| الثقافية
مدخل:
قال حافظ ابراهيم:
آن يا شعر ان تفك قيوداً
قيدتنا.. بها دعاة المحالِ
فارفعوا هذه الكمائم عنّا
ودعونا نشم ريح الشمالِ
يشتكي «الشعر».. او عطاؤه اليوم من ثلاث علل احداها كافية.. للاتيان على رونقه، الذي ثبت جماله.. ودلاله على الذائقة كما يثبت على الراحتين الاصابع وهن/ الاولى «العامية» او / الشعبي وطغيانها عليه.
الثانية «الرتابة».. او داء التكرار، وعدم التوليد الابداعي الا ما ندر.
الثالثة.. وهي بحثنا: «الحداثة»، وعللها الباطنة الباطنة والظاهرة التي اتت معها: كالتفعيلة والنثرية.. الخ هذه المسميات التي ليست من الشعر لا من قبيل ولا من دبير.
اما الأوليان، فالمتلقي وثقافته هو المعالج../ حين يلوي صفحة الاعراض عن جملته وتفصيله.
والثالث «بحثنا»، هو الذي سيدور علي قطره.. حديثنا، مبتدئاً ب:
اعرف.. ورحم الله من عرف قدره : اني لست مشرّعا، ولا مفتيا للشعر، انما احسبني «دارساً.. ومتذوقاً» للرائع منه الذي يثير الاعجاب، فليس ذاك وقفا على اهله.. او خاصته. واطرح ذلك.. ايضا من دافع غيرة.. على الشعر الجميل، بما يسر الله لي من آليات، وفي تذوقي المتواضع.
قال فقيد الشعر في عصرنا عبد الله البردوني رحمه الله:
امض يا «شعر» الى الماضي.. الى
مُلتقى الوحي وذُبْ فيه احتراما
واحمل الذكرى على الماضي.. كما
يحمل القلبُ امانيه الجساما
ذكريات تبعث المجد.. كما
يبعث الحسنُ الى القلب الغراما
فارتعش يا «وتر الشعر» وذب
في كُؤوس العبقريات مُداما
الداعي:
حقيقة هناك اكثر من داع لايراد هذه «المادة» وان لم يكن الداعي مباشرة كما سيأتي باذن الله فهناك دواع اخرى منها كثرة التداول بين آن وآخر، ثم وقف هذا التلاقح بين مؤيد ومعارض.. دون فصل، وايضاً ما يطرح على توجس بعرض دون تعريض يكفي ويفي.. او يبلغ الربى.
ولعل بعض ما يمر في هذا «العرض».. من ذكر وردّ يخلص به الى القارىء مباشرةً .. من دواع تَبرز، وتُبرز ما يجب الخوض فيه بالاخص هذا الجذب، ويدفع في قبول ذا العطاء، او النفرة منه.
وقد ورد في اعداد ماضية «الجزيرة عدد 10565 لعبد القدوس ابو صالح»، و«ابي عبد الرحمن ابن عقيل، الجزيرة عدد 10607» وكذا «الوطن عدد 365 للمشرف/ عبد الله السمطي»، ومواضع اخرى كابراهيم الحميدان، في صحيفة الجزيرة، واخص قوله.. فيه: هذا الشعر الباهت الذي ينبغي ان ينضم الى العطاء السردي، او الشعر العامي الذي يردده كل من هب ودب باسم الشعر لأن طائفة من الناس تصفق له دون الاهتمام بمستوى هؤلاء المصفقين ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
ومع دوافع اخرى غيرة على الابداع، وحفاظا على ماء الشعر، ورأفة بالذوق العام.. وخوفا على جل كنزنا «الشعر» من التجديد المزعوم .. الذي ألصق «عنوة» بالشعر.. وزورا، وليس له اية صلة تكسبه النسب للشعر.
