| الاقتصادية
يمثل الهدر الاقتصادي للموارد الطبيعية أحد الجوانب التي تعيق التنمية الاقتصادية لأي مجتمع، بل ربما كانت السبب في تخلف المجتمع وعدم قدرته على تجاوز التخلف والانتقال الى زيادة الدخل القومي الحقيقي للاقتصاد خلال فترة زمنية محددة ينتقل فيها الاقتصاد من مرحلة الضعف والجمود الى مرحلة التوسع والبناء.
ظواهر الهدر للموارد الطبيعية تأخذ أشكالاً متعددة وصوراً من السلوكيات الاجتماعية التي تمارس من قبل مختلف فئات المجتمع الذي قام على عدم ادراك أهمية المحافظة للموارد البيئية وعدم العبث بها.
لقد حرص الاسلام عند معالجته للقضايا الاقتصادية بتوجيه الانظار الى أهمية استغلال الموارد الطبيعية فيما يعود على اقتصاديات المجتمع بفائدة وان هدر الموارد التي منحها الله لعباده فيه تجنٍ على الإنسان نفسه وسوف تتم مساءلته عند لقاء ربه وبهذه المنهجية نجد ان الإسلام يجعل لسلوكيات الأفراد دوراً في المحافظة على الموارد الطبيعية وتوجيهه بعدم اهدارها.
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة»، كما روى الدارمي في سننه عن حديث مولى ابن عمر قال: «سمعت عبدالله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل عصفوراً بغير حق سأله الله عنه يوم القيامة. قيل وما حقه. قال: أن تذبحه فتأكله». كما روى ابن حبان في صحيحه عن عمرو بن الشريد قال سمعت الشريد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل عصفوراً عبثاً رجع إلى الله يوم القيامة يقول يا رب إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني لنفعه».
بدراسة هذه الأحاديث نجد ان الإسلام من خلال التوجيه النبوي الكريم اهتم بكيفية استغلال الموارد المتاحة بالشكل الذي يحقق المنفعة منها ونبه الى عدم العبث بها ومن هذه الأحاديث يمكن استخلاص السياسة التي ينبغي اتباعها سواء من قبل واضعي الخطط الاقتصادية او من قبل الأفراد عند ممارستهم للأنشطة الاقتصادية على النحو التالي:
أولاً: ضرورة العناية عند وضع الخطط الاقتصادية مرعاة استغلال الموارد الطبيعية بالشكل الذي يحقق الفائدة القصوى منها وتجنب استغلالها في مجالات لا تتحقق منها المنفعة المطلوبة ولا تتلاءم مع الطبيعة التي خلقت هذه الموارد لها بحيث يتحقق العائد الأكثر من استغلال هذه الموارد.
ثانياً: تنمية الوعي لدى الأفراد لادراك أهمية حماية البيئة ومواردها من العبث بها وعدم اساءة استغلالها فيما لا فائدة منها او العبث بتلك الموارد باهدارها وعدم الاستفادة منها وضرورة قيام ولاة الأمر باصدار التنظيمات التي تمنع العبث بهذه الموارد.
|
|
|
|
|