| متابعة
حاوره: جاسر عبدالعزيز الجاسر
السفير كريستوفر روس، مستشار وزارة الخارجية الامريكية الخاص، كان قد ترك العمل بوزارة الخارجية بعد ان عمل دبلوماسيا منذ عام 1968 حيث ترك الصحافة واتجه للدبلوماسية التي توجها بالعمل سفيرا في الجزائر واخيرا سوريا التي قضى فيها ثماني سنوات من عام 1991 الى عام 1998 حيث تقاعد بعدها، ليعود لوزارة الخارجية هذه المرة مستشارا خاصا ليكون احد المتصدين لشرح وتوضيح وجهة النظر الامريكية للعرب بالذات لاجادته اللغة العربية فهو بالاضافة الى قضائه فترة طويلة في الدول العربية سفيراً ودبلوماسيا وزائرا ايضا عمل مدرسا للغة العربية في جامعة كولومبيا عام 1966، ولخبرته في مكافحة الارهاب حيث تولى مهام منسق مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الامريكية عام 1988 وهذه الخبرة المدعمة بتاريخ مهني دبلوماسي دفع وزارة الخارجية الى الاستعانة به في حملتها لمواجهة الارهاب فأعيد للخدمة ليقود الجهود الاعلامية لاقناع العرب بجدوى ومشروعية الحملة الامريكية ضد الارهاب.
(الجزيرة) حاورت السفير كريستوفر روس عبر الهاتف حول أبعاد الحملة الامريكية ضد الارهاب، ما هي الدول المستهدفة بعد افغانستان والدور الامريكي في جهود المسيرة السلمية في الشرق الاوسط، والموقف الامريكي الذي يعتبره العرب منحازا لاسرائيل؟؟.. وهل سيكون العراق المحطة الثانية لحرب مكافحة الارهاب؟...
* الجزيرة: في البداية سألنا السفير روس عن المرحلة القادمة في حرب مواجهة الارهاب سواء داخل افغانستان او خارجها؟
السفير روس: كما تعلمون الحملة التي اعلنها الرئيس بوش ضد الارهاب تعد من الاولويات الكبرى للادارة الامريكية في الوقت الحاضر فالمرحلة الاولى على وشك الانتهاء ولكن علينا ان نتذكر ان نهاية العمليات الحربية لا يعني نهاية اهتمامنا بأفغانستان.. هناك نواحٍ انسانية اقتصادية وحتى سياسية نهتم بها كلنا، اي كل الاسرة الدولية فبالنسبة للخطوات القادمة فيما يتعلق بالارهاب مبدئيا في افغانستان سيزول تنظيم القاعدة وحركة طالبان ولن يكون لهما وجود في المستقبل في افغانستان.
الخطوة التي اعلن عنها الرئيس بوش بالنسبة للقاعدة هي البحث عن خلايا لتنظيم القاعدة اينما كانوا في العالم وهذا سيتطلب جهداً كبيراً لأن الخلايا موجودة في عدد لابأس به من البلدان وهذه المرحلة الثانية. المرحلة الاولى كانت الحرب على عناصر القاعدة وطالبان في افغانستان والمرحلة الثانية هي على خلايا القاعدة اينما كانوا في العالم ثم في مرحلة ثالثة سنبحث في حالات الارهاب في بعض الدول الاخرى والتنظيمات الاخرى. وهذه الدول وهذه التنظيمات محددة في التقارير المتتالية التي تنشر من واشنطن بين حين وآخر والمهم في الموضوع انه هناك كلام كثير عن ضربات عسكرية وهذا ليس وارداً. نحن لدينا ادوات عديدة لاستعمالها في محاربة او مكافحة الارهاب ومنها ادوات قانونية وادوات بوليسية وادوات استخبارية وادوات مالية فالعمليات العسكرية هي اخر شيء نريد ان نستعمله ولكن ردنا او تعاملنا مع الارهاب ونوعية التعامل ستتوقف على مدى تجاوب الدول المعنية لطلباتنا بالنسبة للتنظيمات الارهابية الموجودة في هذه البلدان الاخرى.
* الجزيرة: التقارير تتحدث عن تفاهم بين الولايات المتحدة وبعض الدول التي يشك في وجود خلايا او معسكرات للقاعدة فيها. وحددت تلك التقارير اسماء بعض الدول مثل اليمن والصومال والسودان. ما صحة هذه التقارير وما هي النوايا المستقبلية على ضوء الاجابة السابقة..؟!
