأول للسفر للخارج.
* النوم هو الحل
واكد سعيد البلوي حرصه على النوم في اليوم الأول للعيد كخيار مناسب وللخروج من مأزق عدم توفر الأماكن الشبابية المناسبة.
وعن سبب حرصه على النوم اجاب بقوله اتجنب المجالس العامة وذلك هرباً من السؤال الدائم عن الوظيفة فأنا متخرج من الجامعة من ثلاث سنوات ولم أجد عملاً..
فأكون بذلك بمنأى عن نظرات الشامتين المشفقين وايضاً لا يوجد ما يغري على الخروج من هذه العزلة.. فلا اماكن ترفيهية.. وكبرنا على التطعيس والتسكع في الشوارع ولا أملك القدرة المادية على السفر للخارج إذاً الحل النوم.
* العيد في الصحراء
وشدد محمد العازمي على ضرورة إعادة النظر في وضع الشباب في كل المجالات والاستماع إليهم وتخفيف الضغوط الكبيرة التي يعايشونها.. وذلك بتخصيص أماكن ترفيهية للشباب في كل أنحاء المملكة.. فمثلاً الرياض وهي العاصمة لا توجد بها اماكن ترفيهية تحتضن الشباب في ايام العيد فما بالك إذاً في بقية مناطق المملكة.
فمثلاً: نحن في شمال المملكة نقضي العيد بتنظيم الرحلات البرية كخيار وحيد أمامنا.. فتخيّل العيد نقضيه في صحراء قاحلة..!!
* فقدنا متعة العيد...
واكد جابر المري على أهمية تفعيل دور الاندية الرياضية.. واستقطاب الشباب في كل الأوقات وان تؤدي دورها الاجتماعي والثقافي الذي بقى مهمشاً لسنين طويلة.
فمع الأسف فقدنا متعة العيد ورونقه الخاص واصبحت أيامه لا تختلف عن بقية أيام الأسبوع فالروتين واحد..
واضحي السفر للخارج هو المتنفس الوحيد مع الأسف.. في ظل تخصيص كل الاماكن للعائلات فقط.
* كل الأماكن للعائلات:
واتفق كل من مشعل العنزي ومساعد السلمان.. على توفر الأماكن الترفيهية في كل أنحاء المملكة وبالرياض على وجه الخصوص ولكنها.. لا تناسب الشباب ولا تلبي متطلباتهم وميولهم.. فهي تقليدية جداً.. وتناسب الأجواء العائلية اكثر.. فلا يخلو أي حي من الاحياء من وجود الحدائق العامة.. ولكن ما هو مصيرها.. بكل تأكيد الأهمال.. والعشوائية في التنظيم واغلبها مهجورة وتشوه المنظر العام.
* ما هو الحل؟!
وتناول الاستاذ طلال اسماعيل خطورة ترك الشباب مهمشين بدون عناية واهتمام.. حيث لابد من توفير البدائل المناسبة لهواياتهم .
واضاف عندنا للأسف لا يتوفر الحد الأدنى من الترفيه السليم والمسموح به.. فنحن على طول الخط نلوم الشباب على بعض الممارسات الخاطئة.. مثل السهر في المقاهي أو التفحيط ولكن هل وفرنا لهم ما يغنيهم عن كل ذلك؟ الاجابة للأسف لا.
ويواصل حديثه قائلاً وانا ومن منبر الحياد.. ارى ان الأماكن الترفيهية الموجودة في مدينة الرياض لا تلبي الغرض وتخدم العوائل بصورة خاصة.. دون الشباب.
فمثلاً عادت ظاهرة التفحيط في الشوارع بعد أن أُغلقت المقاهي في الأوقات المتأخرة «رغم تحفظنا عليها»، وهذا ما يؤكد على أهمية العناية والتركيز في توفير البدائل المفيدة للشباب في كل الأوقات.
|
|
|
|
|