| محليــات
حوار مناور صالح الجهني:
في هذه الأيام المباركة يستقبل بيت الله الحرام آلاف المعتمرين الذين توافدوا من داخل الوطن وخارجه، والحرمان الشريفان يتلقيان جل اهتمام هذه القيادة الحكيمة، ومملكتنا تنعم بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم الذي جعل من أولويات اهتماماته العناية بالحرمين الشريفين حيث التوسعة الكبرى التي شهدتها في عهده أطال الله في عمره، وتقديم أرقى الخدمات لمرتاديها طوال العام ومضاعفتها خلال موسم شهر رمضان المبارك والحج، حيث الخدمات الأمنية والإرشادية والمساعدات الإنسانية لكل من طلبها حتى ينعم كل معتمر بهذه الخدمات ويستطيع تأدية مناسكه بدون عناء ومشقة. بهذا الصدد ومن جوار بيت الله العتيق كان (للجزيرة) هذا اللقاء مع قائد جهاز أمني يعمل منسوبوه بروح الفريق الواحد وعلى مدار الساعة وهو العميد/ جاسر محمد العساف قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف فإلى هذا الحوار:
* سعادة العميد جاسر بن محمد العساف هذا العام وفي شهر رمضان المبارك ماهي الترتيبات التي اتخذت بالجوانب المتعلقة بالمعتمرين وخدمتهم؟
تم وضع الخطط الأمنية لشهر رمضان المبارك بما يكفل انسيابية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام بكل يسر وسهولة وقد تم توزيع أفراد القيادة على جميع الممرات في المسجد الحرام وجندوا لتلك المهمة علما أنه منذ بداية العام الهجري ونحن نقوم بوضع الخطط والترتيبات اللازمة لهذا الشهر الكريم ونتلافى جميع السلبيات التي تم ملاحظتها في الأعوام السابقة وقد تم تأهيل مايقارب 75% من أفراد قوة أمن الحرم المكي الشريف بمركز خدمة المجتمع بكلية التقنية بمكة في دورات عقدت لهم وذلك في تنمية المهارات السلوكية وفن التعامل مع قاصدي بيت الله الحرام. وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بجهود تذكر فتشكر متمثلة في وضع لوحات إرشادية على أبواب المسجد الحرام وفي الممرات توضح مداخل الحرم وأماكن الصلاة والجلوس كما تم وضع لوحات ضوئية الكترونية على السلالم الكهربائية للتحكم في عملية الدخول والخروج. كما تم في هذا العام ولله الحمد إنشاء مكتب واسع للمفقودات بجوار باب علي وفي مكان سهل الوصول إليه للحجاج والمعتمرين وجهز بجميع الأجهزة اللازمة لتقديم الخدمة لهم وقد صمم بما يتماشى مع الطراز المعماري للمسجد الحرام وتم ذلك بالتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وبدعم من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ/ صالح بن عبدالله بن حميد.
* هل يوجد تقارب نسبي بين أعداد المعتمرين هذا العام والأعوام الماضية؟
لاشك ان عدد المعتمرين لهذا العام لوحظ فيه ازدياد عن العام الماضي وذلك للقادمين من خارج المملكة وهذا بعد تطبيق نظام العمرة الجديد.
* في العشر الأواخر كيف كانت الاستعدادات؟
في العشر الأواخر من رمضان نقوم بتجنيد كافة طاقات وإمكانيات القيادة ويتم مضاعفة العمل وزيادة ساعاته حتى تتحقق الخدمة الأمنية اللازمة لقاصدي بيت الله الحرام.
* لكم وزملائكم دور أمني ملموس، فهل ذلك يقتصر على النواحي الأمنية أم شامل لكل الأمور؟
من المعلوم ان قيادة قوة أمن الحرم المكي الشريف تقوم بالعمل الشرطي بشقيه الوقائي والجنائي سواء ما يتعلق بالدراسات والدوريات والنواحي التنظيمية في الممرات والتي أصبحت واضحة هذا العام لتميزها بفرش جديد لكل مشاية وبلون خاص وحركة المصلين والمعتمرين داخل المسجد الحرام والطواف والمسعى والساحات.. أو الأعمال المتعلقة بمكافحة الجرائم مثل النشل والسرقات والجرائم الأخلاقية.. كما نقوم بالأعمال المتعلقة بصيانة النظام من المخالفات النظامية ونعمل على تحقيق النواحي الإنسانية مثل المساعدة في إسعاف المصابين أو إرشاد التائهين والاتصال بذويهم. وكذلك مايتعلق بالنواحي الأمنية الأخرى وذلك في الحفاظ على أرواح وممتلكات قاصدي بيت الله الحرام من كل عابث يحاول المساس بها أو المساس بأمن هذا المكان الطاهر.. ولا ننسى أبداً ان الله سبحانه وتعالى هو الحافظ وتكفل سبحانه وتعالى بأمن بيته ((فمن دخله كان آمناً)) وقال تعالى ((ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)).
