| عزيزتـي الجزيرة
حرصت وزارة المعارف على (مدراء المدارس) وأحست بأهمية ادوارهم وعملت على تكريمهم حتى تحصل منهم على أعلى قدر من طاقتهم وتفانيهم كل هذا ليس من أجل المدير لأنه مدير ولكن كي يوظف المدير قدراته ومهاراته لكسب المعلمين وتذليل العقبات امامهم. حتى يحصل منهم على أكبر قدر من التضحية والعطاء والانتاجية. والمستفيد من كل هذا هم فلذات الاكباد، أبناؤنا الطلاب، عتاد المستقبل وبناته بحول الله وقوته.
وهنا نُذكر بأمور غاية في الأهمية قد تكون غائبة يلزمنا التنبيه عليها، أو معروفة ولكن لم تقدر بقدرها:
1 تفيد اللوائح والأنظمة بأن مدة الإدارة المدرسية أربع سنوات ولكن أين هذا من واقعنا؟! ان بعض المديرين قد أمضى في الخدمة (25) سنة العشرون الأخيرة منها في الادارة ومع ذلك لم يتغير ولم يتجدد ولم يتطور بل أخذ الامر على انه تملك. وتلاحظ ان مدرسته هذه من اكثر المدارس في طلبات النقل الداخلي لماذا؟ هروبا من ذلك المدير.
وهكذا يرحل المفيد ويبقى المسيء فمن المسؤول؟!
نرى انه من الضرورة بمكان ان يكون 50% من تقييم المدير على المعلمين بحيث يؤخذ رأي المعلمين في مديرهم من خلال بطاقة تقييم تعدها ادارة التعليم أو استبانة تقوم ادارة التعليم بها. ويقوم المعلمون بتعبئتها.
نقول هذا الرأي لأن الميدان لا يخلو من الظلم من المديرين على المعلمين أو بعضهم من ذلك: عدم العدل في توزيع المناهج، الحصص، مواعيد الخروج، الأنشطة.
والقياس بمكيالين في المعاملة والإذن، وإلزام المعلمين بدفع رسوم شهرية للمدرسة، رواتب عمال، أو احتياجات مدرسية أما انشطة طلابية أو جوائز. وضريبة عدم الدفع المعاملة السيئة، والحسم من درجات الأداء الوظيفي.
إيجاد قسم خاص في ادارات التعليم لأخذ آراء المعلمين واستقبال شكاواهم من مديريهم بحيث ينظر هذا القسم الى الشكوى او التظلم على انه بين شخصين متساويين في القدر والأهمية ولا ينظر الى المدير على انه مدير. ولابد من ان يكون هو المصيب والمحق وصاحب الحق.
وإذا ثبت إدانة المدير فيجب على الفور ابعاده وهنا تتعذر ادارة التعليم بقلة الراغبين في الإدارة وهنا نقول كما تُجري ادارة التعليم حركة نقل لمعلمين لم يطلبوا النقل متعذرة بالمصلحة العامة. فإنه يتعين عليها البحث عن مديرين أكفاء وإلزامهم بذلك للمصلحة العامة.
كم هو مؤسف حقا ان يُقضى على الابداع في نفوس المعلمين بسبب تسلط بعض مديريهم. وكم هو محزن ان يقصر المعلم بأداء رسالته انتقاماً من مديره.
لذا ألفت الانتباه إلى أن حركة النقل تبرهن وبالدليل القاطع ان المعلم متى ما وجد التقدير والاحترام ومراعاة الجوانب الانسانية والعدل فإنه يتفاعل ويبدع وينتج ويضحي. وهو الذي كان قبل النقل يوصف بالكسل وعدم الفاعلية والذي امتلأ ملفه بالإنذارات والتعهدات مع ان المعلم (واحد) لم ينزل عليه وحي ولم يَزْدَدْ حاسة عاشرة. فهل يعي المسؤولون ذلك؟!
4 مع الأسف يوجد على الساحة مديرون (مستجدون) انشقت أذهانهم وتفتحت عقولهم على ان أساس العملية التعليمية يكمن في النشاط فقط وإبراز دور المدرسة في ملصقات دعائية أو لوحات جمالية او مشاركات مسرحية. مع اغفال دور المدرسة الاساسي في التربية والتعليم ونتج عن ذلك امور منها:
1 أن المعلم لا يقاس بما يحمله من مستوى علمي أو أساليب تربوية او طرق تدريس. ولكن بما يُعد من مسابقات او لوحات أو تمثيليات.
2 اغفال مستوى التلاميذ وعدم السؤال عنهم تعليميا. وفي نهاية العام يأتي الطلب بمساعدتهم وتيسير الأسئلة والتذكير بأهمية نسبة النجاح كدليل على نجاح المدرسة؟!!
3 بعض المعلمين أصبحوا يتشكلون حسب طلب المدير وحسب توجهه فإن رفع راية النشاط بذلوا واعطوا وفي المقابل ينالهم تعاطف المدير عن التحضير وتجاوزه عن مستوى الطلاب. ثم لا نعجب ان تظهر صورهم مقرونة بأسمائهم في سجلات المعلمين المتميزين. أما المخلصون المتفانون في أداء رسالتهم المضحون براحتهم وصحتهم فهم وقود حصص الانتظار والمؤخرون في حصصهم والمغضوب عليهم في مدارسهم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ختاماً ما ذُكر في هذه المقالة لا يعمم المدراء كلهم. بل من المدراء من هم قدوة في أخلاقهم وقمة في سلوكهم نسأل الله ان يبارك فيهم وأن يزيدهم والله أعلم.
عبدالعزيز العليان - عنيزة
|
|
|
|
|