أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th December,2001 العدد:10666الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,رمضان 1422

رمضانيات

إضاءة
حكم مفارقة المأموم إمامه في صلاة التراويح
الشيخ محمد بن صالح الخزيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: نظراً لاختلاف أهل العلم في عدد ركعات التراويح مما نتج عنه اختلاف المصلين على الأئمة رأيت أن أتناول هذا الموضوع تذكرة للجميع فنذكر أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في عدد ركعات الوتر أنه كان يواظب على إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، ولكن لو زاد الإمام على ذلك لكان مستنا بقوله صلى الله عليه وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى) ، لذا يستحب للمصلي ألا ينصرف من صلاة التراويح حتى ينصرف إمامه منه ليكتب له قيام ليلة،
لما روى أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسبت له قيام ليلة) رواه أبو داود والنسائي،
فأنت إذا فارقت إمامك في هذه الصلاة حُرمت ذلك الأجر، وربما جلس المفارق في مصلاه فتنقطع الصفوف بجلوسه، وربما تحدث وهو جالس بعد صلاته عشر ركعات، فآذى أو شغل المصلين بحديثه، هذا بالإضافة إلى مخالفة الجماعة،
وفي الحديث (ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)، وقد تابع عبدالله بن مسعود، عثمان بن عفان رضي الله عنهما عندما أتم الصلاة في منى ولم يخالفه حيث إن عثمان رضي الله عنه خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قصر صلى الله عليه وسلم الصلاة الرباعية في منى حين حج حجة الوداع،
والمأموم مأمور بمتابعة إمامه إذا فعل ما يسوغ فيه الاجتهاد وان كان المأموم لا يراه قال الإمام أحمد: «يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه»، قال شيخنا ابن عثيمين «لو أن الإمام صلى بثلاث وعشرين ركعة أو أكثر فإنه لا ينكر عليه لأن هذا ثبت من فعل السلف لأن صلاة الليل مثنى مثنى»، فعلى هذا يتضح خطأ من قطع صلاته مع إمامه في التراويح لكونه لا يرى الزيادة على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة،
وبالعشرين ركعة أخذ الإمام أحمد والشافعي وأبو حنيفة والثوري،
وتجتمع الأقوال بما اختاره شيخ الإسلام من أن عدد ركعات صلاة التراويح راجع إلى طول القيام وقصره، وهذا بحسب حال المصلين فإن كان فيهم تحمل لطول القيام فالقيام بعشر ركعات ثلاث بعدها أفضل، وإن كانوا لا يتحملون فالقيام بعشرين هو الأفضل، والله أعلم،
فلا ينبغي أن يكون عدد الركعات موضع جدل وشقاق بين الجماعة الواحدة لأن المأمومين مع إمامهم جماعة واحدة ففي الحديث: «إنما جُعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه»،
وقال تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»،
اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شرور أنفسنا،

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved