| الاقتصادية
قد يكون التنوع سمة وميزة يسعى لها الكثيرون بل وقد تكون مطلباً تجارياً مع اختلاف اذواق الناس وتأسياً بالمقولة الشهيرة «لولا تباين الاذواق لبارت السلع» ان اذواق الناس تختلف وقد يظهر ذلك في اختيار منازلهم واسلوب تأثيثها، هذا التباين يولد نوعاً من التميز ليخلق مساحة كبيرة من الابداعات التي تعكس امكانيات وقدرات كل من المالك والمصمم.
ومن تلك الابداعات ما يحدث في التعامل مع الاضاءة والاجهزة الكهربائية من مصابيح ومفاتيح ومأخذ «افياش» فهذا التنوع والابداعات قد تكون امراً جميلاً تظهر مدى الاستفادة من امكانيات السوق وتنوع مصادره ولكن ان يتطور هذا التنوع في اشكال افياش الكهرباء والهاتف فهنا يجب علينا ان نقف لحظةً للتأمل وان نعيد النظر في ذلك فليس كل تنوع جيداً، فيا حبذا لو وضع حد لذلك والحديث هنا ليس عن ألوان واشكال الافياش الخارجية ولكن المهم هنا هو شكل الفتحات التي من خلالها يتم توصيل التيار الكهربائي او الهاتف فكم من التشابه بين مأخذ 110 و 220 وكذلك الهاتف في نفس البيت وكم من التنوع بين بيت وآخر، بل اننا نجد بعض الدعايات عن الافياش الكهربائية بأشكال مختلفة لكافة الفتحات وبنفس المظهر ومنتج من شركة واحدة وكأن الامر عادي بل ومرغوب فيه.
ان مثل هذا التنوع يعد تنوعاً سلبياً وله مخاطره وتبعاته فمشاكل هذا التباين تظهر جلياً في تنوع افياش الاجهزة الكهربائية وكأن الحبل متروك على الغارب فكل منتج من الاجهزة الكهربائية يحمل اسلوب بلده المنتج له، وتكمن هنا المشكلة لما يحدث من بعض التجاوزات في تغيير رأس الفيش او استخدام التفصيلات الخاصة.
وهنا يجب تدخل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس من تفعيل المواصفة الخاصة بهذه الجزئية ان وجدت او استحداث المواصفة المناسبة للبلد وهذا يمكن بتحديد المناسب من الاشكال المتواجدة في السوق لبعض البلدان الكلاسيكي والاوروبي والبريطاني والياباني وجميعها تعمل بشكل جيد الا انه يجب توحيد الشكل ووضعه كمواصفة لا يسمح لاي جهاز كهربائي بدخول البلد دون ان يكون مطابقاً للمواصفات السعودية والا يسمح ببيع اي نوع من الافياش غير المطابقة للشكل المحدد في المواصفة السعودية سواء كان ذلك هاتفاً او كهرباء وان يتم التمييز بين افياش 110 و 220.
* كلية العمارة والتخطيط
جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|