السفير روس: يعني حسب معلوماتنا، هناك وجود محتمل لعناصر القاعدة في عدد من البلدان وانا لم اطلع على التقارير ذاتها ولكن حسبما فهمت هناك احتمال ان يكون بعض عناصر القاعدة موجودين في الصومال وفي اليمن الى آخره.
طبعا بالنسبة لليمن زار الرئيس علي صالح واشنطن مؤخرا وحسب ما فهمت هناك تعاون وثيق ما بين الحكومة اليمنية والحكومة الامريكية لمعالجة هذا الامر. بالنسبة للصومال طبعا ليست هناك حكومة تذكر إلى الآن وهذا من جملة الخطوات المطلوبة في المرحلة الثانية.. لم تقرر الادارة الامريكية كيف ستعالج موضوع احتمال وجود عناصر القاعدة في الصومال، الادارة لا تعرف إلى الآن، وهي تدرس كيف ستعالج هذا الموضوع ولكن حتما نظرا للاهتمام الذي يعطيه الرئيس بوش لهذا الموضوع موضوع الارهاب حتما سيكون هناك تعامل ومعالجة لهذه القضية ولكن كيفية التعامل والمعالجة إلى الآن ليست معروفة.
* الجزيرة: هل يدخل في المعالجة ما قاله قبل ايام السيد وزير خارجية السودان عن وجود سياسي وامني امريكي في السودان هل هذا الوجود هو للتأكد من خلو السودان من معسكرات او قواعد للقاعدة في هذا البلد؟.
السفير روس: يعني حسب ما فهمت هناك تقارير توحي بوجود بعض المرافق أو المعسكرات الارهابية على الاراضي السودانية فطبعا في تعاملنا مع هذا الموضوع الخطوة الاولى المطلوبة هي التأكد من صحة هذه التقارير فمن المؤكد ان الحكومة الامريكية او الادارة الامريكية لن تأخذ اي تدبير معين بالنسبة للسودان قبل ان يتم التأكد من صحة التقارير واذا صحت التقارير فهناك خطوات مطلوبة يعني معالجة مطلوبة. وإن شاء الله لا يوجد معسكرات او قواعد.. نتمنى ذلك فالموضوع سيكون اسهل بكثير.
* الجزيرة: يعني على ضوء هذا الاجراء هل يعني هذا ان الدول او حكومات الدول التي تتوصل الى صيغة تفاهم مع الادارة الامريكية تجنب بلدانها خطورة عمل عسكري والدول الاخرى التي لا تبدي نوعاً من التفاهم تدخل ضمن مفهوم او مصطلح الدول المارقة وهي التي ستتعرض الى العمل العسكري؟
السفير روس: بالنسبة للدول التي يتم الاتفاق معها او التفاهم معها في هذه الحالات طبعا اذا تم الاتفاق وتم التفاهم وتلا هذا الاتفاق او التفاهم خطوات فعالة في معالجة الوجود الارهابي فهذا سيعني وقفاً لخطوات اخرى لأن الحكومتين المعنية الامريكية والاخرى اتفقتا على التعامل وعلى كيفية معالجة موضوع الارهاب في هذه الحالة المعينة. اما بالنسبة للدول التي سوف لا يتم الاتفاق معها او لا يتم التفاهم معها كما قلت سابقا هناك آلات وادوات عديدة يمكن للادارة الامريكية ان تستعملها في معالجة موضوع الوجود الارهابي منها الادوات القانونية والبوليسية والاستخبارية والمالية الى آخره فالآلة العسكرية أو استعمال القوة العسكرية هو آخر خيار بعد فشل كل الجهود الاخرى.. تقرر الادارة الامريكية استعمال القوة العسكرية ولكن هذا غير مستحب ابدا لاننا نعرف ان استعمال القوة العسكرية غير معروف نتائجه ويأتي بنتائج سلبية في بعض الاحيان نحن نفضل ان نجرب كل الوسائل والسبل الاخرى قبل التطرق الى قرار حول استعمال القوة العسكرية، ولكن استعمال القوة العسكرية ليس مستبعدا مائة في المائة، يعني استعمال القوة العسكرية يبقى دائما في جعبة الرئيس الامريكي ولكن كما قلت نفضل ان نجرب كل الادوات والآلات الاخرى قبل ذلك.
* الجزيرة: هذا يقودنا الى سؤال يعني هناك بعض الدول حتى وان توصلت حكوماتها الى تفاهم مع الولايات المتحدة على تجفيف ينابيع الارهاب ومهاجمتها فإنه ليس لديها القدرة على ذلك وهناك دول دون ذكر تعاني هي من الارهاب ولا تجد القدرة على مواجهته؟!.
