| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس هناك شهر أعظم بركة وفضلاً من رمضان، فهو فرصة لتجديد العزم على المضي قدماً نحو تبني الخلق الحسن الدائم كون رمضان من أعظم الشهور عند الله وعند عباده ففيه يحيا الضمير الغائب أكثر ويتدارك الانسان في هذا الشهر أكثر من غيره أخطاءه وتجاوزاته خصوصاً مع أقرب الناس له وأعزهم على قلبه وهي الأم التي حملت وولدت وأرضعت وتكفلت بالتربية، فالأمر مع الأم مختلف تماماً فقد ألزم الإسلام أهله بطاعة الأم والوصل لها في كل زمان ومكان فالرباط بين الأم وأبنائها ذكوراً واناثاً لا ينقطع أبداً، فقد سنَّ الإسلام المنهج الذي يدعو إلى رعاية الأم أيما رعاية بدءاً بالاحترام والتقدير وخفض جميع أجنحة الذل التي تقل بعيداً عن رضاها وتملك الرحمة في التعامل معها ومراعاة مشاعرها وتجسيد تلك الرعاية بالطاعة والمحبة والعطف والحنو عليها. الأم التي لم تكن يوماً ما محطة يجاوزها عبث عاق في مجتمع ديانته الإسلام، عاق لا يعي من أمومة أمه سوى اسمها يدرجه في جواز سفره يجوب به العالم وهي أبعد ما تكون عن مشاعره وقلبه تعيش في مأتم دائم لبعده وتجاهله وتعذره بالبعد الزماني والمكاني والظرف الممزوج بالأعذار واهية الأساس وعلى اختلاف أساليب التخطي غير المقبول لحق الأم تظل أحن وأسرع تجاوباً في العطاء والعفو والرأفة وتسعى جاهدة إلى تعطيل كل ما يحرك غضبها على أبنائها أو بناتها ممن لا يحسون بنتاج عقوقهم وصدودهم عنها عزيزي المتجاهل قطعت خطواتك البعيدة عن أمك صلة الرحم المعلقة بالعرش فماذا تحسب نفسك؟ بادر بطلب الرضا والتواصل ليحسن لك في كبرك عدا ذلك من الاستهانة والتكاسل تكون خصيم نفسك ولكنك لست الحاكم هذه المرة فلا شهود على برك لها ولا نصير لفعلك بها فلماذا كل هذا البحث الجاد عن غضبها وعدم راحتها ورضاها؟ قد يكون في الحقيقة لا شيء سوى التسويف والتمني الذي لا يقرب قدر الأنملة من بساط حنانها وعطفها أو حتى اعتمادك على غيرك من اخوانك وأقاربك بوصلها بيد أن هذا لا يعفيك خطأ البعد والقطيعة فهي تريدك واصلاً لها لتعطيك فيض طيبتها ودعائها الراقي الى أفق السماء الذي يلبسك ديباجة الرضا فليس في شرع الأمومة والأم ما يهمش من تعده جزءاً منها وهم أبناؤها فكم من عاق وعاص ومغترب عن أمه قد لا يحس بما يكنه قلبها له وقد يعلم ولكنه لا يقوى على الأمر في شيء حتى لو عصت دمعتها حزنها وهلت فقد لا يبالي فأين قلوب العاقين من حرقة الدمعة والبعد والتجاهل لأعظم مخلوق حملتهم وهناً على وهن. والله من وراء القصد
محمد بن سعود الزويد - الرياض
|
|
|
|
|