| مقـالات
قبل عامين اثيرت حملة منظمة ضد مشروع كتاب في جريدة، تولتها العديد من الصحف العربية لأن حصة بلدانها في هذا المشروع لم تكن عادلة ولكن الصحف الخليجية والتي يموِّل بعض تجارها جزءا من تكاليف هذا المشروع، كانت الأكثر خفرا وحياء، فلم ترم القائمين على المشروع بتهمة أو كلمة عتاب، كانت صامتة ومؤدبة تماما، رغم أن حصتها في هذا المشروع لا تتناسب وحجم الدور الذي تقوم به على الصعيد الثقافي ولا تتناسب وحجم الإصدارات الأدبية التي تصدر عن أنديتها وجمعياتها ودور النشر الموجودة بها، حتى اقتصرت حصتها في هذا المشروع، الذي يقدم إصدارا شهريا توزعه العديد من الصحف العربية، إلى عددين أحدهما ضم مختارات من القصة القصيرة والثاني ضم مختارات من القصائد وحتى هذه المختارات أسندت إلى أناس افتقروا الموضوعية، فحجبت أصوات جيدة حظيت أعمالها بالعديد من الدراسات وكان بعضها محورا لأبحاث أكاديمية، والسؤال الذي طُرح ويطرح، هل كافة دول الخليج والجزيرة العربية تفتقر إلى كاتب يستحق أن يكون له نموذج مستقل من النماذج التي قدمها هذا المشروع، مثل تلك التي قدمت لكتَّاب من اليمن وموريتانيا وتونس، لكي لا نتحدث عن دول عربية التهمت أسماء كتّابها جل إصدارات هذا المشروع، ومع ذلك فإن مثقفي هذه الدول، ولهم حق يطالبون بالمزيد أو بتدقيق الاختيار، بحيث لا يخرج عبر هذا الإصدار، إلا الأعمال التي تركت تأثيرا في وجدان وعقل القارىء العربي، أو تلك التي نوه بفرادتها وقوتها نقاد مشهود لهم حتى سمى أولئك النقاد تعبيرا عن سخطهم ذلك المشروع بأنه ليس كتابا في جريدة!!
لقد حضرت اجتماعا عقده المشرف على هذا المشروع في مقر جمعية الثقافة والفنون بالرياض، وكان جل هذا الاجتماع محاولة لفهم الطريقة التي تسير عليها هيئة المشروع، وقد قيل كلام كثير في ذلك الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعتين، ثم انتهى بالمقبلات كما بدأ بالشاي، وقبلها طاف المشرف إياه، على كافة رؤساء التحرير، وقد اعتقدنا ان الرجل جاء ليعتذر لنا ويأخذ رأينا ولكن الذي حصل انه جاء يبحث عن الدعم والمساندة وقد أخذ على ما يبدو ما يريد أو يريده مشروعه وخرجت خطة النشر الجديدة للمشروع ولم يتغير ما لفتنا نظر الرجل إليه، ما عزز اعتقادنا بأننا كتَّاب من دول ينظر إليها كتَّابنا العرب بأنها غارقة في الدسم، مع انهم لم يحللوا دمنا ليروا تركيز الدهون فيه، ولم يدخلوا وجداننا ليتأكدوا ان كان هذا الوجدان يعزف السيمفونية الرعوية أو يعزف سيمفونية غيرها.
|
|
|
|
|