أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th December,2001 العدد:10666الطبعةالاولـي الثلاثاء 26 ,رمضان 1422

مقـالات

بلا تردد
عاطفة الأمومة أجبرتني على ذلك ..!!
هدى بنت فهد المعجل
كنت أتسوق بمعية أطفالي حينما فاجأني أحدهم بطلب شراء «طراطيع» وعدد لي أسماءها مستثنياً «الثومة» لأنها بايخة على حد قوله .. ترددت كثيرا في قبول طلبه لوعيي التام بمخاطر الألعاب النارية، وبالحوادث التي تقع من جرائها لعدد من الأطفال .. وكم تقطّع قلبي وانفطر حسرة على مناظر رأيتها لأطفال أصيبوا بسببها وقد تشوهت أجسادهم وفقد البعض منهم جزءاً من حواسه.
حاولت ثني ابني عن رغبته .. وسعيت نحو عدم تحقيقها بيد أن إصراره، وتوسلاته، ورجاءه زعزعت كيان الأمومة لديّ فانصعت له طائعة .. ولا تسألوني كيف حدث ذلك ..؟؟
تنقلت معه بين المحلات ومفترشي الطرق فلم نر طراطيع معروضة للبيع فكانت حجتي التي ستسقط عني شراءها ولا شك ..!! لكنه ولحرصه ما أن رأى طفلاً يتعامل بالطراطيع حتى توجه نحوه سائلاً إياه عن مصدر حصوله عليها فأشار إلى امرأة تفترش ناصية الطريق .
توجه بي إليها .. لم نر شيئا لديها .. سألها ابني: عندك طراطيع؟ فأجابت بالموافقة وهي تنظر إليّ مرتابة ثم امتدت يدها جهة كيس مهمل كان بجانبها وأخرجت منه حزمة بالطراطيع المطلوبة وخلال ذلك كانت تتلفت يمنة ويسرة ... دسَّت حزمة الطراطيع في كيس صغير لديها ... وقتها ساورتني نفسي بالتبليغ عنها ولكن علامات السعادة التي ارتسمت على محيا ابني بمجرد رؤيته للطراطيع صرفتني عما وسوست به نفسي .. وبينما أنا في شرودي انتبهت على المرأة وهي تسحب كيساً كان بيدي ودست بداخله الطراطيع.
لن أنسى ما حييت تعابير نظرات وجهها وقلقها بسبب الطراطيع ..!!
أدرك أني بتصرفي هذا ساهمت دون قصد مني، وبإيعاز من عاطفة الأمومة في إتمام بيعة لمواد ترفضها مديرية الدفاع المدني وتنافح من أجل القضاء عليها .. وربما يغفرون لأم خطأها مع ملاحظة أني اشترطت على ابني ألا يشعلها إلا وأنا معه وهذا ما حدث بالفعل.
وقد يعلم الجميع أن ما يساعد على كثرة انتشار تهريب الطراطيع وبيعها هم الأطفال المقبلون على شرائها بالهبل وإلا لما بلغ مقدار الطراطيع والألعاب النارية التي تم تهريبها إلى منطقة الطائف فقط 3000 كيلو ... وحتى يتحقق للدفاع المدني ما يسعى إليه فلماذا لا يحاول إيجاد البديل للأطفال .. أو حبذا لو انتهجت المديرية مسلكاً تربوياً توعوياً مؤثراً يساهم في الحد من هوس الأطفال للطراطيع ... لماذا لا تكثف نشاطها في توزيع النشرات والبروشورات لتخبر عن مخاطر الألعاب النارية، وتعرض بجانب ذلك صورا لمن أصيبوا من جرائها ... أيضا تكثف الحملة الإعلامية .. وتجوب المدارس طوال العام لإلقاء الندوات ..
والتعريف بالطراطيع وبالألعاب النارية ومادة صنعها ... بمعنى أشمل نحتاج وعي الأطفال وعياً موجهاً .. حتى يخف إقبالهم على شرائها فيؤدي إلى كسادها لدى مهربيها وبائعيها.. وشيئاً فشيئاً لا نعد نراها معروضة للبيع مرة أخرى حتى تنقطع من السوق.
فاكس 8435344 03
ص ب 10919 الدمام 31443

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved