| الاقتصادية
قد أبتعد اليوم قليلا عن طرح موضوع ذي شأن اقتصادي او مالي ونحوه، ولكن لأهمية الموضوع من وجهة نظري الشخصية اطرح هذا الموضوع لأهميته من وجهة نظري، وهي ما يخص الحوارات في المجالس الخاصة بالشباب ولا نعفي السيدات ايضا الذي يبدو لي بنفس السياق وان اختلف محور الاهتمامات ولكن اركز على الشباب بشكل اكثر لاطلاعي المباشر على الوضع بدرجة مقنعة، وهي الثقافة الاقتصادية او المالية بشكلها العام وليس التفصيلي لهؤلاء الشباب.
ألاحظ ان هذه الحوارات واركز على الشباب ومجالسهم وهي ليست كل المجالس على اي حال لكن غالبها ومعظمها تتركز في الشأن الرياضي والسياحة والحفلات والقنوات الفضائية وغيره من المواضيع وبشكل واسع لايكل ولا يمل وخاصة الرياضي، ونجد من التحليل الرياضي من قبل هذه المنتديات المصغرة في المجالس تحليلا دقيقا يفوق احيانا من وجهة نظري بعض محللي القنوات الفضائية المتخصصة، ونجد ان في الغالب هؤلاء الشباب وحتى وصلت للكبار انهم يحللون لعب اللاعب وتمركزه ومدى نسبة عطائه ومعرفة كم راتبه وكم عمره ومتزوج وغير متزوج وكم عدد اولاده ومنضبط في اللعب ام لا ورقم اللاعب وكم عدد اهدافه والهدف الفلاني الذي قبل عشر سنوات او تزيد ونقد الحكام وحتى معرفة قوانين الكرة بتفصيل مثير حقيقة. وهذا في ناديه المفضل وحتى ناديه المنافس او المنافسين كم عدد إنجازاتهم ومقارنة مع ناديه المفضل ومتابعة التصاريح الرياضية للاعبين والاداريين ويشترك في القنوات الفضائية المحتكرة لبعض البطولات ويدفع مبالغ لقاء مشاهدة وتحليل لهذه المباريات واذا غير مشترك يذهب لصديق او مقهى او فندق فلديه الاصرار والبحث عن هذه المباراة او تلك وهكذا..، ثم يتحول من المحلية الى الدولية وفي كل دولة له ناد مفضل.. وهكذا من التفاصيل التي اعجز عن حصرها، واجد حوارات ساخنة وتمتد لساعات بدون كلل ولا ملل!!. وما ينطبق على الرياضة ينطبق على السياحة والحفلات بشكل مفصل ولكن اقل وقتا.
لا ادري لماذا تركز اهتمام الشباب بهذا الشكل المكثف على الرياضة وبهذه الطريقة التي اصبح لا تدخل مجلسا الا نجد اغلب الحوارات رياضية وحتى لو انه لا يوجد نشاط رياضي وفي الاجازة، ونجد هذا الزخم المكثف من وسائل الاعلام صحافة ونجد عدة صحف رياضية متخصصة، وتلفزيون وراديو والقنوات الفضائية المختلفة وخاصة المشفرة، التي اوجدت سوقا استهلاكية كبيرة وهذا حق من حقوقها لتحقيق الربح والاستمرارية، وصرح احد مالكي القنوات الفضائية ومرارا ان البطولات الرياضية هي التي تجلب المشترك الذي بالتالي يدفع وبذلك يزيد عدد المشتركين ويزيد الاعلان والعائد وهكذا.
