| عزيزتـي الجزيرة
أذكره جيداً، ، وأذكر تلك الملامح التي ما فارقت ذهني أبداً، ، اعترف رغم كبريائي المعهود بأنني أهديته «هدية النجاح» ولكنها لم تكن كسابقاتها بل مختلفة تماماً هذه المرة، ، والدته كانت تنقل رغبته وإلحاحه الدائم والمستمر وتوافقه من فرط حبها له ولعلها بقلب الأم الرؤوم أرادت له الخير والفرحة، ، وكان له ما أراد حينما تحققت أمنيته ورغبته!، ، لم أكن أعلم بأن هذا القرار طائش ومصيري إلا فيما بعد!
وأسدل الستار معلناً نهاية مأساوية وصورة بشعة تتقزز منه الأنفس حينما بدأ رجال الأمن بجمع أشلاء جسمه المتناثرة هنا وهناك، ، قالوا: فيما بعد أن سبب ذلك انفجار احدى اطارات السيارة التي أهديتها إياه في لحظة ضعف مني، ، بالاستعراض محاكاة لزملائه ممن يقومون ب«التفحيط» وهكذا كانت نهايته، ، نعم، ، لقد كانت هديته التي اشتريتها ثمناً لحياته،
ربما تكون هذه القصة إحدى القصص التي تحدث وتتكرر في كل يوم وساعة والضحية هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا،
نقف هنا قليلاً، ، ونتساءل عن جانب مهم ولعله ذلك الجانب الذي يلامس عواطفنا ويجعل منا أداة غاية في الخطورة، ، نعم أين دور الأسرة والمعلم وما هو دورنا لمجابهة اغراءات تلك الظاهرة التي نشأت في يوم من الأيام وحصدت أرواحاً بريئة لا ذنب لها في هذه الحياة سوى ابتعاد الرقيب الفطن، ، وما يهمنا هنا من مجمل الأضرار والخسائر بعد وقوع الحوادث المرورية خسارة «الإنسان» الذي لا تستطيع أي قوة مهما كانت أن تعيده لنا بعد فراقه ورحيله،
خالد عبدالله الكريديس
|
|
|
|
|