| متابعة
* القاهرة مكتب الجزيرة إنصاف زكي:
كشف تقرير حديث صدر مؤخراً بالقاهرة عن وجود عدة سيناريوهات مستقبلية تتعلق بالانتفاضة الفلسطينية والوضع في الاراضي العربية المحتلة ومسار عملية السلام في الشرق الاوسط.
وأشار التقرير الذي أعده مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة الى ان السيناريو الأول يتمثل في إمكانية نجاح اسرائيل التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية في إجهاض الانتفاضة الفلسطينية وسيترتب على هذا السيناريو فرض تسوية اسرائيلية للصراع العربي الاسرائيلي تضيع بمقتضاه القدس والحقوق الفلسطينية وتتحول السلطة الفلسطينية الى مجرد سلطة بديلة تابعة لاسرائيل ثم تبدأ اسرائيل بعد ذلك في ترتيب الأوضاع في المنطقة بما يكفل لها الهيمنة بوصفها القوى الاقليمية العظمى.
السيناريو الثاني يدور حول استمرار الانتفاضة وهو ما يتطلب تطويرها بحيث تتحول الى حركة مقاومة منظمة لمدى زمني طويل، الأمر الذي يؤدي لإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية بما يتلاءم مع هذا الوضع على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك إعادة ترتيب الاوضاع العربية بما يجعل الاطار العربي إطاراً مسانداً وداعماً بقوة لهذا السيناريو مع توسيع نطاق هذا الاطار ليشمل العالم الإسلامي.
ويقوم هذا السيناريو على فكرة محورية قوامها أن الانتفاضة مستمرة طالما ان الاسباب التي أدت الى قيامها مازالت قائمة وأن علاج هذه الأسباب لابد أن يكفل تقرير الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لأنه المدخل الى تحقيق أي تسوية للصراع.
أما السيناريو الثالث فهو إحياء عملية السلام استناداً الى ادراك أطراف الصراع أن الواقع الميداني قد أفرز حالة من الردع المتبادل فيما بينهما وأن أيا منها لا يستطيع ان يفرض رؤيته على الطرف الآخر وأن تكلفة الاستمرار في هذا الوضع تفوق أي عائد متوقع لأي منهما، وهذا السيناريو كما يشير تقرير مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية يتطلب ان يقوم الجانب الاسرائيلي بقراءة موضوعية للموقف بعيداً عن التزييف الاعلامي الذي يقوم به للاستهلاك السياسي الداخلي والخارجي ويتطلب من قوى المجتمع المدني الإسرائيلية الداعية للسلام القيام بدورها في إيضاح الحقائق للرأي العام الاسرائيلي، ويتطلب خطاباً عربياً متوازناً تشجيعاً على إحياء عملية السلام وفقاً لأحكام الشرعية الدولية، وكذلك يتطلب ضغطاً عربياً على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى القوى الكبرى في العالم لتوفير الدعم والمساندة لهذه العملية.
السيناريو الرابع هو سيناريو الحرب الاقليمية وهو أحد السيناريوهات التي ترغب اسرائيل في فرضها على المنطقة من أجل خلق واقع سياسي جديد، إلا أن اشعال اسرائيل لحرب اقليمية سيدخل الصراع الى دائرة جديدة أشد خطورة وهي دائرة الحرب الدينية وبالتالي لن تكون هناك حرب بين قوات نظامية وإنما ستكون قتالا بين عناصر تحركها المشاعر والعواطف الدينية المقدسة وتقودها أكثر القوى تشدداً والتي تقع خارج نطاق سيطرة أي دولة من دول المنطقة الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة.
وأشار التقرير الى الاستراتيجيات التي يتبعها كل من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في ادارة الصراع القائم حاليا وما يتعلق بذات الصلة به فالجانب الفلسطيني اتبع في البداية استراتيجية العصيان المدني التي تقوم على أساس المقاومة السلمية من خلال تنظيم المظاهرات والاضطرابات الشعبية في أراضي السلطة الوطنية وفي الأراضي العربية المحتلة ثم تحولت هذه الاستراتيجية على المستوى الميداني باتجاه ما يطلق عليه استراتيجية العمليات الاستشهادية والتي تختلف من الناحية السياسية عن استراتيجية العصيان المدني لأنها تخرج عن سيطرة السلطة الوطنية وتحقق عدة أهداف أولها تخفيف الضغوط الشعبية على السلطة الوطنية، لأنها ألحقت خسائر كبيرة باسرائيل كما أنها تفشل أهداف سياسة القوة التي يتبعها شارون وتؤكد محدودية تأثير القوة العسكرية الاسرائيلية في تحقيق الأمن الاسرائيلي، وعلى الصعيد الخارجي تبنت القيادة الفلسطينية استراتيجية التدويل حيث تسعى الى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من خلال وجود قوات دولية على الاراضي الفلسطينية وتستهدف هذه الاستراتيجية في الاساس إعادة الصراع الى مرجعيته الاصلية الممثلة في قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وهو ما تعارضه اسرائيل.
أما الجانب الاسرائيلي فقد اتبع استراتيجية حافة الهاوية مع مجيء شارون التي تقوم على استخدام أشد أساليب الضغط المادي والمعنوي اعتماداً على القوة العسكرية والتهديد باحتلال أراضي السلطة الوطنية والقضاء عليها وصولاً الى التهديد باشعال حرب اقليمية، والهدف المرحلي الأول لهذه الاستراتيجية هو إجهاض الانتفاضة والهدف النهائي هو فرض تسوية اسرائيلية للصراع تحقق المصالح الاسرائيلية في المقام الأول.
|
|
|
|
|