| الثقافية
«عندما تعزف يا قلبي الأناشيد القديمة» .. أجد النفس تتعملق نحو احراش وأفراح أليمة.. هل تؤلم الابتسامة...!
نعم حين تقفز الأيام فوق المسافات ليتراءى للعين الوطن الابدي.. وتنفتح للنفس مسافات الحياة التي تحجبها الغيوم عندها تكون الابتسامة أليمة..
عندها تتقيأ يا قلب أفراحك وأناشيدك القديمة...
ذاك أنا بثيابي الممزقة وحذائي المتهالك أدمن الثرثرة معك خلف قطيع الغنم...
أنت تسألين هل القطيع يدرك سر نجوانا..!
أنا أجيب: إن الأفق قد خلا من الحياة سوى أنا وأنت.
نوقد الدنيا بثقاب حب ليشتعل الوادي وتفوح رائحة الهيل من بين جنبات الخيمة السوداء تحمل معها الشوق والصدق...
أنا وأنت ننتعل الحاضر لنعيش مسافات المستقبل..
أنا وأنت وسط تلك الشجيرات نستنشق عبير الحياة بصفاء الصحراء ونقاء بيت الشعر.
أنا وأنت نقول الشعر ونلحنه ونغنيه ونستمع له ونصفق...
ألا يمكن أن أكون أنا وأنت مسرحاً وفرقة وجمهوراً.
ضحكاتي معك عبر الفيافي لا تخشى مُتلصّصاً أو متمسحاً أو متحذلقاً..
ها نحن كفرس ومهرة بهذه الصحراء نترجم كلمات صخورها..
نحكي عن آهات رمالها .. نبث الكون بهمسات الحياة لنعلن للوجود عن سر الوجود..
***
عندما يعزف قلبي الأناشيد القديمة .. يجدك الأنشودة الأبدية التي تتكرر لتصبح أناشيد بلا إسمنت بلا رتوش بلا أي ملمح للجمال الصناعي....
بطبيعة صرفة تأتيننا تغطيك رائحة (الجنة) ويكسوك شرف البداوة..
تبدين لي سندرلا الصحراء العربية وأبدو لك فتى هذه الصحراء.. نقطع المسافات بنفس واحد متواصل تغذيه روحنا لترسم استمراريته واستحالة معزوفة الآخرين أن تطغى عليه أو تشكله أو تدجنه أو تشتريه.
روحنا أكبر من كل أوراق العملة.. مشاعرنا لا تقبل المساومة ولا تخضع لقوانين العرض والطلب..
أحاسيسنا لا تعترف باشارات المرور فهي عابرة أبداً ومتدفقة أبداً..
عندما نعزف يا قلبي الأناشيد القديمة .. تبدأ الآهات تعبر محيط الصبر لتحيله إلى بحر تتلاطم فيه الأمواج.. يتداخل الزبد مع الماء فلا يتضح ما هو جفاء وما ينفع الناس.. تتضاعف ألوان الطيف.. تتوهين انت وسط النساء.. أتلون أنا مع مدعي الحب والبطولة.. الكل يستطيع أن يغير ملامحه بما فيهم أنت وأنا.
ها نسيت ليلة أن عوت الذئاب فلم تخشاها الغنم فامتطيت أنت صهوة الجواد وملأت أنا فضاء المكان برائحة البارود .. يومها كان السيف معلقاً على منتصف عمود الخيمة.. كانت البسمة تزهر عبر مساحات الصحراء ووسط قلوب الساكنين بها.
|
|
|
|
|