| أفاق اسلامية
الحمد لله رب العالمين الذي وضع التشريع لخير هذه الأمة وسن السنن لصالحهم في الدنيا والآخرة ولعلنا في هذه الأسطر نتعرض لسؤال ملح في الأذهان وهو ما الحكمة من زكاة الفطر؟ وهو سؤال جدير بإجابة في مثل هذه الأيام فالحكمة تنبثق من دين التكافل والتعاطف والتراحم والذي نهج ذلك في جميع شرائعه ويبرز ذلك جلياً في هذه الأيام، فبعد أن قضى المسلمون شهر رمضان يستوي حالهم في النهار فكلهم جياع وكلهم عطشى، الغني والفقير والصغير والكبير والأمير والحقير، ثم يسدل الليل أستاره فيختفي خلفها كل إنسان بما لديه من زاد يتقوى به على طاعة الله فمنهم من توضع أمامه الموائد المتنوعة والبعض منهم لا يجد ما يسد به حاجته، أما في يوم العيد فالناس في يوم فرح جرت عادة الناس فيه بالتوسع في المآكل والمشارب وهنا تبرز حكمة مشروعية الزكاة فهذا الفقير من المسلمين يأتيه أخوه بصاع من أرز مثلاً والآخر يأتيه بصاع من تمر والآخر بصاع من بر، وكل هذا يأتي إلى بيت هذا الفقير في ساعات الاستعداد ليوم العيد بعد غروب الشمس حتى صلاة العيد فلا ينقضي الوقت إلا وقد أصبح الفقير وفي بيته أصناف من الطعام يوسع بها على عياله في ذلك اليوم فتطيب نفسه بما أسداه إليه إخوانه وتكفيه مؤونة السؤال في يوم هو أحوج ما يكون فيه إلى استراحة من استجداء وحفظ ماء وجهه والفرح بيوم العيد فتشيع بذلك المحبة والمودة بين المسلمين.
علاوة على أن هذه الزكاة طهرة لمن يخرجها من المسلمين تطهر بها نفوسهم من أدران الشح وغيره من الأخلاق الرديئة، ويطهر بها صيامهم من اللغو والرفث ونحوهما، وفيها كذلك تكميل للأجر وتنمية للعمل الصالح. فعن ابن عباس مرفوعاً«فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين».
* رئيس هيئة بمحافظة القنفذة
|
|
|
|
|