السفير روس: نحن مستعدون في هذه الحالات ان نقدم كل المساعدة الممكنة والمرغوب فيها.. يعني اذا طلبت منا حكومة معينة مساعدة ما نحن مستعدون لتقديمها في اطار التعاون حول كبح الجماعات الارهابية.
* الجزيرة: بما فيها ارسال قوات والمشاركة في عمليات عسكرية؟
السفير روس: هذا يتوقف على ظروف كل حالة، لا نستطيع ان نعطي وليس بإمكاننا ان نعطي جواباً شاملاً افتراضياً قبل ان نعرف ما هي الظروف .
* الجزيرة: السؤال الآخر بالنسبة للدول الاخرى هناك نوع في اختلاف وجهات النظر بالنسبة الى تفسير مفهوم الارهاب في بعض الدول وبالذات هنا في الدول العربية ترى في عمليات المقاومة والتحرير او مواجهة الاحتلال كما هو الحال بالنسبة الى منظمات حماس وحزب الله والجهاد والاجنحة المسلحة مثل كتائب الاقصى وهي تابعة الى فتح هنالك اختلاف في وجهات النظر.. فما هو الموقف بالنسبة للولايات المتحدة للمواءمة بين مكافحة الارهاب واستعادة الحقوق الشرعية؟ هذه قضية حساسة خاصة عندنا هنا في منطقة الشرق الأوسط.
السفير روس: هي بلا شك قضية حساسة جداً. هناك في المنطقة من يظن اننا نستهدف حق المقاومة عندما نتكلم عن الإرهاب وهذا ليس صحيحاً، نحن عموماً ضد اللجوء إلى العنف بوجود عملية تفاوضية وهو موقفنا في الأزمة الحالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إذ نعتبر العنف غير مفيد عندما نعمل على استئناف العملية التفاوضية. ولكن نعرف ان هناك فرقاً بين المقاومة والإرهاب وتعريفنا للإرهاب موجود في التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية ولب هذا التعريف هو الهجوم على مدنيين غير مقاتلين بدوافع سياسية وهذا هو لب التعريف. فعنصر المدنيين غير المقاتلين أو المدنيين الأبرياء كما نقول في بعض الأحيان هذا العنصر هو الموجود عند هذه الجماعات التي ادرجنا اسماءها على قائمة التنظيمات الإرهابية: حماس، الجهاد الإسلامي، القيادة العامة، حزب الله هذه الجماعات مارست في الماضي الإرهاب بالمفهوم الذي تحدثت عنه يعني عناصر من هذه الجماعات هجمت على مدنيين غير مقاتلين فأظن ان كل دول المنطقة اخذت موقفاً ضد قتل الأبرياء.
فمن هذه الناحية ليس هناك خلاف. الخلاف يمكن يدور على كون بعض هذه التنظيمات تمارس ايضا بالإضافة إلى الإرهاب تمارس ايضاً المقاومة ضد احتلال الآخرين. نحن عندما نتكلم عن الإرهاب لا نعني غير الهجمات على المدنيين غير المقاتلين فهذه المفارقة في التعريف كانت واضحة لما جرى التفاوض حول ما كنا نسميه تفاهم نيسان بخصوص جنوب لبنان سنة 96 وأتذكر جاء الوزير كريستوفر وساعد الأطراف على التوصل الى هذا التفاهم وبموجب هذا التفاهم الشيء الممنوع كان الهجوم على المدنيين على الجانبين ولكن التفاهم لم يمنع هجمات حزب الله على قوات الاحتلال وقتها فهذا هو التعريف.
