أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th December,2001 العدد:10669الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,رمضان 1422

شرفات

ندوة عن الفلسفة في ظل العولمة
يعتبر الفكر الفلسفي الحديث امتداداً للتيارات الفلسفية التي سادت في بداية عصر النهضة الحديثة وتعبيراً عن فكر ديكارت وارسطو وأفلاطون وابن رشد وابن سينا وشكلت مواقف حديثة للفكر حول الانتاج العقلي والجدل الفلسفي وظهرت اشكاليات جديدة للحوار الفلسفي في ظل العولمة والتحديث حول تلك المحاور دارت ندوة الفلسفة في ظل العولمة التي انعقدت مؤخراً بجامعة القاهرة وحضرها العديد من الباحثين والمثقفين
العولمة والحوار الفلسفي
أكد د. عاطف العراقي استاذ الفلسفة بجامعة القاهرة ان العولمة لا تحمل سلبيات في كل جوانبها ولا يمكن تفاديها ولابد من التعايش معها والا سنظل في عزلة عن العالم، والعولمة سواء اقتصادية أو تجارية يمكن تنظيمها عن طريق الاتفاقيات الدولية إلا ان العولمة في بعدها الثقافي تختلف تماما فلا يمكن السيطرة عليها ووضع آليات تحد من تدفق الثقافات ومن هنا كانت ضرورة وضعها في ظل تفكير فلسفي عميق وحوار أخلاقي بناء. أشار الدكتور العراقي الى أن للعولمة جذورها في تاريخنا الفلسفي فقد عبر عنها ابن رشد آخر الفلاسفة العرب منذ ثمانية قرون حين ذهب الى القول بأنه ينبغي علينا ان نبحث في ثقافة الآخرين فان كان فيها شيء صوابا قبلناه منهم وان كان فيها خطأ تجنبناه، ومن هنا فلا خطر على هويتنا العربية من التفاعل مع العولمة في بعدها الثقافي فالانفتاح على الآخرين والتأثر بأقوالهم وآرائهم ومذاهبهم افضل كثيراً من الانغلاق على انفسنا فيكفينا من ايجابيات العولمة أنها تحارب الفكر الفاسد المغلق وتدعم القيم المثمرة وانها تفتح الطريق امام الحوار الفلسفي المستنير والحوار البناء الذي يقدم لنا الجديد في الفكر الفلسفي ويقيم الجسور والقنوات بين المجتمعات المختلفة ويرى الدكتور العراقي ان العولمة قد وجدت في فكرنا العربي منذ قرون بعيدة ونحن ربما لا ندري ولا نعلم ان سلوكنا في الحياة وتقاليدنا قد تفاعلت مع العولمة فإننا نرتدي في الغالب زيا يعد مظهراً من مظاهر العولمة فالعولمة تمتد لآلاف السنوات فالمطلوب منا في الفكر الفلسفي هو الانفتاح على الآخرين وليس تصور النقيض والضد والانفتاح يعد أكثر أهمية وانه ليس غزواً ثقافياً كما يرى الآخرون أنصار الفكر التقليدي. واذا كان العرب في ماضيهم قد أثروا الانفتاح على أفكار الاخرين، فهل يصح ان ندخل القرن الجديد ونحن ننادي بعصر الكتاتيب (مثلا) ان الانسان المعاصر متطلباته غير انسان الماضي ومشكلات الماضي، والقضايا التي نعيشها اليوم ثقافيا تكادتختلف اختلافا جذريا عن قضايا الأمس القريب والبعيد، فهل يفهم هذا من يعتمدون على الخطابة والانشاء حين يصدرون البيانات الهجومية اللفظية ضد العولمة الثقافية فهي ليست من أنواع الاستعمار بل إنها أداة قوية في خلق تبادل في الآراء وحوار بين مختلف التيارات الفلسفية الحديثة مما يدعم الثقافة العالمية ويزيد من حوار الحضارات والفكر الحديث.
العولمة وحوار الحضارات
