|
| المجتمـع
* تحقيق إيمان التركي:
الصيام ليس الصبر على الطعام والافراط في أذى من حوله فكف الأذى من القول والفعل من أولويات العبادة وخاصة في شهر يفتح فيه الخالق عز وجل أبواب الجنة ويغلق أبواب النار، وعلى الأسرة أن تنتهز هذه الفرصة العظيمة وتجعل أيامها الرمضانية بداية لحياة أسرية يملؤها التفاهم والمحبة والصبر والتقدير وتستقبل كل شهر رمضان وهي بهذه البداية السعيدة.
كف الأذى في كل الشهور
في البداية تصف الأستاذة سلطانة السديري الصوم فتقول الصوم تصفية القلب وصلاح القلب من الشوائب الخاطئة والظنون السيئة والصوم عن كل سوء في المعاملة سواء الأسرية أو الاجتماعية وإذا لم يستطع أن يحسن فلا يسيء وهذا ليس فقط بشهر رمضان بل لجميع الشهور.
وتقول حرم اللواء يوسف بن عبدالله حجر مساعد مدير شرطة منطقة المدينة المنورة الأستاذة منى عبدالله قاسم مراد انه مما لا شك فيه أن رمضان فرصة سانحة لنا في اخلاص العبادة لله وابتغاء وجهه سبحانه وتعالى فالواجب فيه المحافظة على الوقت في الطاعة لأن النفس الانسانية لا بد من ترويضها ولقد أحسن الشاعر حين قال:
|
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم |
فالنفس إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر فتحصل الغفلة والاعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية قال تعالى:« ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى».
ولهذا بدأت مرحلة التكوين بين الرجل والمرأة فلا تقتصر على اشباع الغريزة وتلبية الرغبات المادية بل لا بد من رعاية الأهداف النفسية والروحية والاجتماعية. فاختيار الزوجة على سلامة العقيدة والنظرة في بعض الصفحات رغبة في استقرار الأسرة ورخاء عيشها..
وتواصل حديثها قائلة:
فالإسلام حضّ على الترابط والبقاء فجعل الرجل قيماً عليها متوفرة فيه القدرة والكفاءة ليريحها ويسعدها. فمعظم النساء اليوم يقضين أوقاتهن بالمطبخ فعلى كل أم أن تعلم أبناءها آداب التربية على الفضائل في رمضان وغض البصر وحفظ اللسان إلا عن ذكر الله وتسبيحه وتحميده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعد عن اللغو وسيء الكلام والانفاق في الخير والإكثار من الأعمال الصالحة فهو شهر الرحمة والغفران والعتق من النار.
وفيه تضاعف الحسنات وتقال فيه العثرات وتجاب فيه الدعوات. فالسلف الصالح كانوا في نهارهم نشيطين منتجين متعاونين فليلهم تزاور وتهجد وقرآن. والناس اليوم منهم من اقتدى بهؤلاء الأخيار ومنهم من لم ينتفع برمضان ولم يستفد مما فيه من صيام وحياة فالله تعالى جعله للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة.
الله جعله للحلم والصبر فجعلوه للبطش والغضب.
الله جعله للسكينة والوقار فجعلوه شهر السِّباب والشجار.
الله جعله تهذيباً للغنى الصائم ومواساة البائس المحروم فجعلوه معرضاً لفنون الأطعمة والأشربة يزداد فيه الغني تخمة والفقير حسرة.
فالناس تغيرت عادتهم في هذا الزمان فأصبح معظمهم يقضون الليالي بين الأسواق وتلبية الاحتياجات فيواجه الأباء تحديا كبيرا مع ثورة الاتصالات والمعلومات في الوقت الحالي فأصبح الأطفال عرضة للاكتئاب من كثرة مقابلتهم للشاشات الفضائية والتسلية عبر القنوات المرئية فنسوا بذلك التواصل والتراحم وهي من أبرز سمات هذا الشهر الفضيل الذي يجعل الانسان يشعر بمعاناة الجائع والمحتاج ويدفع النفس إلى الانتماء ويعلمها الصبر ومساعدة الضعفاء والفقراء والمحتاجين.
فنحن اجتماعيون أصلاً وقد ربانا ديننا الحنيف على ذلك فالعلاقات الاجتماعية لازالت بأحسن حال وما يحدث في رمضان دليل قوي على صدق العلاقات بين أفراد الأسرة والمجتمع.
|
|
|
|
|
