| عزيزتـي الجزيرة
هكذا هي أيامك متسارعة، رمضان.. مهلك ألا تتريث قليلاً.. ألا تطول لياليك.. انتظر.. لقد انتظرنا قدومك منذ فترة طويلة.. أحد عشر شهراً ونحن نترقب قدومك.. نترقب ذلك الشعور الإيماني الذي يملأ أرواحنا.. نوراً.. ويوقظ في وجداننا مشاعر روحانية تستغل هذا الوقت في التقرّب من الله عز وجل وانتهاز الفرص بالصدقات والدعوات لمضاعفة الأجر والابتهال بالصلوات.
إذاً رويدك رمضان ما زلت أعيش فرحة قدومك واستعدادنا لملاقاتك كأعز ضيف.. لا يخلف موعده.. يزورنا مرة كل عام.. أرى الاستعداد.. ليس لدى أسرتي.. بل هناك جيراني.. أصدقائي.. مدينتي.. وأمتي بأسرها إذاً.. الكل كان ينتظرك والجميع يحتفي بك لماذا.. لماذا.. تعلن عن ذهابك.. باكراً.. لماذا رمضان؟! بك تغير نمط حياتنا.. نضبط أوقاتنا.. نرتب مواقيتنا.. أعمالنا.. مشاغلنا.. دراساتنا.. غذاءنا.. جميعها تأخذ طابعاً مغايراً لما هو معتاد.. لكي تتناسب معك رمضان.. حتى طريقة كلامنا.. تميل للدعاء والاستغفار.. والتسامح.. والنصح والإرشاد فيما بيننا.. أتيت لكي ترتب ما تبعثر فينا..
لياليك رمضان.. لا تنسى.. محفورة في ذاكرتنا منذ كنا صغاراً.. وها نحن بعد إن كبرنا.. نفس المشاعر.. نفس الأحاسيس.. لك هي في قلوبنا. ودائماً رمضان وإلى لقاء جديد إن شاء الله تعالى.
عفاف الهتمي
الرياض
|
|
|
|
|