| مقـالات
* يُخطىء العالم الغربي إذا ظن أن العالم الإسلامي المعاصر هو العالم الغافي الغافل الذي هاجمه «الفرنسة» في معركة «ميسلون» بضاحية دمشق، فتحقق لهم النصر على جيش إسلامي مسلح بالحماس والأسلحة الخفيفة أمام قوة فرنسية آلية مدرعة!
أو أنه جيش المماليك الممتطىء للخيول المتسلح بالبنادق والسيوف الذي واجه جيش «نابليون» المدرع بالأسلحة الحديثة قرب هضبات «الأهرام» فانهزم أمامه، ودخلت قوات «نابليون» الأزهر الشريف!
أو أن العالم الإسلامي اليوم هو الجيوش التركية المسلحة بمدافع الفتح التركي التي واجهت قوات أوروبا وروسيا المسلحتين بتقنية التسليح العصرية، حيث انهزمت جيوش الخلافة الإسلامية وسقطت ممالكها الثمينة في الشرق والغرب، لتدخل طور «الرجل المريض» كما لقَّبها الغرب!
أو أن العالم الإسلامي اليوم هو جيوش الدول العربية السبع التي زحفت على فلسطين عام 1948م لمواجهة ميلشيات اليهود الإرهابية في فلسطين ، لتخسر الجيوش السبعة الحرب برصاصها المغشوش وتنكفىء إلى أوطانها لاعقة جراحها، تاركة الأرض المباركة أسيرة في قبضة اليهود، ومخلِّفة تاريخاً أليماً في ذاكرة الأجيال!
على العالم الغربي أن يعي أن الشعوب الإسلامية اليوم ليست هي «الهنود الحمر» التي تُقاتل بالحصان والقوس والمؤهلة للإبادة والفناء!
العالم الإسلامي يصحو اليوم على هدير «بي52» وقنبلتها ذات السبعة أطنان المحمولة جواً والمسقطة مظلياً، ويُدرك لعبة التقنية جيداً، ويعي أسرار البقاء ومقومات الصمود، وعلى استعداد أن يفهم مكامن القوة وأركان المقاومة، وتصل إلى بصره وبصيرته وسمعه وفكره جميع معارف النهضة وعلوم التطور التي يملكها العالم ويتسلّح بها، إذْ هو جزء من العالم الحديث المعاصر، ولا بد للعالم الإسلامي وإن طال المنام أن ينبذ خيبته وذله وضعفه، ولا يُتيح له مثل هذه الانتفاضة نحو التطور والصعود لتحقيق يقظته الثانية إلا هدير «بي52» تماماً كما أيقظته من سباته الطويل تلك الجيوش الفرنسية التي هاجمها بأسلحته البدائية في «ميسلون» وتلك المدرعات الحديثة التي قاومها على خيوله في محيط «الأهرام» وتلك النيران الساحقة التي واجهها على قلاعه الشمالية القديمة في تركيا، أو تلك الأسلحة الحديثة الفتاكة التي ذاق ويلها من عصابات اليهود!
لقد استيقظنا قبل قرن على بدائيتنا في تقنية السلاح واليوم على هدير «بي 52» وهي تخترق الفضاء الإسلامي من غربه إلى شرقه تاركة خلفها خطوطاً دخانية بيضاء ما لبثت أن تحولت إلى سديم مبعثر! هل نستيقظ مرة ثانية على تخلفنا لنكتشف أهمية تقنية السلاح المتطور للدفاع عن أرضنا وفضائنا، بل عن ذاتنا وهويتنا، بل عن وجودنا بالكامل!
إن النائم المسبت لا يُوقظه من نومه العميق، الهدوء الطويل! وإنما تُوقظه الريح العاصفة المدمِّرة التي تقتلع الأشجار من حوله!!
بريدة ص.ب 10278
|
|
|
|
|