أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th December,2001 العدد:10671الطبعةالاولـي الأحد 1 ,شوال 1422

الاخيــرة

وتاليتها ...؟
أ.د هند بنت ماجد بن خثيلة
عيد الفطر «السعيد» خلف أبوابنا يدقها بقوة معلناً بدء الفرحة التي سنَّها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للصائمين من المسلمين. يدق العيد أبوابنا ونحن نندثر في بيوتنا بهموم وأشجان كثيرة، ونتردد، أنفتح له أبوابنا أم نبقيها موصدة ونضيّع فرصة الفرح السنوية التي تنادينا بأعلى بريق صوتها؟!.
هل نفرح ونسعد، برغم ما يثقل قلوبنا، وبرغم ما يتزاحم في ذاكرتنا؟ أم نبقى أسرى أثقالنا، وعبير الهموم في خواطرنا؟ كثيرون يجزمون أنهم لن يفرحوا، لأنه لا مكان ولا مساحة للفرحة. بل ويبالغون في التشاؤم فيرون أن قولنا «كل عام وأنتم بخير» سوف يكون قولا ملفوفا بالزفرات الحارقة ، ومشحونا بالآهات المشتعلة.
أما أنا، فاسمحوا لي بالقول، سوف نفرح مهما كانت الأحوال ومهما تفاقمت الأهوال، ولي في ذلك فلسفة قد أراها صائبة!!
سوف نفرح .. لأننا أمة كرّمها اللّه بآخر الرسالات، وبخاتم الرسل، سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، الذي أمرنا بالفرح في عيدنا، وفرح فسن لنا سنة حسنة علينا اتباعها.
سوف نفرح .. لأننا في وطن يطبق شرع اللّه، ويؤمن إيماناً عميقاً واضحاً لا لبس فيه، بأننا سنبقى برغم كل الصعاب أهل الحق والعدل والإنصاف، وأهل هذه الديار المقدّسة التي تفوح بعبق الأنبياء إلى يوم الدين. سوف نفرح .. لأننا نحيا في ظل قيادة مؤمنة حكيمة تزن الأمور كلها بميزان الحق الذي عماده هذه الشريعة السمحة . قيادة لا تأخذها في اللّه لومة لائم ، ولا تحني هاماتها الشامخة كل عواصف الدنيا، وجميع أعاصير الكون.
سوف نفرح .. لأننا نحزن كثيرا .. ومن حقّنا أن نستريح قليلا من هذه الأحزان ، فنلقي بقلوبنا على الشاطئ ولو لأيام العيد فقط، ثم لا بأس أن نعود إلى أمواج البحر العاتية، لتتقاذف قلوبنا كما تشتهي، وتلقي بها حيث تشاء.
سوف نفرح .. حتى ولو رأينا في بالونات أطفالنا الحمراء، لون دماء المسلمين التي يسفكها الباطل في عناوين كثيرة، وحتى لو عبرت في آذاننا عبارات التهاني المتكسرة في الحلوق، فهذه الدماء الزكية، هي مهر حياتنا الجديدة، وعناوين بقائنا الأكيد.
سوف نفرح .. حتى لا نكون خارج دائرة الأمل ، وخلف حدود الحياة فإن لم يكن اليوم يومنا، فإن الغد هو غدنا بإذن اللّه، وليكن فرحنا هذا، استبشارا بقدوم غدنا ذاك. سوف نفرح .. حتى لو كانت غيوم قلوبنا السوداء بلون أحقاد الحاقدين على هذه الأمة عامة، وعلى هذا الوطن خاصة، ولن يجلّل أفراحنا سوادهم، فنحن أهل المحبة البيضاء، وأهل الأحلام الخضراء، وأهل هذه الرمال الصفراء الذهبية العابرة في التاريخ بهمة السواعد السمراء التي لم يعرف اليأس والكلل سبيلا الى عزائمها.
أقول: سوف نفرح .. ونفرح .. ونفرح حتى لو صرخ الجميع ورفضوا فلسفتي هذه، وقالوا جميعا بصوت عال ... وتاليتها ؟!!
heendmagid@Hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved