|
| عيد الجزيرة
لن نتحدث في عيدنا هذا عن أصغر أبناء جارنا «أبو علي» والذي تاه في الملاهي، وذهبت الأم للبيت بدون نظر لانشغالها بالسوالف مع أم ناصر بالجوال!! بل سأتحدث عن منيرة حضارية نباهي بها جميع الحضارات السابقة من الفرعونية ومروراً بالرومانية.. وحتى «الإنديزية»!!.
هل تشوقتم لمعرفة هذه السمة الحضارية؟؟.. حسنا.. نحن ممن يودعون رمضان ويستقبلون العيد بأن نجتمع حول «صحن» مفطع لتناوله كوجبة إفطار!! وفي الصباح الباكر!!.
لن نعمم هذه الظاهرة.. فذوو الدخل المحدود يفطرون على قوطي جبنة «صفرا» وبعض الزيتون.. وقليل من الشاي بالحليب ليبدأ بعد ذلك تجوالهم «بالدوش» بحثا عن أقارب لهم في كل أحياء المدينة لمعايدتهم.. وربما تناول طعام غداء دسم معهم!!.
ولكن الحقيقة.. فإن عدداً كبيراً منا يمارس هذه العادة «النهمة» في كل عيد فطر جديد!! وكأن صاحبنا قد كان في «مجاعة» طوال الشهر الفضيل.. حولته إلى هيكل عظمي ناطق..!! متناسياً كل حبات السمبوسة واللقيمات التي «التهمها»..!! ولا داعي للتذكير بموائد رمضان الكريم العامرة بالدسم والمقليات!!.
المشكلة ان البعض يعتقدون بأن هذا التصرف «وضع ذبيحة على مائدة افطار يوم العيد» ضرب من ضروب الكرم!!! بينما يجزم جارنا «أبو علي» بأن هذا ضرب من ضروب اتلاف المعدة.. والتجني على الصحة.. ناهيك عن الإسراف الذي لا مبرر له!!.
فيا ذابح الذبائح.. ومريق الدهون من صباح الله خير.. أنت حر في إظهار كرمك لسكان الحارة.. ولكن بالطريقة التي تحفظ حقوق المعدة «المسكينة»!!.. فما هكذا تجازى المعدة بعد ان صبرت ثلاثين يوماً!!.
وهذا الكلام ينطبق على معشر «النسوة» اللائي لا يألون جهداً في سبيل «خنق» المعدة.. وملأها بالشحوم.. والحلويات الشامية الدسمة!! فالإتزان مطلوب يا جماعة.. وتذكروا ان معدتكم المغلوبة على أمرها هي الضحية أولاً وأخيراً!!.
وكفاكم الله شر التخمة.. والسمنة وويلاتها!!.. وكل عام وجهازكم الهضمي بألف خير!!.
|
|
|
|
|
