أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th December,2001 العدد:10671الطبعةالاولـي الأحد 1 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

بين رؤية «باول» وعقلية «شارون»
لا شك أن هناك ايجابيات في «رؤية» وزير الخارجية الأمريكي كولن باول حول قضية فلسطين مع العلم أن هذه «الرؤية» لا ترتقي إلى مستوى خطة جديدة لإيجاد حل شامل وكامل وعادل للقضية الفلسطينية، ومن هذه الايجابيات حديثه عن محورية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، الاقرار بأن الأراضي الفلسطينية أراض محتلة والدعوة لوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن هذه الرؤية لم تسلم من الضغوط السياسية لصالح اسرائيل حيث قام 89 سناتوراً بتوجيه رسالة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش تؤيده فيها بعدم مقابلة الرئيس الفلسطيني السيد ياسر عرفات، اضافة إلي حثه على عدم الاعتراض على الاجراءات والممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى مقاومة «الارهاب» الفلسطيني..!! ومن جانبها، دعت كوندوليزا رايس، الرئيس الفلسطيني لبذل قصارى جهده للقضاء على «الارهاب» واجتثاثه من جذوره.
ولو حاولنا استعراض هذه «الرؤية» بشكل سريع لوجدناها لا تحدد سقفاً زمنياً لحل هذه القضية حيث تركت الأمور لاحتمالات عدة قد يكون أبسطها عشر سنين أخرى للمفاوضات، ناهيك عن عدم كونها، كما أسلفنا، خطة شاملة كاملة محددة المعالم نضمن من خلالها الوصول إلى التسوية النهائية العادلة والمتمثلة بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وغير ذلك من مقومات الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة بموجب القوانين والأعراف الدولية.
ومع كل ذلك، فإن شارون بعقليته الارهابية الدموية «يرحب» بمثل هذه الرؤية ولكن على طريقته الخاصة التي تمثلت بالمزيد من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تشديد الحصار، والتوغل واقتحام الاراضي الفلسطينية، هدم المنازل، قتل المدنيين الأبرياء، ومنهم الأطفال الخمسة في خان يونس، الاغتيالات بطائرات الأباتشي أمريكية الصنع، عدم السماح للمصلين بالوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان .. الخ.
حقاً، لا يختلف اثنان على عقلية شارون هذه التي لم يخطر ببالها يوماً مجرد التفكير «برؤية متواضعة» لشيء اسمه السلام.
* آخر الكلام: ردد زعماء الصهاينة مقولة وهي: اقتلوا العرب وقولوا آسف، وما يجري الآن هو اقتلوا العرب وقولوا إرهابيون..!!.
زياد مشهور مبسلط

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved