| الاقتصادية
* حوار فهد الشملاني:
ظلت المملكة تعتمد ومنذ سنوات عديدة على استيراد احتياجاتها من الأشمغة من الخارج ومع اهتمام الدولة بالصناعة الوطنية ومنها الأشمغة دخل العديد من المستثمرين هذا المجال بعد دراسات معمقة، ، ومن بين هؤلاء برز اسم الأستاذ عمار فخري عزي رئيس مجموعة «دسار» الذي بدأ خوض غمار تجربة قيام صناعة وطنية في مجال الأشمغة اقتناعاً منه بأهميتها وأهمية السوق السعودي فجاء النجاح بعد دراسات متأنية استمرت نحو العامين حيث خرج من بعدها مصنع يغزي(10%) من احتياجات السوق في الوقت الحالي، التقينا بالأستاذ عمار فخري عزي الذي تحدثنا معه حول العديد من الموضوعات المتعلقة بسوق الأشمغة السعودية من حيث الجودة وشراسة المنافسة وغيرها فإلى تفاصيل هذا الحديث:
* المملكة من أكثر الدول استهلاكاً للأشمغة في المنطقة بل والعالم، ، فكيف تنظرون إلى أهمية قيام صناعة وطنية في هذا المجال؟
تشكل الصناعة الوطنية في أي مجال من المجالات جانباً بل وأساسياً في عملية التنمية في البلاد وهي رافد من روافد الاقتصاد الوطني، ، ومن هذا المنطلق جاء اهتمام الدولة بهذا الجانب مما شجعنا على إقامة صناعة وطنية متكاملة في مجال الأشمغة الذي نعتبره رمزاً من رموز التراث التي يجب أن نعطيها المزيد من الاهتمام للحفاظ عليها،
* ما هو الدور الذي تقومون به من أجل إقامة هذه الصناعة في المملكة؟
من جانبنا أولينا ذلك اهتماماً كبيراً حيث بدأنا قبل عشر سنوات بوضع التفاصيل الدقيقة لإنشاء أول مصنع متكامل لصناعة الأشمغة في المملكة والذي تصل طاقته الإنتاجية بعد التوسعة إلى (600) ألف شماغ سنوياً وبحجم استثمار بلغ (80) مليون ريال، وقد بدأنا المرحلة التنفيذية للمشروع مع بدايات عام 1994م وسبقها عامان من الدراسات وكيفية الحصول على معدات وغيرها لأننا على قناعة أن مثل هذه الصناعة ليست بالبسيطة، فكانت رحلتنا طويلة مع التجارب حتى وصلنا إلى أفضل نوعية من الإنتاج عبر جهود كبيرة من فريق العمل الخاص بشركتنا ومررنا بفترة مراس من التجارب حتى وصلنا إلى أجود عمليات تصنيع الأشمغة في العالم إن لم نكن الأجود عالمياً خاصة وأننا على دراية تامة بمتطلبات الرجل السعودي،
* هل واجهتم أي مشكلة في إقامة هذا المصنع وكيف تم إنجازها؟
الدخول في هذا المجال يعتبر بحد ذاته تحدياً كبيراً، ، فعملية تصنيع الشماغ عبارة عن تحدٍ منذ البداية، وغيرة منا على أن هذا الشماغ الذي لا نستخدمه إلا نحن وبعض الدول العربية ولا يصنع في بلادنا، ، فحوالي ( 95%) من الأشمغة التي يتم صناعتها في العالم لا تستهلك إلا في المملكة، ، وحينها لم يكن هناك أي مصنع في المملكة للشماغ بعد أن عجز الجميع عن دخول هذا المجال واعتبروه من المستحيلات وأنه غير مجد اقتصادياً، ونحن من هذا التحدي بدأنا بعزيمة لا تلين على الرغم من أننا كنا متأكدين أننا سنواجه صعوبات، ولو أعيد لي الزمن سبع سنوات ماضية لجازفت وأقمت مصنعاً للشماغ، ، وحقيقة انني فخور بالنجاح في هذا المجال وهو فخر لكل سعودي،
* عامان مرا على طرح أشمغة دسار في السوق السعودي فكيف ترون وضع منتجكم في سوق تحتد فيه المنافسة، ، وكم تبلغ حصتكم في هذا السوق؟
أعتقد أننا وخلال عامين من بدء طرح دسار في الأسواق حصلنا على حصة كبيرة من هذه السوق، فإذا كان هناك أربعة مؤثرون في سوق الشماغ في المملكة فنحن بلا جدال أحد هؤلاء الأربعة المؤثرين فيه، فحصتنا ولله الحمد وخلال سنة قد تجاوزت حالياً (10%) وخلال أشهر قليلة سترتفع هذه الحصة إلى (20%) بمشيئة الله،
وكما ذكرت لك أن طاقتنا الإنتاجية الآن (600) ألف شماغ وسترتفع خلال العامين المقبلين إلى (2، 1) مليون شماغ مع قدرتنا على إنتاج جميع أنواع الأشمغة،
* هل واجهتم حرباً تنافسية من المستوردين للشماغ وما هي نوعية هذه الحرب؟
بالتأكيد فمثل هذا شيء طبيعي، فأول ما بدأوا به حرب الأسعار التي نشهدها الآن، ومحاولات إغراق السوق بكميات كبيرة وعروض تشجيعية لموزعي التجزئة، ومن الغرائب التي واجهناها أن بعض المستوردين كانوا في السابق يسيطرون على السوق بمفردهم وعندئذٍ ينتظر تاجر التجزئة فترة طويلة حتى يتمكن من حجز الكمية لدى ذلك المستورد ويدفع له نقداً، أما الآن فأصبح هذا المستورد يقدم كميات كبيرة من الأشمغة لتجار التجزئة ولا يحصل على المبلغ إلا بأسلوب(تحت التصريف) وهو نوع من أساليب إغراق السوق،
|
|
|
|
|