* «الجزيرة»: من مفهوم تفاهم نيسان ومن روح تفاهم نيسان أن هناك تشديدا وضوابط للجانبين مقاتلي حزب الله أو اللبنانيين والإسرائيليين. الآن الحالة هذه نجدها في فلسطين المحتلة فرد الفعل الإسرائيلي ان سمحنا لأنفسنا ان نسميه رد فعل بدأ يستهدف المدنيين بصور مقصودة وهنالك عدد كثير من الأطفال يقتلون وهناك مدنيون فلسطينيون يقتلون وهنالك بيوت تهدم وحتى اشجار الزيتون تجرف وطرق تدمر ولا نجد تصنيفا لهذه العمليات كأعمال ارهابية بل لا نجد حتى شجباً من الولايات المتحدة لما تقوم به القوات الإسرائيلية ضد مدنيين فلسطينيين. فهل هذا يصح؟
السفير روس: بالعكس نحن عبّرنا عن موقفنا تجاه قتل الأطفال وقتل الأبرياء والمدنيين مهما كان مصدر العمل صحيح أن هناك درجة من العنف في اسرائيل والأراضي الفلسطينية مرعبة جداًً. نحن نعمل وفي الآونة الأخيرة وبوجود الجنرال زيني على اقناع الطرفين بالعودة الى المحادثات لوضع حد لهذا العنف والعنف المضاد لأن هذا العنف لا يخدم مصالح احد والعنف لن يجيء بحل للمشكلة ابداً بل يزيد المشكلة تعقيداً.
* الجزيرة: ألاحظ كإنسان اعمل في الشأن السياسي من 30 سنة انه عادة عندما يسافر مسؤول اسرائيلي إلى الولايات المتحدة ثم يعود من هناك أو يصل مبعوث امريكي الى المنطقة يعمد الاسرائيليون الى التصعيد أو يزيدون من اعتداءاتهم على الفلسطينيين مُوحين للآخرين بأن هنالك موافقة امريكية على القيام بهذه الأعمال ضد الفلسطينيين؟
السفير روس: لا.. لا.. لا.. استاذ جاسر، ليس كذلك وبالنسبة لهذه الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء شارون لأمريكا لم نعط اي ضوء اخضر أو ضوءاً بنفسجياً أو ضوءاً غير ذلك، هم يأخذون قراراتهم بأنفسهم على اساس الدفاع عن الإسرائيليين والملاحظ في الموضوع ان اول طرف زاد حدة الوضع بعد وصول الجنرال زيني الى المنطقة لم يكن الإسرائيليين، أول طرف كان المعارضين الفلسطينيين المتشددين الذين فجروا يعني قاموا بعدة عمليات ارهابية انتحارية داخل اسرائيل يمكن بعد يومين من وصول جنرال زيني للمنطقة. فأظن ان على الطرفين هناك من يريد ان يعقد الأمور.
* الجزيرة: هدف هؤلاء معلن، هم ضد التسوية السلمية ولكن الطرف الإسرائيلي الذي يعلن أنه متمسك بالعملية السلمية ويفترض بالاسرائيليين بناء الثقة وألا ينجروا إلى ردود الفعل الحادة التي تحولت إلى ارهاب دولة بحيث اصبح عملهم مخرباً للجهود الأمريكية؟
السفير روس: هناك اعمال من كلا الطرفين في هذا الاتجاه، نحن نحاول أن نقنع الطرفين بضرورة العودة للمحادثات لقطع الطريق على المعارضين للحل السلمي، في الوقت الحاضر الجنرال زيني موجود ويواصل الاتصالات مع الطرفين وان شاء الله ينجح في جمعهم على طاولة المحادثات لأن عدم وجود اتصال بين الجانبين خطير ولا يفتح المجال للعمل نحو الحل المنشود وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.ونحن نتمنى تحقيق الحل العادل والشامل في المنطقة.
وعلينا أن ننتظر وأن نرى اذا كان الطرفان راغبين حقاً في العمل نحو هدف السلام الشامل واذا لم يكونوا راغبين فإن الولايات المتحدة لا تستطيع إجبارهما على ذلك، فهي تحاول أن تقنع. الأصدقاء العرب يقولون لي لماذا لا تستعملون كل النفوذ الذي لديكم للضغط على اسرائيل، وأنا أرد دائما من خلال خبرتي وعملي في الكثير الدول العربية، أن الدول العربية ترفض الضغوط الامريكية دائماً، فلماذا تتوقع ان يقبل الاسرائيليون ضغوطاً من هذا النوع.
الضغط لايؤدي إلى شيء
* الجزيرة: انتم عشتم في البلاد العربية وهناك اعتقاد عربي بأن هذه الضغوط تأخذ اتجاها واحداً ضد الفلسطينيين وبقوة، في حين هناك تراخٍ مع افعال الاسرائيليين؟
فهناك الكثير من القرارات والاتفاقيات التي اتخذت في عهد ادارة الرئيس كلينتون ولم تنفذ.
وهذا ما يجعل موقف السلطة الفلسطينية موقفاً حرجا جداً.. فهي تنفذ الاتفاقيات ولا تجد المقابل من الطرف الآخر؟
السفير روس: نحن كوسيط، نجد أنفسنا بين نارين، الحقيقة أن هناك شعوراً عربياً عاماً كما أوضحت.
