| العالم اليوم
يحل اليوم عيد الفطر المبارك.. عيد يحتفل به ملايين المسلمين من أقصى المعمورة إلى أدناها.. وبعد شهر الصوم الكريم.. الشهر الفضيل الذي غسلنا في أيامه المباركة ذنوبنا وهمومنا وتوكلنا في أمورنا كلها على الله الرحمن الرحيم الغفور الذي لا توصد أبوابه أمام عباده.. يحل اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك.. ونتساءل هل نفرح أم نشارك إخواننا المسلمين في فلسطين الجريحة الذين يعيشون أقسى أيامهم فلسان حالهم يردد مع شاعرنا الكبير صالح بن حمد المالك الذي جسد في رائعته أقبل العيد.. الوضع المأسوي الذي يعيشه الفلسطينيون هذه الأيام.
أقبل العيد وفيه نهر دمْ
من جراح الطفل والشيخ الهرمْ
نعم أي عيد هو في فلسطين.. أي عيد وفي كل بيت عزاء ومأتم فمنذ أشهر وكل يوم تودع أرض فلسطين وأهلها أكثر من شهيد وفي أيام رمضان المبارك قدم الفلسطينيون عشرات الشهداء.. عشرة في يوم واحد.. منهم أطفال المدارس.. والشيوخ والنساء فضلاً عن الشباب.
نهر من الدم المتواصل.. نهر من الدم الزكي الذي يروي ثرى فلسطين من جراح الأطفال والشيوخ والرجال الذين يقدمون صورة من أزهى صور التضحية والجهاد في مواجهة عدو غاشم تجاوز كل الموانع وداس على كل القيم والنواميس.
نهر الدم المتدفق في فلسطين والمتواصل حتى أيام العيد.. كيف لنا أن نستطعم الفرح ونتبادل التهاني بهذا اليوم.. وهل تكون تهنئتنا بنفس معنى وقيمة التهنئة التي يتبادلها الفلسطينيون عندما تبلغ عائلة فلسطينية باستشهاد أحد أبنائها..!!
هناك في فلسطين فرحة الشهادة لا تعادلها فرحة.. وهنا وفي البلدان الإسلامية نتبادل التهاني بقدوم العيد.. بدون أي معنى.. فما معنى أن نهنىء أنفسنا وأرذل البشر يدنسون مقدساتنا ويذبحون أطفالنا وشيوخنا ونساءنا..!!
ما معنى الفرح والاحتلال يكبس على رؤوس أفضل الرجال وأكثرهم استحقاقاً بالفرح بعد أن يقدموا من أجل الدين والوطن والشرف والكرامة.. أغلى ما عندهم.. الشهادة.
الفرح هناك في فلسطين نعم وحدهم الذين يحق لهم الفرح.. لأنهم يقدمون ما يستحق أن يفرح من أجله الإنسان.. وهم وحدهم الذين يدفعون ثمناً حقيقياً لانتزاع الفرح.. ثمناً لا يقدر عليه الآخرون.. فالشهادة أعلى وأغلى ثمن..!!
|
|
|
|
|