| عزيزتـي الجزيرة
في ظل التغيرات الحضارية التي يشهدها العالم اليوم لاحت الفرصة لبعض الدول المتقدمة لما تملكه من امكانيات من السيطرة على العالم وأصبحت الدول النامية هي الضحية في هذا التغير والكثير من هذه الدول عاشت التخلف بجميع اشكاله ورضخت تحت لواء الاستعمار سنوات طويلة وبعد ذلك أتيحت الفرصة لها لنيل استقلالها ولكنها لم تعتبر بما مضى و كانت الضحية شعوبها التي افتقدت للكثير من متطلبات التنمية مما جعلها أسيرة للعالم المتقدم في معظم الأشياء وقد تفاوتت حالات التقدم بين هذه الدول بحكم ثرواتها وموقعها الجغرافي ونوع الاستعمار وبالرغم من المحاولات التي قامت بها بعض الدول لمواجهة هذا التغير والتطور إلا أن مشكلة الحاجة إلى الدول المتقدمة قائمة باعتبار أن كل الصناعات المتقدمة والاقتصاد العالمي شريان الأمة بأيديهم مما جعلهم يفرضون مفهوماً جديداً على العالم بأسره،
وهو مفهوم العولمة ونحن عندما نستعرض هذا المفهوم الجديد ونحاول أن نربطه بواقعنا في العالم النامي نجد أنه يلامس كل ما يهم حياتنا ومعيشتنا باستثناء الجوانب السلبية فيه فيما يتعلق بالانحلال الأخلاقي والمساواة بين الجنسين والتجاوزات الأخرى ولكن تبقى الحاجة ماسة إلى ضرورة تكيفنا مع عصر العولمة باعتباره أصبح أمراً واقعياً لا يمكن الافلات منه وقد شدتني عبارة جميلة للدكتور سعيد حارب في كتابه «الثقافة والعولمة» نصها ما يلي: «هل ندخلها بالحال التي نحن عليها أم أن الأمر غير ذلك وحتى نحدد الاجابة لابد لنا من معرفة واقعنا وهل نحن مؤهلون لدخول هذا العصر أم أننا «قدريون» أي مسيرون نغير ارادتنا للدخول في هذا المقام الجديد وهل نملك حق الرفض والامتناع؟
إن كل تلك الأسئلة لا يمكن الاجابة عليها إلا إذا عرفنا موقعنا الحالي وحددنا ما نريد من عصر العولمة وكيف ندخل إليها باختيارنا وإرادتنا لا بإرادة الغير» انتهى كلامه.
أخي القارئ الكريم إن العولمة ليست (بعبعاً) مخيفاً وبامكاننا التكيف معها واجتياز مرحلة التخلف إذا تم صياغة الانسان من جديد وفقاً لتربية سليمة قوامها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والبحث عن الحكمة أينما كانت في ظل هذه الأجواء سوف يكون لنا حصانة وتواجد في الساحة العالمية واحتواء العالم من جديد لأن أمة الإسلام عندما تستشعر معطيات دينها الحنيف دين الوسطية والتسامح سوف يحقق الله لها وللبشرية عامة السعادة والتقدم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
منصور إبراهيم محمد الدخيل
مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|