| العالم اليوم
* نيروبي جنيف نيويورك:
قالت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» اليوم ان ارتباط فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز بالانتشار الواسع النطاق للاستغلال الجنسي للاطفال يعتبر واحداً من أكثر الموضوعات تعقيداً وإثارة للقلق.
«سواء كان الأمر يتعلق بالاساطير الشائعة حول القوى العلاجية لممارسة الجنس مع اليافعات ام بالتوجهات التي تُجيز السلوك الجنسي العنيف مع النساء والفتيات، فإن الروابط بين الاعتداءات الجنسية على الاطفال وبين انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز واضحة المعالم» كما تقول كارول بيلامي المديرة التنفيذية لليونيسف.
وقالت بيلامي ايضا: ان الاطفال الذين يجبرون على الانخراط في تجارة الجنس، والذين يقدّر عددهم بحوالي مليون طفل سنوياً، يعتبرون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز وانتشاره. ودعت الى المزيد من العمل المباشر للوقوف بوجه السلوكيات الجنسية المقبولة اجتماعياً، فضلا عن العمل على حماية الاطفال من تجارة الجنس في الأساس.
وتأتي تصريحات بيلامي في الوقت الذي تستعد فيه اليونيسف للمؤتمر العالمي الثاني لمناهضة الاستغلال الجنسي التجاري للاطفال الذي سيعقد في يوكوهاما باليابان خلال المدة من 17 الى 20 ديسمبر/كانون الأول، والذي تشارك اليونيسف في تنظيمه، الى جانب منظمة الحملة الدولية للقضاء على دعارة الأطفال واستخدامهم في الاعمال الإباحية والمتاجرة بهم «إيكبات»، وتآلف المنظمات غير الحكومية لدعم اتفاقية حقوق الطفل وحكومة اليابان.
لقد اظهرت الدراسات والاجتماعات التحضيرية التي عقدت استعداداً لمؤتمر يوكوهاما مدى الحاجة الى حماية الاطفال ضحايا الاستغلال الجنسي التجاري وكذلك تقليص حجم الطلب فيما بين عملاء الاستغلال، وغالبيتهم من الذكور. وخلافاً للمعتقدات الشعبية السائدة، تظهر البحوث ان غالبية المستغلّين لاتنطبق عليهم خصائص «المتحرِّشين بالأطفال»، فهؤلاء المستغلون رجال يتّجهون الى بيوت الدعارة، وبدواعي الفحولة او اللامبالاة وعدم الاهتمام يختارون دوماً الاطفال الأصغر سناً لممارسة الجنس معهم.
ويعتبر الجهل بطرق انتقال فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز والاساطير الشائعة حول القوى العلاجية لممارسة الجنس مع العذارى.. يعتبر هذا الجهل من العوامل التي تغذي الطلب على الفتيات الصغيرات في بعض مناطق العالم، ولا سيما في آسيا وافريقيا. اذ يعتقد بعض المستغلين ان ممارسة الجنس مع الاطفال اقل خطورة من ممارسته مع غيرهم، لأنهم يرجحون احتمالية ان يكون الطفل «نظيفا» وغير قادر على نقل المرض بيد ان الواقع يُظهر ان الاطفال اكثر عرضة من الناحية الجسدية للنزيف والعدوى والاصابة بالمرض، وانهم نادراً ما يكونون قادرين على التفاوض على ممارسة الجنس الآمن او مقاومة ممارسة السلوك الجنسي العنيف معهم.
وفي بعض الدول الاشد تضرراً من الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز، يبلغ معدل اصابة البنات المراهقات بهذا الفيروس خمسة الى ستة اضعاف معدل اصابة الاولاد به، ويقدر عدد اليافعين واليافعات المصابين بهذا الفيروس، مِمِّن تتراوح اعمارهم بين 15 و 24 عاماً، بحوالي 13 مليون شخص، ويصاب به يومياً أكثر من 000. 7 يافع ويافعة.