* نلاحظ كثرة المراجعين للإبلاغ عن مفقودات ومستندات رسمية ألم يتم بث التوجيهات والإرشادات بين بعض المعتمرين حتى تسهل هذه المشكلة؟
طبيعي ان يكون هناك مراجعون لمكتب المفقودات وهذه الأعداد الكبيرة من المصلين والمعتمرين الذين يتنقلون في أماكن عديدة في الحرم المكي الشريف أثناء الطواف والسعي والصلاة يفقد بعضهم أثناء التنقل بعض المقتنيات الخاصة به خاصة وان أكثرهم يلبسون ملابس الاحرام والبعض قد يتعرض للنشل ولكنهم قلة ولله الحمد والاحصائيات لدينا تدل على ذلك مقارنة بالأعوام السابقة وذلك لتكثيف رجال الأمن السريين في المواقع المزدحمة أثناء الخروج أو حول بئر زمزم وفي الطواف وخاصة حول الحجر الأسود وقد تم القبض على نشالين مما يؤكد ان هناك عمليات نشل ولكنها قليلة ونحن نحارب بكل إمكانياتنا جرائم النشل ونضع لها الخطط الكفيلة بحول الله بالقضاء على هذه الحالات تماما وهناك عقوبات شرعية رادعة إن شاء الله.
أما بالنسبة للارشاد والتوجيه فنحن نطالب وزارة الحج والمؤسسات الخاصة بالمعتمرين والصحافة ان تقوم بهذا الدور.
* في مجال التقنية الحديثة المتعددة، هل استفاد هذا الجهاز منها في خدمة المعتمرين؟
نستخدم الحاسبات الآلية في كثير من الاجراءات المتعلقة بالمفقودات والبحث والتحري وكذلك التائهين والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بتوجيهات من الرئيس العام تبذل جهوداً كبيرة لخدمة المعتمرين باستخدام التقنية الحديثة ويلاحظ أي زائر لبيت الله الحرام ذلك ونحن نستفيد من هذه التقنية وهناك دراسة لربط كافة الأبواب الرئيسية بشبكة معلومات تفيد زوار بيت الله الحرام كثيراً وتجيب على استفساراتهم سواء مايتعلق بالمفقودات أو التائهين أو خلافه والدولة بذلت الكثير لراحة المعتمرين ومازالت تواصل البذل والعطاء لخدمة كل مرتادي بيت الله الحرام في كل المناسبات ا لدينية العظيمة، كما سيبدأ العمل إن شاء الله في صناديق الأمانات التي وجه صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة ان يبدأ عملها قريبا.
* هل من كلمة أخيرة تودون إضافتها؟
نحمد الله سبحانه وتعالى ان هيأ لهذه المقدسات حكومتنا الرشيدة أيدها الله التي تبذل كل الجهود الرامية إلى راحة زوار بيت الله الحرام وتبذل بسخاء مايحقق ذلك ونفتخر ونعتز ان كافة المسلمين على اختلاف جنسياتهم ولهجاتهم يحظون بهذه الرعاية الكريمة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وقد جندت وزارة الداخلية ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه وصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية كافة إمكانياتها لخدمة المعتمرين والمحافظة بحول الله وقوته على أمنهم وراحتهم وسرعة تنقلهم بيسر وسهولة ..
كما تحظى بتوجيهات سعادة مدير الأمن العام وسعادة نائبه ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة وبالدعم المادي والمعنوي لتحقيق وتنفيذ توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لأداء هذه الرسالة السامية في خدمة بيت الله الحرام..
|
|
|
|
|