جاء في معجم الادباء «215/6»: قال كيسان النحوي لخلف الاحمر «الرواية»: يا ابا محرز «المخبل» كان شاعرا، او من بني ضبة؟، فقال: يا مجنون صحح المسألة حتى يصح الجواب.وحتى لا يذهب الظن مذهبا/ فلا خلاف مع «التجديد».. والتحديث، الذي هو سنة الله في كونه، قال ابن الرومي:
ولقد سئمت مآربي
فكأن أطيبها خبيث
الا «الحديث» فانه
مثل اسمه ابدا حديث
وفي البيت الثاني تورية يحسن التنبيه لها
الصيد في جوف الفرا
اساتذتنا حين يتكلمون، فانهم يغترفون من معين غير آسن، وعمق.. واثر مسيره طويل الشقة، فلذا لا تعجب.. حين تجد في قولهم ايجازا، وفي ايجازهم خلاصة، وبطرحهم عمقاً، وفي عرضهم ثراء يكاد يوقفك امام بيانه تتلعثم، فلا تجد لديك غالبا ما تستلحقه ولو «تذييلا»، ولهذا فإدلائي هنا قد يحمل تطافلا.. آمل فيه أو / منه ان يوصل «وجهة نظر» عل ان يتضح بريقها.. او كما قال «النابغة»:
فانْ يك عامر قد قال جهلا
فانَّ مظنة الجهل «الشَّبابُ»
وان حظيت بصواب انشده فهذا يسنده .. من قول المعري:
اذا تفكرت فكرا لا يمازجه
فساد عقل صحيح، هان ما صعبا
ف«اللب» ان صح اعطى النفس فترتها
حتى تموت.. وسمى جدها لعبا
ما سلف عطفا على توطئة بسطها الاستاذ الكريم «د. عبد القدوس ابو صالح» رئيس رابطة الادب الاسلامي، ورئيس تحرير مجلة «الادب الاسلامي» الفصلية في ختام مقاله الاثير: «رأي في شعر التفعيلة» «الجزيرة عدد 10565»:
«فاني لا ارى فائدة من الخصومة بين انصار الشعر العامودي، وانصار شعر التفعيلة، وليبدع الشاعر في هذا المضمار او ذاك.. حسبما تتجه به تجربته الشعرية الخ».
والحق ان في مقاله نقاطاً تحتاج الوقوف بخاصة قوله مدللا على قول الجاحظ «البيان 1/154»: واعلم انك لو اعترضت على احاديث الناس وخطبهم ورسائلهم لوجدت فيها مثل: مستفعلن فاعلن كثيرا.. الخ، وأقول ان هذا المنحى يرد عليه تذكير الشعراوي رحمه الله ب:لقد وردت آيات في القرآن كقوله تعالى: «زلزلت الأرض زلزالها».. وفي الاحاديث ك«وخالق الناس بخلق حسن» ما يجعلها تخرج عن نطاق الشعر.. بعدم «القصد» بها ا.ه.
وهو مصدر «جم» للاقتباس من آيات الله الباهرات لكثير من الشعراء، كما يفعل «ابن نباتة» وكان كثيرا ما يفعل ذلك بقوله:
سألت قلبي عن ذوي العشق، وعن
ما أوتيته من فنون الحسن مَيْ
فقال لي: «اني وجدت امرأة
تملكهم، وأوتيت من كل شيء»
اعود لشاهدي الاول منه ب/أولا.. دعواك استاذي .. ان كان لدي اصحاب هذا «العطاء» ملكة، والا لن تتجاوز قول احد النقاد.. وبملء الفم: ان عدم التجديد هو موت، والحياة ما يكسبها نشوتها.. هو اسمها، قال صلى الله عليه وسلم: «يبعث الله على كل رأس مائة عام للأمة من يجدد لها دينها» حديث صحيح.
لكن الخلاف وهو غير «الاختلاف» الذي يحدث في القلوب، لا العقول هنا: هل التجديد المقصود في الشكل، ام المضمون، واذا قبلنا القصدين، فهنا تبرز اشكالية في ذلك، وهي: ان كان في الشكل فما الهدف من ذلك او من ورائه اما ان كان في «المضمون» فهو كما بين الحديث عصرنة الشيء : «أمرت ان أخاطب الناس على قدر عقولهم» الحديث.
يخيل اليك من الوهلة الاولى ان بين الفريقين حلقة مفقودة، هل بسبب الاهمال، او اختلاف الفهم، او بسبب «تفريط» بطيء حل، قال د. عدنان النحوي:
الشعر حر بأوزان وقافية
مل الميادين دفاقا وزخارا
اذا تجرد منها غاب في ظلم
بين المجاهل.. اجداباً واقفارا
ام يقصد ما وراء الفهم.. «افراطا» منهم كما قال حفني ناصف يرثي احدهم ب:
ليفخر اليوم قوم.. ولا
خوف عليهم، فمن يخشونه ذهبا
وليسم من شاء، بالانشاء لا عجب
مضى الذي «كان من آياته عجبا»
او التحديث «الشكلي» الذي هو مردود جملة وتفصيلا وقد مر بالامة.. كهذه الازمة حين طرح «من مبدأ التسهيل» كتابة اللغة العربية بالاحرف اللاتينية او اللغة العامية بعيداً عن الفصحى وما صاحب ذلك من ضجة.. خمدت بفضل الله ثم بفعل الغيورين على لغة القرآن قال الشاعر:
قلبي على لغة القرآن يا امما
رزى بها الجهل والتصحيف والصخب
لكن السؤال عودا على بدء : هل التحديث «المطلوب».. على الشكل ام على المضمون؟، الجواب او الحق/ان الاجدر هنا هو: على المضمون، فما يعني مثلا ان تصف شيئا بما وصف به من قبل.. بشكل آخر، اما باتخاذ منهج.. ومنحى «التغيير» في المضمون فذاك لعمري: الابداع او: الاتيان بما لم تأت به الاوائل.
