أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th December,2001 العدد:10668الطبعةالاولـي الخميس 28 ,رمضان 1422

فنون تشكيلية

تلميحة
مسابقة وزارة الخارجية ومسؤولية التشكيليين
محمد المنيف
لا يمر موسم إلا ويحظى الفن التشكيلي باهتمام كبير من الدولة ممثلة في مختلف قطاعاتها الرسمية أو بتوجيه القطاعات الخاصة لتتبناه وتدعمه، فأصبح رمزاً يساهم جنبا إلى جنب مع العطاءات الأخرى باعتباره نتاج إنسان يعيش على هذه الأرض وهذا الوطن بعصره الذهبي في مختلف التخصصات، وبما امتلكه من مقومات الحضارة الحديثة مؤطرة بمبادئه وقيمه الإسلامية وتراثه العريق، وإذا كانت اللوحة التشكيلية السعودية قد احتلت مكانها ومكانتها في قلوب المتذوقين والمقتنين من أفراد المجتمع السعودي فقد أخذت أيضا موقعها في العديد من المنشآت والمرافق الحكومية الهامة تقديراً من المسؤولين فيها للفنان السعودي والوقوف معه.. ولنا أن نذكر من تلك القطاعات الحكومية قطاع الحرس الوطني باعتباره أول من بادر بالاقتناء لتجميل مبنى رئاسة الحرس وتجميل العديد من إدارته تلته الخطوط السعودية عبر تجميل المطارات الثلاثة مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الملك خالد بالرياض ومطار الملك فهد في الظهران.. قامت بعدها وزارة الداخلية بتجميل مبناها الجديد تلتها وزارة الدفاع بتجميل مبنى قيادة الأركان العامة بالاضافة لوجود اللوحة التشكيلية السعودية في العديد من الواقع الرسمية في مقدمتها الديوان الملكي ومجلس الشورى وغيرها كثير ما يؤكد مدى الاهتمام بابداعات أبناء الوطن وفي أكثر المواقع والمباني أهمية. وتأتي مسابقة وزارة الخارجية المعنونة ب«السفير التشكيلي» دعماً جديداً حاملاً معه أفقاً آخر ينقل الفن التشكيلي السعودي إلى مساحات أكثر اتساعاً وقرباً بل ووصولاً إلى العالمية كما يرى الفنانون في وصف هذا الفن بالسفير وساماً يشرفهم ويرتقي بالنظرة العامة لهذا الفن إلى معنى وهدف أكثر تألقاً وتواجداً، إذ أن وزارة الخارجية قد وضعت بهذه المسابقة توجها عالميا آخر يتوازى مع المسار المحلي مؤسسين مسار القاطرة التشكيلية الأكثر أمنا نحو الانتشار العالمي مستقبلا وقوفاً مع الجهات المعنية بهذا الفن التي حققت الكثير في هذا التوجه وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فاتحين لفنانيه نافذة نحو المتلقي الآخر ليطل من خلالها ومن خلال ما تمثله اللوحة من تسجيل توثيقي بصري يقرأ بالوجدان ينقل ملامح العلاقة بين المبدع ومحيطه كاشفا الغنى الجمالي في واقع المملكة أرضها وناسها وحال الحياة الهانئة فيها بموروثها الاجتماعي أو مظاهر البناء وأنماط العمارة وما تتحلى به من لمسات رائعة في التصميم والتنفيذ تؤكد أصالتها وتاريخها العريق. هذه المسابقة تختلف عن سابقاتها، ويأتي الاختلاف في أهمية دراسة العمل المقدم للمشاركة في دراسة مستفيضة بالتأكيد على المستوى الأفضل «تكنيك» بالسبل المعاصرة التي تجمع في زوايا العمل الشكل المعاصر والمضمون المنتمي للبيئة والواقع السعودي، ولهذا فالمسؤولية كبيرة على الفنانين المشاركين وعلى الجهة المعنية باختيار الأعمال، فالفارق كبير بين مايتم القيام به من نمط تنظيم المعارض الداخلية التي هدف منها التشجيع وبين معرض يعني خلاصة العمل التشكيلي الذي يحمل مهمة التعريف بنفسه على مستوى عالمي يمتلك متلقوه الثقافة العالية والمعرفة الأفقية للفنون التشكيلية العالمية مع الأخذ في الاعتبار المواقع التي ستعرض فيها مثل هذه اللوحات والمتمثلة في السفارات باعتبارها النافذة التي يطل منها الآخرون على بلادنا والجسر الرابط بيننا وبين من تقام لديهم أي من سفارات خادم الحرمين الشريفين المنتشرة على كامل دول العالم. فاللوحات هنا تصبح نوافذ للثقافة والفنون السعودية داخل النافذة الأم وهذا ما يؤكد الحاجة لحسن الاختيار لا أن يؤخذ المشروع بنظرة تجارية يبحث فيها عن الربح ويغض الطرف عن أهمية العمل وتميزه ومطابقته للهدف المنشود.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved