| الاولــى
* عمان (أ.ف. ب) :
بدأت خيوط العديد من السيناريوهات الخاصة بمرحلة ما بعد أفغانستان ترتسم في العالم العربي الذي لا يستبعد من جهته ان تشن ضربات ضد العراق واليمن والسودان.
وبينما تبدو جلية التهديدات الأمريكية ضد العراق، أشار العديد من المسؤولين العرب ردا على استفسارات لوكالة فرانس برس إلى احتمال شن ضربات محددة ضد قواعد لتنظيم «القاعدة» موجودة بصورة خاصة في اليمن والسودان.
وأكد مسؤول عربي ان الضربات ستتم بالاتفاق مع السلطات المعنية موضحا ان هذه القواعد موجودة بصفة عامة في مناطق لا تقع تحت سيطرة السلطات المحلية.
وحسب المصادر نفسها فان منطقة حضرموت (جنوب اليمن) التي يتحدر منها أسامة بن لادن المتهم الرئيسي في اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر ضد الولايات المتحدة ولا يزال يقطنها بعض اقاربه، قد تكون أحد الاهداف المحتملة لأنه يوجد بها مواقع لتدريب تنظيم القاعدة.
وأكد مسؤول عربي آخر ان خلايا شبكة القاعدة في اليمن تعمل بالتنسيق مع تنظيم الجهاد الاسلامي اليمني.
وأشار إلى ان الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي يعد من ابرز قيادات الجهاد في اليمن لعب دوراً كبيراً في حشد اليمنيين وارسالهم إلى أفغانستان لتلقي تدريبات عسكرية.وبحسب المصدر نفسه فان الزنداني كان يرسل اليمنيين الذين تم تجنيدهم إلى بيت ضيافة أطلق عليه اسمه لتلقي تدريبات على السلاح.
وعاد في فترة لاحقة هؤلاء الافغان العرب إلى اليمن حيث انضموا إلى تنظيم الجهاد الاسلامي الذي أصبح في صفوف المعارضة منذ انتهاء الحرب الاهلية في اليمن، ولا يعرف بالتحديد عددهم إلا انهم يقدرون بالمئات.
وفي التسعينات ارتكب يمنيون من الافغان العرب اعتداءات ضد حانات ليلية ودور للسينما في الاردن واكدوا في اعترافاتهم وقتها ان أسامة بن لادن كان يمول مجموعتهم في حين ان الزنداني هو عقلها المدبر.
واتضحت كذلك العلاقة بين بن لادن والجهاد الاسلامي في اليمن خلال عمليات خطف الرهائن الاجانب في هذا البلد.
وفي المقابل. كان من قبيل الصدفة البحتة ان يعيش أفراد من عائلة بن لادن في منطقة «القاعدة» بمحافظة حضرموت وحملت هذا الاسم لأنه كان بها قاعدة عسكرية عثمانية.
أما السودان التي أقام بها أسامة بن لادن خلال النصف الاول من التسعينات فان المعسكرات العديدة التابعة لتنظيم القاعدة التي أنشأها بن لادن خلال فترة اقامته قد تكون احد الاهداف المحتملة لمرحلة ما بعد أفغانستان ولا سيما انه لا تزال هناك خلايا نشطة تابعة للقاعدة في السودان بحسب مسؤولين عرب.
ونقلت صحيفة «لوس انجلس تايمز» عن مسؤولين أمريكيين أمس الاحد تأكيدهم ان مخططي الحملة الأمريكية ضد الارهاب يعتزمون القيام بعمليات مسلحة ضد قواعد لتنظيم «القاعدة» في كل من إندونيسيا واليمن والصومال.
غير ان امكانية توجيه ضربة ضد العراق تظل مصدر القلق الاول للعرب.
وأوضح دبلوماسي عربي في تصريح لفرانس برس ان هذه الضربة لن تشن على الارجح قبل موسم الحج الذي سيحل نهاية شباط/ فبراير المقبل لأن واشنطن تسعى إلى تجنب حدوث قلاقل خلال فترة الحج التي سبق ان شهدت أحداثا دامية على خلفيات سياسية.
ويتفق مسؤولون عرب ودبلوماسيون على انه لكي تشن الولايات المتحدة عملية عسكرية ضد العراق فإنه سيتوجب عليها ضمان تحالفات قوية في المنطقة خاصة مع تركيا وايران: الدولتين الجارتين للعراق.
|
|
|
|
|