ولكن هناك ايضا شعوراً إسرائيلياً عاماً، وامريكا تعطي أهمية زائدة للجانب الآخر، فنحن ليس بإمكاننا ان نرضى لا العرب ولا الاسرائيليين فكل طرف يعتقد أننا نميل إليه ونحن بين نارين من خلال سعينا الى تحقيق سلام شامل. وهو ضروري ليس للمنطقة بل للعالم أجمع.
* الجزيرة: متى يأتي دور العراق في مسلسل مكافحة الارهاب؟
السفير روس: الإدارة الأمريكية مهتمة جداً بالنسبة للعراق لكون العراق تحاول دائماً ان تطور أسلحة الدمار الشامل في الوقت نفسه تستمر في دعمها لبعض الجماعات الارهابية امثال مجاهدي خلق إلى آخره، فالموضوعات الخاصة بدعم الارهاب وتطوير اسلحة الدمار الشامل متداخلان فكما تتذكرون ان صدام حسين قد استخدمها ضد جيرانه وشعب العراق، كذلك نحن والأسرة الدولية طلبنا منه الامتثال لطلبات مجلس الأمن المتعلقة بالعراق وخصوصا البنود المتعلقة بضرورة وجود مفتشين، فالطلب هو عودة المفتشين ونحن ننتظر جوابا منه، وعلى أساس هذا الجواب سنقرر ماذا سنفعل في المستقبل.
ونحن لا نريد ان تكون هناك معاناة للشعب العراقي عن طريق نظام العقوبات وكما تعلمون هناك ستة أشهر أمامنا لدراسة الموضوع والاتفاق حول قائمة مصغرة جدا من البضائع الخاضعة للاتفاق مع عقوبات الأمم المتحدة وانا قلت نحن واعيد من الأول بأن الشعب العراقي يعاني من أشياء كثيرة، ونحن نحاول ان نساعد هذا الشعب. لكن المسؤول الرئيسي عن هذه الحالة هو صدام حسين الذي لديه أرصدة لا بأس بها في البنوك نتيجة برنامج «النفط مقابل الغذاء» ولا يستعمل هذه الأرصدة لصالح شعبه.
* الجزيرة: هل ستكون المساعدة على الطريقة الأفغانية؟
السفير روس: لا لم أقل ذلك لنرى بعدما تتم المرحلة الأولى وبعد معالجة موضوع خلايا القاعدة في بعض البلدان الأخرى سنرى كيفية التعامل مع الشأن العراقي.. لاشك اننا سنعالج الموضوع، ولكن كما قلت طريقة التعامل والمعالجة لم تتقرر بعد.
* الجزيرة: شاكرا جداً.
السفير روس: وأنا كذلك أحب مناقشة الأصدقاء.. السعوديين.
***********
السفير كريستوفر روس
مستشار وزارة الخارجية الأمريكية الخاص
شغل السفير كريستوفر روس، وهو دبلوماسي مخضرم، مهام منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية عام 1998م. وشغل قبلها منصب سفير الولايات المتحدة لدى سوريا (1991 - 1998) والجزائر (1988-1991).
بدأ السفير روس عمله في السلك الدبلوماسي بالعمل في وكالة الإعلام الأمريكية عام 1968م. وفي عام 1979م نقل إلى وزارة الخارجية الأمريكية مساعداً تنفيذياً لنائب وزير الخارجية للشؤون السياسية (1985- 1988) وشغل منصب مدير قسم الشؤون الإقليمية في إدارة شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا (1984 - 1985) وعمل مساعداً خاصاً للمبعوثين الرئاسيين الأمريكيين للبنان ومنطقة الشرق الأوسط (1982-1984) ومستشاراً للشؤون العامة لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا (1981-1982) ونائباً لرئيس البعثة في السفارة الأمريكية في الجزائر (1979- 1981م).
ولد السفير روس في 3 مارس 1943 في مدينة كويتو في الإكوادور حيث عمل والده، وهو أيضاً دبلوماسي ونال درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة برينستون في عام 1965م ودرجة الماجستير من كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكينز في عام 1967م.
وقبل التحاقه بالعمل في السلك الدبلوماسي الخارجي، عمل محرراً مساعداً في مجلة «ميديل ايست جورنال» (1965- 1968) ومدرساً للغة العربية في جامعة كولومبيا (1966) وبرينستون (1967م).
|
|
|
|
|