| عيد الجزيرة
*
* الرياض روضة الجيزاني:
تتشابه العادات والتقاليد في جملتها في معظم دول الخليج وإن اختلفت تفاصيلها الصغيرة. ويغلب على الاحتفالات بالعيد الطابع الدرامي لكل دولة. ويعتبر الفن الشعبي الطابع المميز لكل بلد حيث تستخدم الطبول والدفوف والمزمار وآلة أبواء، وفي المملكة تعد رقصة السيف الأشهر وفي نجد بالتحديد، كما أنها تعرف بالرقصة الوطنية، وتتشابه الفنون الشعبية في جملتها إلا في القليل حيث ينحدر البعض منها من إفريقيا، أما الحيز الأكبر فنجده بالآلات الشعبية التي تعتبر أحد مظاهر العيد للتعبير عن البهجة والاحتفال به.
العرضة النجدية
تعد رقصة السيف (العرضة النجدية) واحدة من أقدم الرقصات الشعبية في المملكة والتي ما زالت لها مكانة خاصة، وفيها يمتزج المغنون والراقصون والشاعر المنشد في تعبير بهيج عن الفرحة بالعيد. وعند أداء الرقصة يقف الرجال الذين يحملون السيوف، متلاصقي الأكتاف في صفين أو في دائرة كبيرة.. ويبدأ الشاعر الذي يقف في المنتصف بإلقاء كلمات الأغاني، فيقوم الرجال الواقفون في الصفين بترديد الكلمات بعده.
وفي منتصف دائرة الرجال يوجد أربعةرجال أو خمسة ينقرون الطبل أو يستخدمون الدفوف المزينة بالخيوط الملونة المسماة بالدناديش وخلال الأداء يرفعون طبولهم عالياً في الهواء ويدورون قبل أن ينتقلوا إلى النقر المناسب للرقص حتى تتساوى النغمات ويحدث التجانس والانسجام في أصوات دفوفهم، يلي ذلك قيام الرجال الموجودين في الصفين بتأبط بعضهم أذرعة بعض ويهتزون يمنة ويسرة ويحركون سيوفهم أعلى وأسفل في تناسق جميل.
رقصة السيف
وعندما يشترك عدد كبير في هذه الرقصة يقوم بعض الرجال بالرقص بمفردهم في منتصف الدائرة، ويقوم رجل بتمثيل دور فارس يمتطي حصاناً في معركة ويؤدي حركات صامتة بطيئة تدل على هذا الموقف. وعلى ضوء النيران الموقودة يرفع الرجال سيوفهم في الهواء ويهزونها حتى تلمع في الأضواء المنبعثة من النيران. وتؤدي رقصة السيف في بعض القبائل بطريقة سريعة جداً حيث يقوم الرجال المشتركون في الرقص بالقفز في الهواء بقوة بالغة في حين يستمر إنشاد الشعر.
ويرتدي الراقصون ثياباً فضفاضة تصل إلى مقدمة القدم، ولها أكمام طويلة تصير على شكل مروحة عندما يقوم الرجال بالدوران في دائرة، وذلك في رقص (المجرور) حيث يقف المغنون في صفين يواجه كل منهما الآخر ويحمل كل فرد في يده دفا بدون ضج هذه المرة. ثم يسير أحد الصفين في اتجاه الآخر، وينحني ويدور في رشاقة وبعدها يعود إلى مكانه الأول.. على ذلك قيام الصف الثاني بتكرار الحركة نفسها مع استمرار الرجال في الغناء والنقر على الدفوف.
السمسمية على الساحل
وفي المدن الساحلية المطلة على البحر الأحمر تعد الآلة الوترية القديمة المعروفة باسم (السمسمية) أو الطنبور آلة أساسية في الفن الشعبي ويقوم العازف بتقديم لحن رتيب ويغني عدة أغان ارتجالية لعدة دقائق وبمجرد أن ينتهي الغناء المرتجل ويبدأ في غناء العبارات.. ويجد هذا اللون إقبالاً واسعاً ويصفق له تشجيعاً.
الربابة تراث غني بالنغمات
أما الربابة فهي ترتبط بتقاليد الغناء الشعبي المنفرد كان يستخدمها البدو والرواة الذين كانوا يطوعون درجة أصواتهم لتناسب نغمات الربابة إلا أنها اختفت تدريجياً في هذا العصر الراهن رغم استمرار الآلات المشابهة لها مثل السمسمية والمزمار وغير ذلك من الفنون الشعبية المرعية في البلاد والتي تتشابه في بعض الدول الخليجية إلى حد كبير.
في عمان العرضة والرزحة
وفي عمان تعتبر الطبول أدوات أساسية للإيقاع، إذ تصاحب الرقصات العمانية التي يدور فيها الراقصون في حركة عكس عقارب الساعة. وقارع الطبل قد يتحول إلى راقص ضمن المجموعة الراقصة فيدخل إلى حلبة الرقص وهو يهتز بعنف إلى الوراء وإلى الأمام. والطبلة الطويلة مثبتة وسطه ويقوم ببعض الحركات الإكروباتية حول حلبة الرقص وأثناء الرقص يلتف الراقصون حول قارع الطبل وهو لا يزال يقرع على الطبل نفس الأنغام والإيقاع ما يمثل لديهم قوة الأداء والإثارة. وهناك نمطان آخران في عمان يسميان العرضة والرزحة ويصل عدد الرجال من 20 إلى 25 فرداً يجلسون على السجاد أو على حصر تمد على الأرض في صفين متقابلين، وهما شكلان من أنماط الفن الشعبي العماني التقليدي الذي يعبر عن سعادة الناس بالعيد، وكلاهما خاص بالرجال حيث إن العرضة تؤدى فيها السيوف والبنادق والخيل والرجال ويقف بالعرضة الرجال صفين ويقف أمام كل صف رجل يحفظ الشعر، أشبه بالملقن في المسرح في حين يقف في منتصف المساحة ضارب الطبل وهو أشبه بالمايسترو.
العارضة في الشارقة
أما في الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة فتعد رقصة العارضة إحدى رقصات الاحتفال بالعيد وفيها ترقص النساء المحجبات على قرع الطبول، كما يؤديها أفراد الشعب فينقسمون إلى قسمين كل فريق بدوره في حين يقف حمله البنادق والسيوف والطبول والدفوف في الوسط يرقصون ويقذفون بنادقهم وسيوفهم في الهواء، ويلتقطونها بمهارة وتقام احتفالات الأعياد في ميدان واسع يتوسطه الرقاص وهو مدفع برتغالي قديم يستعمل في الأعياد فقط. ومن مظاهر العيد تجمع معظم أفراد من جميع أنحاء الدولة، كشجرة يأتي إليها الناس مع أطفالهم من مختلف دولة الإمارات مثل دبي وعجمان وأم القوين ومن العادات المنتشرة أيضاً لديهم تربية الصقور فالأهالي يخرجون في العيد إلى البر لاستعراض صقورهم كما يتجه بعضهم إلى البحر لاصطياد الأسماك..
|
|
|
|
|