قال صالح جودت موازيا بين التجديد وابقاء قواعد الاصل:
وآية التجديد ان تلتقي
حلاوة الصنعة، والموهبِ
وتطلع الصورة مجلوة
باللحن في ايقاعه الخلب
لا ان يخون الشعر ميزانه
ويغرق المبنيّ في المعرب
وكمثال: قال «د. شوقي ضيف» الفن ومذاهبه ص 86/87: ونحن لا نتصفح ديوان البحتري حتى نحس احساسا عميقا بأن موسيقى الشعر العربي اصيبت بترف صوتي شديد.. اذ استطاعت ان تنهض بقيم فنية لم يكن يحلم بها الشعراء القدماء.
ثم يضرب مثلا «سينيته»:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
ويردف /ومن يتابع الشاعر «هنا» يشعر في وضوح بأنه يسمع الصوت من جهة ويبصره من جهة اخرى، فهو مجسم في شكل رائع.
شهادة حق:
نقول بذلك: ليس من باب الوصاية على الذوق، ولا لفرض رأي، ورد غيره.
ولكن من باب الحق الذي تشربناه من الذائقة على مدى حقب.. فثبت بها حتى .. «لا يحتاج نهارها الى دليل»، قال المعري داعما .
ومن كان في الأشياء يحكم بالحجا
تساوى لديه من يحب ومن يقلي
ان «الابداع» كما قيل يرفض اي اديب خانع، لا يتحلى بالصراحة وقول الحق، ومن باب قول «الحق» الذي تشربته.. وعطائهم الذي تذوقته: اي ما يقال في عرفهم شعرا، فاني اراه على ضروب ثلاثة:
الأول: لا يفهم مطلقا.. بل هو شبيه بطلاسم، او «رموز» وجدت بقدرة قادر من يفكها بزعمه. الثاني: كلام مصفف فوق بعضه، ليس من الشعر، ولا من سلالته، الثالث: كلام جميل المعاني.. لكنه ليس بشعر، وعلى اهله البحث عن تسمية له، او المتعاطفين معه البحث «له» عن سمة، او وصف لكن ليبعدوا الشعر عن خليط منثورهم وان وزن بعض مقتطفاته .. «محاكاة للشعر».. ليس الا.
ان الاعتراف بالحق فضيلة، والتمادي بالباطل رذيلة: حين تطالع بعض الملاحق الادبية فاذا كل نشرها «القصائد» من ذلك النتاج، هل هو للترويج قسرا، ام لاعطاء طابع لدى المتلقي انه لا يأتيها الا من هذا النموذج، ام وهذا الارجح انه لا ينشر «العامودي» الا في حالات ضيقة.. او تحت ضغط صاحب النص، او مكانته لدى القائمين على الملحق.
حقيقة اسئلة تتبعثر امام كم ذلك «الهجوم.. المدعوم بقوائم اشخاص يشرفون وبدافع قصدهم يقصرون ما تحت ايديهم على ذلك «العطاء».
حتى اصبح «الشعر» في نظر لا «البعض»، بل معظم متلقي ما ينشر: مهنة مَن لا مهنة له، وموهبة مَنْ ليس عنده.. ما يشغله.. برغم انه اصعب «مركب» لمن حاول محاولة جادة فأعياه.
قال المتنبي مماثلا.. «عن الخيل»:
وما الخيل الا كالصديق قليلة
وان كثرت في عين من لم تجرب
والجواب الإسناء/قول الاديب عبد الله بن ادريس: اذا كان الشاعر عنده القدرة على كتابة القصيدة العامودية فما يدفعه الى كتابة.. غيرها..
