| الريـاضيـة
سمو الأمير تركي بن خالد عضو مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ينتمي الى نوعية نادرة في مجتمعنا الرياضي لا تملك إلا ان تحترم آراءه وأفكاره.. وتحترم فيه مثاليته التي نتمنى ان تسود لدى جميع المنتمين للوسط الرياضي بغض النظر عن ميولهم.. واتجاهاتهم..
سموه الكريم ادلى بتصريح قبل ايام وتحديدا عقب عودته من كوريا مترئسا الوفد السعودي لقرعة كأس العالم.. ألقى من خلاله حجرا في بركة ماء راكد!!
ذلك التصريح لا شك كان صادراً من حس وطني صادق.. وإيمان قوي بأهمية الإعلام والرسالة التي يؤديها..! حيث اشار سموه إلى اسفه لغياب الاعلام السعودي عن محفل عالمي كهذا.. وكيف كان يواجه حرجاً شديداً عند سؤاله من قبل اعضاء الوفود الاخرى عن الاعلامي السعودي.. وتواجده..؟! وحرجه في الاجابة على اسئلة هي من مسؤولية واختصاص رجال الاعمال.. وهو تواضع يجب علينا ان نكبر سموه عليه..
وأذكر انني قد تطرقت لهذه الناحية منذ مدة طويلة.. كما اذكر من جانب آخر ان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله قد وجه بضرورة تواجد الاعلامي في كل بعثة رياضية تمثل المملكة في الخارج.. ولكن يبدو اننا فهمناها على انها تتعلق بالفرق او البعثات التي تشارك في البطولات او الدورات الرياضية.
ولا شك سمو الأمير تركي عندما تولدت لديه هذه القناعة انما جاءت وليدة تلك اللحظة التي عاش فيها الموقف.. فالفكرة واردة لكل شخص وليست حكراً.. او مجالاً للادعاء!
ربما يرى البعض ان هذه مسؤولية المؤسسات الصحفية.. وليست مسؤولية الجهات المسؤولة او الرسمية مثل وزارة الاعلام «الاعلام الخارجي».. او الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. او اتحاد كرة القدم.. وهذا صحيح الى حد ما..!! إذ انني ارى ان المسؤولية تحددها نوعية المناسبة.. وماهية الحدث.
والمؤسسات الصحفية دأبت في الفترة الاخيرة على تحمل مصاريف موفديها مع البعثات الرياضية في احايين كثيرة إما لأنها ترى ان هذا الموفد يحقق لها تغطية صحفية مميزة في ظل المنافسة على القارئ مع المطبوعات الاخرى. أو مشاركة وطنية منها لدعم هذه البعثة او تلك كما يحصل مع المنتخبات الوطنية.
لكن عندما ترى هذه المؤسسة ان الفائدة من ذلك الحدث هو اخباري بحت وأن هذا الخبر ستحصل عليه من مصادر اخرى «وكالات الانباء العالمية.. وغيرها» وبتفاصيل اكثر مما سيحصل عليه ممثل هذه الصحيفة لو ذهب بنفسه الى هناك.. فإنها في هذه الحالة تنظر الى الناحية الاقتصادية.. والى نواحٍ اخرى ضمن حساباتها في التعامل مع التغطيات الصحفية وموفديها الاعلاميين.
ان مشاركة الاعلامي في حدث كهذا.. وهو اجراء قرعة كأس العالم.. والمراسيم والطقوس التي تحيط بالمناسبة.. تتجاوز إطار الحصول على الخبر.. وبثه.. وهو امر يمكن ان يقوم به اي مسؤول في البعثة «لأنه خبر فقط» كما ان وكالات الانباء العالمية ستكون الاسرع في نقله الى انحاء الكرة الارضية صوتاً وصورة!
اقول:
ان مشاركة الاعلامي تتجاوز ذلك الى امور اكثر اهمية اشار لها سمو الامير تركي بن خالد في تصريحه.
وعليه فإن مشاركة الاعلامي في مثل هذا الحدث هي مسؤولية الجهات الرسمية «الاعلام، او رعاية الشباب» اكثر منها مسؤولية المؤسسات الصحفية.
واذا ما رأينا ان عدد اعضاء البعثة الرسميين خمسة اشخاص.. فان اضافة «سادس» قد لا يكلف اكثر من عشرين في المائة.. وهو رقم بسيط!!
على اننا لا نريد هنا ان ندخل في الامور المالية.. فالمردود الاعلامي.. والايجابي على المملكة من خلال هذا التواجد.. اكبر بكثير من ان ندخله دائرة الحسابات الاقتصادية.
لقد كان من المفروض استغلال مناسبة كهذه.. بإقامة معرض مصغر على هامش الحفل يحكي النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في كافة المجالات.. مع التركيز على المجال الرياضي.. وكرة القدم على وجه الخصوص.. خاصة واننا نعيش هذه الفترة اجواء الاحتفاء بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم.. وهي فترة شهدت انجازات رياضية كبرى على مختلف الاصعدة سواء ما يتعلق بالبنية التحتية.. او اعداد الكوادر وكان من ثمرتها تأهلنا للمرة الثالثة على التوالي الى اهم وأبرز محفل عالمي وهو «كأس العالم»!
إنني اثق.. ان كثيراً من الاعلاميين والصحفيين العالميين.. المتواجدين هناك كانوا يبحثون عن اجابات لأسئلة عدة عن هذا البلد الذي تأهل منتخبه للمرة الثالثة على التوالي في انجاز غير مسبوق خارج القارة الاوربية وامريكا الجنوبية طبعاً مع استثناء المكسيك لظروف جغرافية وفنية تتعلق بها .
وأثق ان سمو الامير تركي وغيره مهما أوتي من معلومات.. ومن قدرة في ايصال المعلومة لن يكون مقنعا في اداء رسالته.. وذلك ان رسالة كهذه كانت تحتاج الى الصورة الموثقة لهذه المعلومة والداعمة لها.
انني اتمنى من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وفي وزارة الاعلام أيضاً تثمين هذا الدور مستقبلا.. والاستفادة من مثل هذه المناسبات.. بما يحقق لنا مردودا ايجابيا في مختلف المجالات.
وآمل ايضا ان نستفيد من مشاركتنا في نهائيات كأس العالم.. الى جانب الاستفادة الفنية ان نستفيد اعلاميا.. باستغلال هذه المناسبة.. لإعطاء الآخرين صورة حقيقية عن الواقع الذي تعيشه المملكة..، وأعتقد اننا بحاجة فعلية اكثر مما مضى لهذا الحدث ولهذه المناسبة.. لأسباب لا يتسع المقام لذكرها.. كما ان لها مناسبة اخرى.. تناقش الموضوع من مختلف الجوانب.
وهذا له حديث آخر في حينه.
والله من وراء القصد
البريد الالكتروني raseel@l.a.com
|
|
|
|
|