| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الاستاذ الفاضل خالد بن حمد المالك حفظه الله
تزخر مؤسساتنا التعليمية بالمشاكل الطلابية النفسية وقد يخطىء البعض في علاجها لان السلوك العدواني تصرف لشخصية تريد اشباع رغباتها بطرق غير سليمة وان المرشد الطلابي يقوم بدوره لاكتشاف هذا السلوك العدواني وتوجيه وارشاد الطالب لتفريغ طاقته نحو المسار الصحيح وجعله عضواً نافعاً بالمجتمع وصرف ذلك السلوك باسناد اعمال للطالب تتطلب مجهوداً جسميا يساعد على اكتشاف مواهبه وقدراته العقلية التي تخوله بان يكون طالبا موهوباً أو طالبا له قدرات عقلية خارقة.
ويجب على المرشد اثارة هذه المشاكل الطلابية وعلاجها وفق نظريات علم النفس وعلم الاجتماع واتباع اجراء علمي لدراسة وتشخيص المشكلة حتي يتسنى ظهورها لدى المرشد الطلابي ويجب الاحاطة بالاسئلة التي تساعد على فرض الفروض واختيار احسن الفروض وبالتالي العمل لحل المشكلة وتتمثل دراسة السلوك العدواني في انه مشكلة ولا نقول ظاهرة عامة لان الظاهرة لها صفات منها الجبر والالزام والاستمرايرة والتعميم ولحل المشكلة لابد من دراسة نظرية الذات والنظرية السلوكية وتقول نظرية الذات التي يتزعمها العالم كارل روجرز بأن الذات هي كينونة الفرد وصفاته وتصوراته ومدركاته الشعورية وغير الشعورية ومعرفة نوعية النفس هل هي نفس بصيرة او نفس لوامة او نفس مطمئنة أو نفس امارة بالسوء وقد أرشدنا اليها القرآن الكريم منذ الاف السنين والذات تحدد الصورة المثالية للشخص ومن مكونات نظرية الذات الخبرة والسلوك والمجال الظاهري وان الخبرة هي موقف ما اكتسبه الشخص نتيجة تفاعله مع البيئة ويؤثر الشخص بالخبرة ويتأثر بها وان الفرد يأخذ من الخبرة ما يشبع حاجاته.
ونقصد بالسلوك انه نشاط موجه لفعل لسلوك ما قد يكون حسنا او سيئاً متأثراً بالمجال الظاهري والمجال الظاهري هو عالم الخبرة المتغير باستمرار وهو الظروف المحيطة بالانسان ويتضمن المجال الظاهري الذات الشعوري والذات الخاصة والذوات الاجتماعية.
وتتمثل النظرية السلوكية التي يقودها نخبة من العلماء هم كلارك هل وايفان بالوف وجون واطسون وبوروس سكيتر وان هذه النظرية لها عدة محاور المثير والاستجابة والتعزيز والتعميم والتعلم ومحو التعلم واعادة التعلم ونبدأ بالمثير والاستجابة بحيث نثير افعال الطلاب ونحصل على استجابات معينة سليمة بمعنى اذا كانت العلاقة بين المثير والاستجابة سليمة نحصل على سلوك حسن يرتضيه المجتمع وتقوم النظرية على التعزيز بالاثابة والتدعيم والتقوية والتعزيز من اهم طرق العلاج عندما نرتضي سلوك ما يجب تعميمه على مستوى المدرسة ونقصد به قانون التعميم ومن المحاور التعلم ومحو التعلم واعادة التعلم أي يتعلم التلميذ سلوكا صالحاً يتوافق مع معتقداتنا الاسلامية ومحو السلوك الخاطىء ويتعلم سلوكاً جديداً مقبولا عند الجميع.
وخطوات العلاج العلمي ما يلي بناء على ماسبق دراسته:
1 حديث الذات أي دراسة نفسية التلميذ وهل لديه مشاكل اسرية او مشاكل اجتماعية وبالتالي توجيه السلوك العدواني توجيهاً سليماً بان يقول له المرشد لماذا تفعل السلوك الخاطىء هل فكرت قبل ان تتحرك ماذا تريد ان تفعل وهل فكرت بأنك تضر الاخرين بسلوكك هذا ويجب مخاطبة ضميره وتشجيع الطالب على فعل سلوك حسن وصرف طاقة الطالب نحو شيء يفيد نفسه اولا ويستفيد منه المجتمع وتحويل أفعاله الى اعمال جسمية تساعده على اكتشاف نفسه باسناد اعمال نجارة أو اعمال رياضية له تساعده على التفكير الصحيح وبهذا نحصل على نتيجة إما ان نكون قد ارشدنا ذلك السلوك نحو المسار الصحيح أو نكتشف طالباً موهوباً.
2 تقديم هدايا وجوائز إذا اتبع التلميذ سلوكا حسنا ويجب اخماد واغفال السلوك العدواني بالتجاهل وتحفيز الطلاب لفعل استجابة مرضية.
3 العمل على إزالة الظروف السيئة التي يمر بها الطالب من خلال المعلومات السابقة المتوفرة عن الطالب ومن الظروف السيئة والمشاكل الاسرية ويجب ارشاد الاسرة بان تتعامل مع الطالب بشكل ايجابي وازالة مؤثرات الثلة (الشلة) واحلال محل الصحبة السيئة صحبة صالحة نافعة.
4 تهيئة جو مدرسي مناسب ولله الحمد الامكانات متوفرة لكن يجب اثارة الهمم لدى العاملين بحقل التربية والتعليم بتهيئة الالعاب الرياضية والالكترونية من خلال الحاسب الالي او مزاولة الرسم اوقراءة كتب وهذه الانشطة يجب ان تستغل خلال الفسح المدرسية.
5 التعزيز يقوم القائم بالعملية التربوية بتثبيت وتدعيم واثابة السلوك السوي واهمال واغفال السلوك السيء واختيار كلمات تشجيعية تؤثر بالنفس وتحبب الطالب لفعل استجابة حسنة وبالتعزيز لسلوك معين يجب تعميم ذلك السلوك.
6 المثير والاستجابة أي يعمل المرشد أدواراً حسنة وينبذ السلوك السيء من خلال عرض مشهد مسرحي وقت الاصطفاف الصباحي يوضح أفعال الخير واجتناب أفعال الشر ويقوم بهذا العمل مجموعة من الطلاب وبهذا يكون حققنا الارشاد بالتمثيل المسرحي.
7 التعليم ومحو التعلم واعادة التعلم أي يتعلم الطالب سلوكا حسنا ومحواستجابة خاطئة وتشكيل مثير جديد يساعد على استجابات سلية. والله اسأل العلي العظيم ان ينفع بهذا العمل لرفعة شأن أبنائنا وفلذات اكبادنا للوصول للهدف السامي باكتشاف الطالب الموهوب ورعايته وتنمية قدراته العقلية نحو المسار الصحيح.. والله الموفق.
صالح محمدالعنزي
مدرسة أبي دجانة الابتدائية ببريدة
|
|
|
|
|