| مقـالات
** حوادث المعلمات..
تملأ الطرقات..
وتعبث بمشاعرنا كلما ذهبت ضحية وأخرى وثالثات ورابعات..
ولكنه القدر..
المشيئة الالهية..
هذا مؤكد.. لكننا مؤمنون معنيون بالأسباب..
طبقت الرئاسة شروط الأمن في المركبات
فاحتجت المعلمات وكتبن الخطاب تلو الخطاب..
أن أجلوا التطبيق حتى ندبر أمرنا.. فمن سيذهب بنا إلى أعمالنا حين ترفض سيارة أبو محمد وأبو دحيم وأبو عابد وأبو خالد..
كلهم سياراتهم قديمة أو نصف عمر وكلهم ظروفهم سيئة..
لا يستطيعون شراء سيارة جديدة وفق المواصفات المحددة..
لا بد من التأجيل وإلا فإن المدارس ستتوقف والمعلمات سيتغيبن وتطبق عليهن لائحة الخدمة المدنية بالفصل لمن تغيبت خمسة عشر يوماً متواصلة أو ثلاثين متقطعة..
وتكونون بذلك قد قطعتم أرزاق المعلمات وأرزاق أصحاب السيارات وجنيتم على بناتكم الطالبات بتركهن بلا مناهج وبلا معلمات..
كان هذا الذي يتردد في ارجاء القصيم طوال الشهور الماضية حين أرادت إدارة التعليم وبحزم تطبيق شروط الأمن والسلامة على المركبات الناقلة للمعلمات.
وتحدث الحوادث...
وتتكسر أحواض المعلمات مع أحواض السيارات..
وتبقى المشكلة في التهلكة التي تجعل كل معلمة تركب سيارة دخانها خلفها وتقول المقدر كائن والمكتوب حاصل..
وتنسى اعقلها وتوكل وينسى ولي أمرها ذلك وهو يرى ابنته أو زوجته أو أخته تنحشر كل صباح بين أجساد متراصة في سيارة نصف عمر سائقها أما مسن أو شاب صغير يقضي ليله بالسهر مع الصحب والتلفاز...
قلوب المعلمات رقيقة فهي لا تقوى على أن تتخلى عن سائقيها القدامى وسياراتهم القديمة..
والضحايا يزددن والطرقات أصبحت مخيفة بسيارات البلدية التي لا يحلو لها التنظيف إلا في وسط الطريق وفي مواجهة سيارات نقل المعلمات..
الموقف يحتاج حزماً أكبر وصرامة أكبر.. والمشكلة كبيرة وهي تعني بشكل أكبر معلمات عنيزة حيث تخرج الآلآف منهن كل صباح باتجاه مدارس منطقة القصيم بكل مدنها ومحافظاتها.
وهذا التاريخ الطويل الذي قضته عنيزة في التعامل مع نقل المعلمات لم يثمر للأسف عن مؤسسات نقل تتبنى فكرة انشاء اسطول نقل متكامل يبرمج اسماء المعلمات ومدارسهن وأحياءهن السكنية عبر احصائية شاملة وعلى أساسها يتم تقسيم المدينة إلى باصات تكون جديدة وسائقوها ذوو خبرة ودراية .
أولاً لتنظيم المسألة أمنياً..
وثانياً لإنقاذ المعلمات من شراهة بعض السائقين واستغلالهم حاجة المعلمات للنقل..
هي فكرة وطنية أهديها للقادرين الذين يحلمون بألا ترتجف قلوبهم ألماً وخوفاً على بناتهم وأخواتهم المعلمات وهن في طريقهن للعمل والحياة.
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|