أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 12th December,2001 العدد:10667الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,رمضان 1422

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
جائزة المراعي والغياب الإعلامي
محمد الكثيري
قبل سنوات نحا بعض الكتاب والصحفيين منحى خطيرا عند الحديث عن قطاعنا الخاص وتحديدا عن رجال الأعمال الذين ينتمون لهذا القطاع. انتشرت كتابات تأخذ مبدأ اللوم والعتاب على هؤلاء الرجال وتتهمهم بالتكاسل في تقديم المساهمات الوطنية التي يحتاجها وطنهم. تجاوز هؤلاء الكتاب الحدود بعض الشيء وبدأوا بطريق غير مباشر يشككون في وطنية رجال الأعمال ويرون ان هؤلاء نهبوا خيرات البلد وفي المقابل قصروا في رد الجميل.
هدأت تلك الكتابات بعد ان اكتشف أصحابها خطورة ما يكتبون، وان ذلك تجنٍ على فئة تضع عليها الدولة أملا كبيرا في تنمية بلدنا اقتصاديا وفي وضع يدها بيد الأجهزة الحكومية لتحقيق أهداف تلك الخطط، بل ان دورها أي هذه الفئة بدأ يأخذ دوراً أكبر في مقابل دور القطاع العام.
وبالرغم من ان بين أولئك الرجال من تنطبق عليه مثل تلك الكتابات، إلا ان مكمن الخطورة هو الحديث عن الأمر وكأنه ظاهرة منتشرة والذي سيكون له بهذه الطريقة الكثير من الانعكاسات السلبية. قد تكون تلك الكتابات على قسوتها أدت الى تغيير سلوكيات ومواقف بعض رجال الأعمال، وقد يكون ما حصل أخيرا في تلك السلوكيات جاء نتيجة المرحلة التنموية التي تمر بها البلاد، والنضج الذي وصل اليه رجال الأعمال لدينا. حيث الملاحظ ان ما كانت تطالب به تلك الكتابات من مساهمات ومبادرات للقطاع الخاص بدأنا نلمسها على أرض الواقع، إلا أننا نلحظ في الوقت ذاته ان تلك الكتابات التي كان يقلقها الموقف السلبي لرجال الأعمال تجاه المجتمع غابت حينما بدأ يطفوا الموقف الايجابي.
أنا هنا لا أطالب بالكتابة عن المساهمات الاجتماعية والأعمال الخيرية التي اعتادها الناس من رجال الأعمال، والتي قد لا يرغب أصحابها الحديث عنها من الأساس، ولكن حدثا مثل «جائزة المراعي للابداع العلمي» أمر اظنه يستحق الكتابة، ان تقوم شركة خاصة في بلد مثل المملكة لم يعهد فيها ان ترعى الشركات والمؤسسات الجوائز والبحوث العلمية وبهذه الطريقة وبذلك التنظيم فانه أمر يستحق الكتابة والاشارة. وهي مناسبة كان من الأولى ألا تمر على كتابنا الذين كانوا يلومون رجال الأعمال ويتهمونهم بالتقصير دون ان يشيدوا بها. إننا بحاجة الى ان نتجاوز حساسية الكتابة عن شركات ومؤسسات القطاع الخاص في صحفنا ومجلاتنا، متى ما قامت بأمور خارجة عما اعتدناه تخدم من خلالها المجتمع مثل ما فعلت شركة المراعي من خلال هذه الجائزة. أما أن يمر هذا الحدث مرور الكرام باستثناء التغطية الصحفية التي فرضها وجود راع الحفل فإن ذلك وسيلة لخنق مثل هذه المبادرات وعدم تشجيعها.
kathiri@zajoul.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved