| مقـالات
محمود أبو هنّود بطل جهادي فلسطيني استشهد بيد الغدر اليهودية يوم الجمعة 8/9/1422ه، ولو كانت بطولاته في بداية استيلاء اليهود على فلسطين لمجّد بعشرات القصائد والخطب والمقالات، ولكنه جاء في زمن اشتدّ فيه تسلط اليهود على أبناء فلسطين، وقلّ الاحتفاء بالأبطال بعد زمن المعاهدات المتخاذلة، والهرولات المستسلمة.
هنيئاً لمحمود أبو هنود وهو يرقد في قبره بعد أن نال الشهادة ببطولات فردية واجهت جيشاً من البر والجو، فكأنه جيش، بل هو جيش من الشجاعة، لقد دوَّخ العدو الجبان الذي لم يجد لتصفيته إلا الغدر المبني على الجاسوسية الجبانة، حين أرسل جواسيسه ليراقبوا تحركاته على مدى 24 ساعة حتى غدر به بعد محاولات غادرة كثيرة أكدت جبن اليهود وشجاعة أبو هنود الذي أرخص الروح في سبيل دينه ووطنه.
ولد أبو هنود في قرية عصيرة الشمالية في الضفة الغربية وشارك في الانتفاضة الفلسطينية وأصيب عام 1988م بجروح، وفي عام 1992م أبعدته اسرائيل الى لبنان مع 400 مجاهد لمدة عام وهناك تلقى تدريباً عسكرياً فتفوق عسكرياً كما تفوق علمياً حين تخرج من كلية أصول الدين.
في عام 1999م داهمت اسرائيل منزله بقوات هائلة وبطائرات تقصفه من الجو وبجواسيس من المستعربين اليهود يعطون معلومات عن تحركاته لحظة بلحظة، ولكنه تمكن من الهروب بعد أن أربك اليهود فقتل بعضهم بعضاً وقتل منهم (بالرغم من جراحه البليغة) ضابطا يهودياً و3 جنود، وظل يزحف ودمه ينزف حتى دخل مستشفى نابلس، وباء اليهود بالخذلان والهوان ولم يفلح جيش أمام فرد بطل، وعند ذاك حكمت عليه السلطة الفلسطينية بالسجن 12 عاماً وأودع السجن فقصفت الطائرات اليهودية مقر الشرطة حيث يقبع في سجنه بهدف قتله فأطلقت الشرطة الفلسطنية السجناء لينجوا من القصف فنجا أبو هنود من غدر اليهود مرة أخرى.
وظل أبو هنود هدفاً لليهود، واستمرت تطارده حتى غدرت به بعد 7سنوات، ولم تواجهه سلاحاً بسلاح بل أغارت عليه جواً في غارتين جويتين كاد ينجو منهما حين قفز من سيارته لكن طائرة اقتفت أثره، وظلت تقذفه بالصواريخ حتى مزقت جسده الى أشلاء وصل منها الى المستشفى نصف الرأس وجزء من ظهره وإحدى رجليه وذلك بفعل عدة صواريخ ورشاشات ثقيلة، وسار في زفة نعشه أكثر من 30 ألف مشيع، فدخل أبو هنود حياة الشهداء وكتب لشعبه حياة ببطولته.
هنيئا بالعيد (أبو هنود)، فقد فزت بالشهادة، وعطرت العيد بدمك، وكتبت صفحة بيضاء في تاريخ الجهاد الفلسطيني ضد احتلال القدس، وقهر شعب فلسطين، وهضم حقوقه من أدعياء الحضارة، ولمثل شهادتك تقام الأعياد، وترفع الرايات، وتعتز الأمم، وستبقى روحك نموذجاً يحتذى في مقاومة المحتل الظالم ومن يدعمه ماديا ومعنويا وعسكرياً واقتصادياً وعندما يكتب التاريخ بانصاف سيترجم لك في سجل الأبطال.
للتواصل ص.ب 25409 الرياض 11512 الفاكس: 4012691
ayedhb@hotmail.com
|
|
|
|
|