|
| عزيزتـي الجزيرة
نعيش اليوم في عالم سمته الأساسية التعقيد، لأن ما بلغه العالم من تطور و تقدم قد حقق الكثير من الأمور أبرزها كميات المعلومات الهائلة بأنواعها وأشكالها مما جعل إمكانية التعايش مع هذا التطور والتقدم ضئيلة ما لم نواكب هذا الركب المتجدد ولكي نتمكن من ذلك لا بد من تعلم واكتساب مهارات عالية، تتوقف على قدرة الآخرين في تعليمنا تلك القدرات، ولأن المدرسة في عصرنا أصبحت هي المؤسسة المختصة بالتعليم، ولأن التعليم لا يمكن أن يحدث دون معلم، فإن المستقبل سوف يتشكل ليس فقط بما يتعلمه هؤلاء الطلاب من معلميهم، بل بالأسلوب الذي يتعلمون به أيضاً، فلقد دلّت معظم البحوث والدراسات التي أجريت على كفاءة ومهارة المعلمين أنها ليست موهبة موروثة عند البعض دون غيرهم بل يمكن اكتسابها عن طريق الدراسة والتدريب.
ويمكن للمعلم أن يكتسب الكثير من المهارات عن طريق الاستفادة من الدراسات التربوية، ومن أبرز الدراسات في هذا المجال دراسة التفاعل الارتقائي للعالمين فرانكلين وبيرت التي ترى ضرورة توفير بيئة تعليمية منظمة وجيدة يصبح فيها الطالب نفسه المحور الأساسي في عملية التعليم، بحيث تساعده على أن يدرك كفاءته من خلال خبراته الشخصية فيصبح هو الذي يختار ويخطط ويبادر ويتخذ القرارات.
وتنطلق هذه الدراسة من أن الطالب مندفع لإحداث تأثير في بيئته ومحب للاستطلاع وبالتالي فإن الدافع للتعلم يصبح من خلال إشباع حب الاستطلاع لديه عن طريق تشجيع الأسئلة والبحث عن الحلول للمشاكل التي تواجهه مع توفير جو من الحرية والثقة المتبادلة بين المعلم والطالب، فالهدف هنا هو تزويد الطلاب بخبرات وافرة ومتنوعة، وإعدادهم لمواجهة المواقف التي يحتاجون للتكيف معها مستقبلاً، وتوفير البدائل لهم، والإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بلماذا؟ وأين؟ ومثال على ذلك يستطيع المعلم استغلال قراءة القصص الملائمة والتي فيها إثارة لتفكير الطالب ويفتح مجالاً لأسئلة تكون أعلى بقليل من المستوى التفكيري للطالب، كما يستطيع المعلم استغلال بعض الأمور الاجتماعية التي يعيشها الطلاب عن طريق طرح بعض المشاكل الواقعية ويطلب منهم إعداد الحلول الممكنة لها والتي يمكن أن يكون لها علاقة بحوادث المستقبل.
إن تحقيق الأهداف التربوية في مثل هذه الدراسات يعتمد على مهارة المعلم في ترجمة تلك المبادئ النظرية إلى بيئة واقعية تعليمية منتجة.
وليد صالح الشمري
جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|