ثم ان استاذنا العزيز «ابو صالح»: اوضح العلة «الاساسية» مدللا: لا سيما ان الذين اقبلوا على تبنيه في اوّليّته هم أتباع المذاهب المنحرفة.. من الواقعية والاشتراكية.. والوجودية والسريالية.وذاك استاذي تطبيق المثل حشفا.. وسوء كيلة.
والا فان من المعلوم ان القدح العقدي في «النظم» قد سبق.. كقول ابن هانئ للخليفة:
ما شئت لا ما شاءت الاقدار
فاحكم.. فأنت الواحد القهار
استغفر الله .. من قول ذلك، او قصد نشره لكنه الدلالة التي تنبىء ان من في قلبه مرض لن يعييه أي الوجهتين ولى.
ثم اعود كرة اخرى لمادتي.. «هنا»، وهي الفصل بين العامودي «بحور الخليل»..، والتفعيلة على علاتها، وان كان ابسط تلك المآخذ هي عدم القدرة.. في التفريق بين صاحب الملكة الحقة.. ومحاكيه.. تفعيلا .
ويبني «عبد الله السمطي» القبول.. على «لمز» الوطن «عدد /365» بقوله:
يبدو ان الذائقة التي تتربى شعريا على: «قفا نبك» و«مال الغبيط» لا يتسنى لها ان تستوعب: «رائحة البن جغرافيا» و«جدد بي الكون بحريتي» فأينا يبتكر او «عيناك غابتا نخيل ساعة السحر، «لا يمكن لاحد ان يشطب بجرة قلم اكثر من 50 عاما من الابداع الشعري الحديث الذي كتبه آلاف المبدعين والشعراء في عالمنا العربي، ولا يمكن ان نقضي عليه بفرمان بلاغي بين ليلة وضحاها.
السؤال.. له واليه :
اين برهانك في.. «ابداع» ذلكم ال50 عاما، و.. اطلعنا على نموذج يحتذى..
وان كان موجودا فلتبسطه.. بشرط ان تفرق «لنا» فيه بين البحر البسيط والبحر المتوسط كما يقول «مداعبا».. الاديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
هل اكفيك مؤونة البحث،.. هناك مثال قول «واحسبه / من أعلامهم» فاروق شوشة الجزيرة «عدد 10607»:
وها أنت، ها
تتوقع مني الذي لا أطيق..
يدا لك تمتد
أو بسمة في العيون
ولمعة ود تألق فوق الجبين
وفنجان شاي يدور عليه الكلام..
فيحلو السلام
وهذا هو المستحيل
قال الخليل بن احمد رحمه الله:
وما بقيت من اللذات الا
محادثة الرجال ذوي العقول
اما حجة استاذنا العزيز ابي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري «الجزيرة عدد/ 10607» بقوله: «وأما مسألة الوزن والعروض فقد اسلفت كثيرا في مباحثي اننا غير محكومين بالوزن العربي، لأن الوزن العربي جزء من المذخور العالمي المتجدد عروضا ولحنا.. ولكن لابد من الوزن واللحن وان لم يكن موروثا عربيا، ليتحقق معنى الشعر».
فذلك مردود عليه لا.. على مقامه «البحثي» فان كنا غير محكومين بالوزن العربي، بتعليل انه جزء من المذخور العالمي.. فذاك تعليل «عليل»، فليس معقولا ان النغمة في الذائقة متشابهة الى ان تكون «عالمية».قال الجاحظ: العرب تقطع الألحان الموزونة على الأشعار الموزونة.. والعجم تمطط الألفاظ فتقبض وتبسط حتى تدخل في وزن اللحن، فتضع موزونا على غير موزون.
ثم اردف «ابن سينا» بقوله: وعند العرب اي الأوزان تكون مقفاة، ومعنى ذلك: اي عند غيرهم العالميين .. غير مقفاة، ولك استاذنا ان تعلل بعد ذلك .. او ترد على قول «ابن سيرين» او مقصده.. بأن : الشعر كلام عقد بالقوافي.. الخ.
ولايضاح ذلك نبسط بمثالين تمثيلا :
لنقل ان الشعر وهذا مثلا كالمسبحة «ألم يقل: صاحبنا عُقد بالقوافي» فالمسبحة ان لم تنظم بخيط.. فكيف تتحكم بخرزاتها، وكذا الشعر في اخراجه من عالم النثر .
اما المعاني وجمالها .. وخيالات مبدعها «ان لم تكن موزونة» فهو كمن اتى لك بمسبحة لكن «تجد خرزاتها من الحصى والدر والدود ك«حاطب ليل» في تجديد «الخرزات».
