| مقـالات
ونحن نعيش العشر الأواخر من أيام رمضان الفضيل ولياليه المباركة مبتهلين الى البارئ عز وجل بأن يمن علينا بعفوه ومغفرته ويوفقنا الى مرضاته ويتجاوز برحمته عن خطايانا وان يعيده علينا وعلى امة الاسلام بالعز والقوة والسؤدد وان يجمع شملنا بمن نحب ويعيده علينا اعواما عديدة سعيدة.
في هذه الايام يفجعنا القدر المحتوم ويغيّب عن دنيانا الفانية رجلا فاضلا وانسانا نبيلا وعنصرا فعالا من أبناء هذا الوطن المعطاء، ذلكم هو المربي المثالي والاستاذ الجليل سليمان بن محمد الدميجي، احد رجالات التعليم البارزين المخلصين الأوفياء. وماذا عساي أن أقول او اضيف شيئا لهول هذه الفاجعة المفاجئة في نفسي وجوارحي في فقيد غال وزميل قدير أكن له طيلة حياتي ويكن له الكثير من امثالي عاطر المحبة الصادقة والاحترام النابع من القلب، لما كان يتصف به رحمه الله من مزايا خلقية رفيعة وسجايا نبيلة في مقدمتها الوفاء والاخلاص والنخوة والشهامة وصلة الرحم، وكلما تذكرت الصفات الطيبة الكثيرة التي يتحلى بها فقيدنا بين زملائه وأقاربه وجيرانه وكل من عرفه خطرت ببالي لأول وهلة المقولة السائرة كالمثل بين الناس فلان ليس له عدو فوالله انني منذ عرفت الفقيد ومنذ اربعين عاما لم يأت ذكره في مناسبة أو حديث إلا وأجد الثناء العاطر عليه وعلى سلوكه وأخلاقه ووفائه وبره المتميز بوالديه واسرته ومعارفه وصدق تعامله وامانته ونزاهته .. كما ان اسلوب القيل والقال ليس له وجود في قاموس حياته الا اذا كان في توطيد صلة محبة او اصلاح ذات البين ومهما افضت في الحديث وأطنبت في الثناء فلن اوفي ابا عبد الله ما يستحقه وهو اهل له وبما يواكب مكارم اخلاقه .. لقد تركنا ونحن في امس الحاجة الى امثاله لقد رحل الى جوار ربه راضيا مرضيا بإذن الله فإلى جنة الخلد «إنا لله وإنا إليه راجعون».
|
|
|
|
|