وهنا اكرر لا اعمم على الجميع لكن نجد الغالب ان الاهتمامات هي كذلك للشباب، ونلاحظ ان الحوار الاقتصادي المالي مفقود والثقافة شبه مختفية لديهم وغير متوفرة لديهم بشكل أو بآخر.. واجد بعض الاسئلة من الاصدقاء الذين منهم الجامعي الخبير وهناك من يمارس التجارة منذ سنوات وكثير من الموظفين لهم موقعهم، اقصد من كل ذلك وجود فئات متعلمة تمارس التجارة او الموظفين، او ما يصل بالبريد الالكتروني أنها تبين وتوضح مدى انعدام المعلومة الاقتصادية والمالية لديهم مثلا حين يسأل احدهم:
كم بنكا لدينا بالمملكة؟
هل من الممكن اشتري اسهم أي بنك او شركة؟ وكيف؟ ومتى؟ وبكم؟ وكم؟
البنوك والشركات كم مرة توزع ارباحا في السنة؟
ماذا يعني قيمة سوقية ودفترية واسمية للأسهم؟
من الذي يقوم بعمليات البيع والشراء للأسهم؟
ما هي السندات الحكومية التي تصدر؟
هذه بعض الاسئلة التي تطرح وعرضتها بشكل مختصر جدا ورغم انها بديهية للكثير وجدت انها مستعصية للكثير من خلال الاسئلة التي تطرح. واقدر ان البعض يتفهم بدائية هذه الاسئلة ولكن هي لشريحة كبيرة موجودة في المجتمع لا تعرف وركزت هنا على سوق الاسهم السعودية التي تمس شريحة كبيرة من المواطنين ولم نتطرق لمواضيع الموازنة العامة والظروف الدولية وغيره لأنها من باب اولى غير معروفة لهذه الفئة، فلا تطرح من قبلهم اساسا.
وحين اطرح اسئلة للبعض ليس من باب الامتحان والاختبار ولكن للتعرف على مستوى المعلومات لديهم وبالتالي الحوار نفهم عدم وجود المعرفة والثقافة لديهم، مثلا..
لماذا ارتبط سعر الريال بسعر صرف الدولار؟
ما هو ميزان المدفوعات؟
ما هو الناتج المحلي؟
لماذا تلجأ الدول لتغيير سعر الفائدة هبوطا وارتفاعا؟
ما هي الجدوى من الاستثمارات الاجنبية؟
ما هي الأبعاد المستقبلية لخفض الرسوم الجمركية؟
لماذا تلجأ الدول لتعويم العملة؟
كل هذه الاسئلة، التي هي تطرح غالبا بالصحافة ووسائل الاعلام المختلفة، لا تجد جوابا او حتى نقاشا لها لشريحة كبيرة، فهي معلومات متوفرة في غالبها في هذه الوسائل المختلفة.
اريد الوصول الى ان كل فرد له حق بهوايته وميوله الشخصية وما يحب من رياضة أو قنوات فضائية او سياحة وللسيدات من ازياء وموضة وتسوق وزيارات وغيره، كل له حريته الشخصية بذلك ونحترمها جدا وهي خصوصيات لا تمس نهائيا، لكن لماذا نحصر انفسنا بحوارات محددة ومغلقة ومحصورة.. برياضة حتى طغت على مجالسنا بشكل غير معقول، وهي مهمة بطبيعة الحال ولها من الايجابيات التي ليس مجال ذكرها هنا.
لكن اقول وارجو من الجميع توسيع دائرة الاهتمام والقراءة بالنواحي الاقتصادية والمالية التي اصبحت تهم وتمس كل شخص بمختلف مراحل حياته، ويجب أن يكون لكل فرد من الجنسين الحد الادنى من المعرفة بالشؤون الاقتصادية كثقافة عامة ولا اطلب التخصص والبحث والاحترافية، اطلب ونطالب بالحد الادنى، ان نفهم معنى عجز مالي وفائض تجاري، سعر فائدة، وبطالة، وميزان تجاري، منظمة التجارة واهميتها، وحدة اقتصادية، توحيد الرسوم اهمية الوحدة الاقتصادية.. وغيره من الاهتمامات وبشكل عام وخطوط عريضة وبدون تفصيل دقيق وبحث، لأنني لا اجد من يهتم بالشؤون الاقتصادية والمالية الا متخصصا او مستفيدا كرجل اعمال او نحو ذلك، وهذا غير صحيح فالشأن الاقتصادي يهم الجميع، ولا اعتقد نحتاج لذكر الاهمية للاقتصاد للجميع.
وارجو تفهم انني لست ضد الرياضة او غيره من الهوايات الشخصية ولكن فقط، اركز على التنويع من كل علم ولو بالحد الادنى ومنها المال والاعمال، ولا نجعل مجالسنا وحواراتنا حديثها محصورا بموضوع واحد ولساعات طويلة وبجدل لا ينتهي، فقط التنويع والإثراء في المواضيع ومنها الاقتصاد وهو ما نأمله.
fax4035314@hotmail.com
|
|
|
|
|