مثلا.. و.. من اصدار «حديث»: ديوان / دندنة بركات ل«فؤاد اسعد كاخي» ص 127 :
تناهت الى حيث التئام
بظن يقود انضمامي نهاه،
وتسبح فضاء كموج بدون حسام،
ترابا تعاكس بتربة خصوب،
تفاوض فورة ماء اتساع،
يطال القوام،
وغادة احتراس الشجار
تداخل، تشابك
تغلغل بحب انسياب.. الخ
.. فعلا كما قال ابن الوردي.. في لاميته/ ما احسن الشعر اذا لم يبتذل.
نقول بذلك دفاعا عن الشعر، .. الذي ظلم من عطائهم: «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم» الآية.
وكنت أذم اليك الزمان
فأصبحت فيك اذم الزمانا
وكنت اعدك للنائبات
فها انا اطلب منك الأمانا
ثمة سؤالان فقط للمجددين:
أولا: هل مل المتلقي.. النمط التقليدي للشعر العمودي، او هل ماعت ذائقته.. من تشرب تكرار هذا العطاء.؟
ثانيا: هل عقمت الاناث.. من انجاب ذوي الموهبة الشعرية الملكة الحقة، حتى نبحث عن عوض.. يفي ذا النقص؟ والا: لم كل هذا الهراء..، والدفاع عنه؟
ثم.. اقول وقبل الايضاح لهم.. مع احمد شوقي:
يا من نغار عليهم من ضمائرنا
ومن مصون هواهم في تناجينا
الايضاح:
قال الصاحب بن عباد: «هكذا.. يفسد من فقد المخطِّىء له اذا أخطأ، والمقيِّم له اذا اعوج، والموبّخ له.. اذا اساء» أو / من أمن العقوبة أساء الادب ولن نعاقب..، بل نعاتب ف:«ان جميل القول.. احد المحامد» .. قال «انونميس»: احسن طريقة للتغلب على الصعاب.. اختراقها.
أما ردنا.. على هذا «العطاء» الغثاء .. من مبدأ «وذكّر فان الذكرى تنفع المؤمنين»: وذلك من خلال ثلاثة اسباب «أو مآخذ»:
أولها: فقده الوزن والقافية وان كان فيه موزون.. لكنه ليس معقوداً بقافية.
والاعتراض على الشكل ليس هو المأخذ الوحيد، بل وعلى المضمون الذي نادرا ونادرا جدا ان تجد فيه جمالاً، وانا من خلال اطلاعي حين اعداد المادة لم اجد ما يمكن ان تستخلص منه «متناً» تبني على جمال فكرته الا القليل.. /.. الذي قال عن مثله عمر ابو ريشة رحمه الله: هذه قصيدة لم يحتضنها بحر، ولم يحدها ساحل، أو.. مثل/قال بدر السياب عن تقسيم فلسطين:
هذا لكل اللاجئين
وكل هذا لليهود
وهي فكرة اثراء جميلة، لكن اين عقدها ب«القافية»، هذا ثانيا.
أما المأخذ الثالث.. وقد يكون اهمها: توهيمات الشك والحيرة، والعبث الذي يمس فطرة المؤمن،
وكذا «التجاوزات».. حتى لتظنك امام ترجمة نص لمستشرق «شاك»، او مستغرب «ضائع».. كما ضاع جل اولئك.
وقد قال «علماء النفس».. ان الفنان لا يمكن ان ينفعل اذا عرف بأن المتلقي لن يفهمه.
ختام:
على كل حال / لكل من يود ان يؤطر لهذا النتاج وادخاله «قسرا» لعالم الشعر، فعليه وضع حدود وموازين «وعلامات» يهتدى بها../ لأخذ العطاء المعروض وفرز جيده عن رديئه.وربما يطلق عليه بيوم آت «الشعر».. الذي لم يبلغ حتى الآن الاربة من الذائقة.
ولا مانع بعدها ان يصنف له دارسون يؤطروه .. ويقام له محفلة، ويدعى له ناديه /ولن ندعو الزبانية. والسؤال «الملح» .. بعدها: كيف نميز الشاعر «صاحب الملكة».. من غيره، اذا تجرد النتاج المطروح من قيّمي «الوزن» و «القافية».
وهل.. ستوضع أطر.. او غيرها في ذلك العطاء ان قبلناه شعرا؟ آمل «ذلك».
Albayan62@yahoo.com
|
|
|
|
|