تحدث د. محمد مجدي الجزيري في ورقته عن العولمة والحوار بين الحضارات ان التنوع والتباين في تناول العولمة ما بين مؤيد ومعارض لها جاء انطلاقا من الشعارات والمقاولات الاخلاقية التي اقترنت بهما وانطلاقا من التعامل معهما باعتبارها أيديولوجية شأنهاشان كل ايديولوجية تحاول ان تخفي مراميها الحقيقة بقناع زائف من القيم والمبادىء الاخلاقية المرتبطة بها يساعد في إيجاد قاعدة صلبة من التسامح والاعتراف بالآخر وتعميق الحوار بين الحضارات ويعزز الاستفادة من تجارب الآخرين. ويرى د. الجزيري انه سواء تم قبول العولمة أورفضها، فإنها في النهاية ظاهرة سياسية غير محكومة بتوجهات دينية أو أخلاقية أو حتى حضارية، وان أي تقارب أو حوار بين الحضارات لابد أن يأخذ في اعتباره طبيعة المرحلة التاريخية لكل حضارة وطبيعة المتغيرات السياسية التي مدت بها كل حضارة وأنه لا جدوى للحوار بين الحضارات طالماً نظرنا الى توجهات صناع القرار السياسي او صناع العولمة تحديداً باعتبارها توجهات سياسية في المقام الاول تستهدف صب العالم في قالب واحد. يقول د. الجزيري ان التقارب بين الحضارة الغربية المسيحية والحضارات الاسلامية يجب ان يأخذ في اعتباره الابعاد التاريخية لمثل هذا التقارب فالحضارة الغربية المسيحية تمثل مرحلة مضيئة في تاريخ الوعي الغربي وهي تحديدا مرحلة العصور الوسطى، لكن الحضارة الغربية المعاصر بصورتها الحاضرة تجاوزت تلك المرحلة التاريخية شكلا ومضمونا وبالتالي يجب وضع تلك الطبيعة التاريخية في الاعتبار عند محاولة التقارب والتحاور بين الغرب والاسلام.
الفلسفة الحديثة والعولمة
أشارت ورقة د. عبدالمنعم تليمة أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة الى واقع المشهد الفكري في ثقافتنا الحديثة والمعاصرة واصفا ذلك بالغموض والالتباس بسبب فقد هذا الواقع الفلسفي في النقد والتقويم والاضافة فبغير النهج النقدي التقويمي يصير التراث عبئاً وعقبة وبغير اضافة تصير التيارات الفلسفية الحديثة معولمة، هذا بجانب وجود خلط بين طرق البحث الفلسفي الاكاديمي وحاجات الواقع العلمي السياسي المعاش، اضافة الى عجز هذا المشهد الفكري عن صياغة أدبيات عصرية راقية للحوار بين تياراته المختلفة، مما أدى الى تشتت التيارات الفكرية الفلسفية الحديثة وضعفها في مواجهة العولمة ومستحدثاتها ومن هنا ظهرت مسؤولية الفلاسفة في محاولة هضم التيارات الجديدة والمستحدثة في ظل العولمة ووضع أسس واضحة تكشف حقائقها ومدى نموها وتطورها وهذا ما يخلق تياراً فكرياً فلسفياً واضحاً.
الوسط الأخلاقي والعولمة
تطرقت مداخلة د. جمال سيدبي أستاذ الفلسفة بجامعة قناة السويس الى نظرية الوسط الاخلاقي عند الغزالي والذي جاء من القرآن والسنة والتي انتقلت في البداية من الحضارة اليونانية الى الاسلامية حيث لم يكن للفلاسفة المسلمين نسق فلسفي مستقل وانما جاءت آراؤهم الخلقية مختلطة بمباحث الميتافيزيقيا والطبيعيات مثلما نرى عند ابن سينا وان السبب الذي جعل فلاسفة الاسلام يبتعدون عن تشييد نسق خاص بهم انهم وجدوا في القرآن والسنة ما يغنيهم عن الاهتمام بالأخلاق كعلم مستقل.
ويرى د، سيدبي ان نظرية الوسط الأخلاقي جاءت ضمن التيارات الفلسفية الحديثة معتمدة على إفرازات القرون الوسطى أصبحت في حاجة شديدة لاعادة النظر ووضعها ضمن إطار موضوعي وخاصة في ظل المستحدثات التي أدخلتها العولمة على الاطار الثقافي بوجه عام والواقع الفلسفي والفكري بوجه خاص.
محمد حسن


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved