| العالم اليوم
يظهر أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبح لديها أسلوب جديد في التعامل مع الشعوب والأمم ودولها، فمثلما أوجدت لها مفهوماً للإرهاب صنفت من خلاله الدول والجماعات والأفراد، فاعتبرت دولاً مارقة.. وأخرى حاضنة للإرهاب.. وأخرى راعية للإرهاب، ودولاً برّأتها من الإرهاب رغم استمرارها في ممارسته كما تفعل إسرائيل..
ومثلما أشاعت مصطلح «عولمة الإرهاب» فأصبحت الدول تقلدها في تصفية حساباتها مع حركات التحرير.. أو حركات الانفصال.. أو الجماعات المعارضة تحت خيمة مكافحة الإرهاب..
ومثل بدعة تخصيص الإرهاب.. وعولمة الإرهاب.. تواصل واشنطن البدع والابتكارات منها ما يغضب الموجهة لهم ومنها ما يضحكهم. فمن البدع المضحكة إقدام الطائرات الأمريكية على قصف الأفغان بالكعك، فقد أعلن الناطق باسم القوات الأمريكية أن الطائرات الأمريكية ستقوم بإلقاء ستة وأربعين ألف رطل أي ما يوازي عشرين طناً وثمانمائة كيلوغرام من الكعك.
وستقوم الطائرات الأمريكية انطلاقاً من قاعدة باجرام الجوية القريبة من كابول بإسقاط الكعك على مدن مزار الشريف وقندوز وقندهار في حين سيوزع الجنود الأمريكيون الكعك على أهالي كابول في أيام عيد الفطر المبارك.
هدية العيد الأمريكية هذه التي وزعت على الأفغان رافقتها «عيدية» أخرى للمسلمين ولكن في بلد آخر.. فقد حرص الأمريكيون ألا يودع الفلسطينيون شهر رمضان المبارك ويحتفلوا بعيد الفطر المبارك دون أن تحتفظ ذاكرتهم بعيدية أمريكية بهذه المناسبة، فبعد طلب الدول العربية عقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن الدولي لإصدار قرار دولي لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإرسال مراقبين دوليين لتحديد المعتدي وهو ما يكشف تجاوزات وعدوان الإسرائيليين، ورغم أن مشروع القرار الذي قدمته الدول العربية قد أدخلت عليه تعديلات صاغتها فرنسا العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي وهو ما جعل جميع الدول الأعضاء الأربع عشرة توافق عليه، وإن فضلت بريطانيا والنرويج عدم التصويت، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية عطلت القرار بإشهار «الفيتو» لتعطيل الإرادة الدولية الساعية لوقف ذبح الشعب الفلسطيني، فرغم جهود اثنتي عشرة دولة أعضاء في مجلس الأمن الدولي ومنها ثلاث دول من الأعضاء الدائمين، فرنسا وروسيا والصين، ومعها تسع دول أخرى إلا أن أمريكا ركلت الإرادة الدولية مجتمعة وفضلت أن تضع «الفيتو» تحت تصرف شارون حتى يكمل مهمته في ذبح الشعب الفلسطيني.
«عيدية» أمريكية للفلسطينيين عشية عيد الفطر المبارك.. ولكنها عيدية تختلف عن الكعك المقدم للأفغان الذين قد يطلبون مزيداً من الدماء لتغميس الكعك الأمريكي حتى يصبح أكثر قبولاً..!
بيت حنون غزة «رويترز»:ولد فلسطيني يحاول أن يأخذ ساتراً واقياً أثناء اقتحام دبابة اسرائيلية لبلدة بيت حنون في طريقها إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|