وفي اجتماع تحضيري عُقد في الرباط بالمغرب في اكتوبر الماضي استعداداً لمؤتمر يوكوهاما، تحدّثت الوفود الافريقية عن وجود علاقة اخرى بين فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز وبين الاطفال المستغلين جنسياً، اذ فقد اثنا عشر مليوناً من الاطفال في دول افريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى آباءهم وامهاتهم بسبب هذا الفيروس، ومن المتوقع ان يصل هذا الرقم الى اكثر من الضعف خلال العقد القادم، ويتم استدراج هؤلاء الاطفال الى تجارة الجنس، فقد فقدوا اسرهم ويعانون من فقر اشدّ وطأة، ويُحرمون من فرص التعليم ويُدفعون الى العيش في الشوارع ثم ينخرطون في عمل الاطفال.. وكلها اوضاع وظروف تضاعف فرص تعرضهم للاستغلال الجنسي عدة مرات.
تعمل اليونيسف بطرق شتى لحماية الاطفال الاكثر عرضة للاستغلال الجنسي التجاري، ففي رواندا تعمل اليونيسف مع الأسر التي يتولى اطفالها مهمة ربّ الأسرة فيها، وذلك من اجل توفير المستلزمات المدرسية لهم لكي يتمكنوا من مواصلة دوامهم المدرسي، وفي هاييتي تدعم اليونيسف عملية تدريب المربِّين لمساعدة اليافعين واليافعات على فهم السلوكات الخطيرة، اما في مدغشقر وزمبابوي، فتدعم اليونيسف مراكز الإيواء المؤقت للاطفال والنساء المعرضات للإساءة والاعتداءات الجنسية، والتي توفر لهم ايضا التوعية والتثقيف بوباء الإيدز، واما في اوكرانيا حيث يعتبر نمو فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز الأسرع انتشاراً في اوروبا، ويشكل اليافعون واليافعات في هذه الدولة الغالبية العظمى من المتعاطين بالمخدرات عن طريق الحُقن بالوريد فقد اقامت اليونيسف مراكز معلومات للشباب وفتحت خطاً هاتفياً لتقديم المساعدة لهم من خلاله.
ولكن معالجة ظاهرة «الطلب» على ممارسة الجنس مع الأطفال تعتبر امراً ضرورياً اذا ما اردنا تحطيم العلاقة القائمة بين استغلال الاطفال جنسياً وبين فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز، وفي هذا الصدد، قالت بيلامي: سيوفر مؤتمر يوكوهاما فرصة لتحقيق تقدم ملموس في هذه القضية الهامة والخطيرة، واضافت قائلة: «إن الاعتداءات الجنسية على الاطفال في تجارة الجنس بخاصة وفي الاستغلال الجنسي بعامة وبصورة اكبر تزيد من سرعة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، ويجب علينا الا نخجل من مواجهة المستغلين جنسياً ومواجهة الاتجاهات الجنسية التي تسمح لهم بالإساءة الى الاطفال والاعتداء الجنسي عليهم بهذه الطريقة، وإننا سنناشد كل من بوسعه مساعدتنا، بمن فيهم الحكومات والعاملون في مجال الصحة، والإعلام والمعلمون ورابطات العاملين في الجنس واصحاب النفوذ، فالتصدّي لهذه القضية ومعالجتها بصراحة، والتوعية والتثقيف بالاتجاهات والمواقف والممارسات الجنسية للأشخاص تعتبر الطريقة الوحيدة التي تكفل حماية الأطفال من هذه الممارسة الشنيعة التي تبعث على الأسف والاستنكار.
للمزيد من المعلومات عن مؤتمر يوكوهاما والاجتماعات التشاورية التحضيرية، والحصول على تقارير إعلامية/أو ترتيب اللقاءات، الرجاء الاتصال ب«جون كين المستشار الإعلامي للمؤتمر وذلك بوساطة:
البريد الإلكتروني:
yokomedia@pleaseh elp.co.uk
الهاتف: 41223282785+
|
|
|
|
|