| عيد الجزيرة
أصرت أم العيال هذه المرة أن أصطحبها للسوق لشراء لوازم العيد للأولاد وذلك رغبة منها في أن تكون الميزانية المتواضعة في كل الأحوال مفتوحة لتضمن تلبية كل الرغبات وشراء كل الاحتياجات! ولم يكن مصدر الإزعاج في أن أدفع واصرف.. بل إن ما أزعجنا وأخذ علينا الكثير من الوقت والجهد وحتى المال هو طلبات الأولاد المحددة سلفاً والتي كانت نتاج مشاهدتهم للدعايات التلفزيونية على مدار شهر كامل في رمضان فأحدهم يريد شماغ البصمة العاشرة!.. والآخر يريد ثوب أبو تبر والثالث تختلف رغبته عن الآخرين ولكنها لاتتجاوز محيط الإعلانات الترغيبية التي نجحت في جذب الأطفال لها وتسويقها مهما كانت جودتها، ولم تكن المشكلة في أن نشتري نوعية معينة ولكن المشكلة كانت أين نجدها فلكل بصمة وكيل ولكل ثوب مستورد كما أن معظم البضائع قد نفدت بحكم الإقبال عليها وبحكم أننا تأخرنا في المجيء إلى السوق فقد كان الصياح يعلو والاحتجاجات تتكرر من الصغار عندما يصدمون بعدم وجود مبتغاهم وعدم تلبية رغباتهم.. علماً بأن هناك ألواناً وأشكالاً من البضاعة ولكن الهدف واحد والرغبة واحدة.. ولم تشفع وسائل الترغيب والترهيب والرجاء أمام إلحاحهم الذي لانملك إلا الاستجابة والإذعان له لأنها ثياب العيد والفرح ولا يمكن أن نكدر هذا الفرح ونعكر صفو الابتسامة وكل والد يتمنى أن يكون أولاده أسعد الناس في يوم العيد أو غيره. لقد كانت المرة الأولى منذ زمن التي أدخل معهم ويبدو أن زوجتنا العزيزة تدرك مسبقاً ما سيواجهنا ولذا فضلت أن نشاركها الورطة ونساعدها في حل المعضلة ولكنني فشلت هذه المرة رغم نجاحي مرات سابقة في إقناعهم وكبح رغباتهم فالمطلوب بصمة خاصة وجيل سادس ذكرني بجيلنا الأول الذي كان يفرح بأي شيء ويقبل أي شيء فتصله احتياجات العيد وهو في المنزل ولا دخل له في اختيارها، لأنه لايذهب للسوق.. حقاً إنه جيل مختلف عن كل الأجيال.
|
|
|
|
|