| رمضانيات
* إعداد سعيد آل عيد :
في شهر رمضان المبارك تجنح النفوس إلى التقرب إلى الله بشتى أنواع الأعمال الصالحة قولا وفعلا وقد تتقارب كافة فئات المجتمع مما يعطي ذلك القول أن رمضان مدرسة تربوية لتهذيب أخلاق الفرد المسلم بحيث تبقى تلك الخصال الحميدة ملازمة طوال حياته والعامل القوي لبقاء تلك الخصال الحميدة هي الصبر على ذلك الطريق حتى بعد رمضان وحيث إن الصائم يتدرب في هذه المدرسة التربوية على مدار شهر كامل على الصبر فحري بالمسلم أن يغتنم هذه الفرصة، وعن رمضان والصبر يتحدث لنا الشيخ جلوي عبيد آل محبوب العمور عضو هيئة الأمر بالمعروف بالسليل وإمام وخطيب جامع تمرة القديم:
فضل الصبر
حيث يقول: بداية أحمد الله أن بلغنا رمضان شهر الإحسان، شهر القرآن، شهر الغفران، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وعندما نتحدث عن الصبر في هذا الشهر والذي يتعلمه المسلم من بداية إمساكه عن المفطرات وحتى نهاية هذا الشهر فذلك خصلة واحدة فرمضان فيه من الدروس التربوية الشيء الكثير والتي تهذب الأخلاق وتصنع الشخصية المسلمة القوية فالصبر خصلة عظيمة قال تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» وقال تعالى: «وبشر الصابرين» وقد أثنى الله على المؤمنين الذين يتواصون به فقال: «والعصر [ إن الإنسان لفي خسر [ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر».
الصيام والصبر
وواصل حديثه قائلا: وفي رمضان يتحقق للصائم جميع أنواع الصبر الثلاثة وهي:
الصبر على طاعة الله، حيث يقبل الصائم على طاعة ربه جاداً ومجتهداً ومثابراً دون ملل يرجو ثواب الله ولايزال يجاهد نفسه على العمل الصالح من صيام وقيام وصدقة وتفطير للصوام ودعوة لله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وقراءة القرآن وتفقد أحوال المساكين.
الصبر عن معصية الله: فالنفس الأمارة بالسوء تدعو صاحبها في رمضان لتناول المفطرات خفية عن اعين الناس وتغريه بالشهوات المحرمة وتدعوه لجماع زوجته بل تغريه بأن يغتاب ويكذب وينم ويمتع سمعه وبصره بالحرام ويسعى للشر، ولكن الصائم يصبر نفسه ويكبح جماحها عن ذلك كله تقرباً لله وبعداً عن غضبه بل إن الصائم يحتسب الأجر ويتحمل الأذى امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم «فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم» وطبعا يقول الله في جزاء ممن يكظم غيظه «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين».
صبر على قدر الله عز وجل: فالصائم الجوع ينهك بدنه ويضعف قواه والظمأ كذلك، وقد يتعرض الصائم للتعب الشديد ومع ذلك يصبر ويحتسب لأنه صام مبتغياً ثواب الله ورضاه.
مكافأة الصبر
ويضيف الشيخ العمور: واجر صبر الصائم في كل حال هو في قول المولى عز وجل في الحديث القدسي «كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وانا اجزي به ترك طعامه وشرابه وشهوته من اجلي» نعم ابتغى مرضات الله فكان له ذلك الجزاء حيث صبر نفسه في طاعة الله فالزمها وخطمها حتى انقادت لأمره جل وعلا وصبر نفسه عن ماتحب من المعاصي فأدبها حتى تأدبت وسلكت طريق الحق وصبر على قدر الله حيث الجوع والعطش فهنيئاً لتلك النفوس الصابرة يوم غد يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال سبحانه: «وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا» وقال تعالى «إني جزيتهم اليوم بما صبروا إنهم هم الفائزون» وقال تعالى «انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» وحال الصائم مع الصبر من أكمل الأحوال وأحسنها لأنه يحتسب ويرجو ثواب ربه تبارك وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الصبر: «والصبر ضياء» نعم ضياء يضيء للمؤمن الطريق فتقر بذلك عينه ويستمر ويواصل المسيرة في طاعة ربه لأنه طريق مضيء بأنوار الإيمان والصبر يحتاج إلى مصابرة ومثابرة ومرابطة عليه قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون».
وختاما يقول الشيخ جلوي يجب على المسلم ان يواصل مسيرة طاعة ربه في رمضان وفي غيره وقريبا ستنقضي ايامه ولياليه وستطوى صحائفه بشهادته لنا بفعل الخيرات وترك المنكرات والصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله أو بالشهادة علينا والعياذ بالله بسبب عدم صيانته والمحافظة فيه على الجوارح والأقوال والأفعال عن كل ما يغضب الله وقد جاء في الأثر «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه التعب والسهر، ورب قارىء للقرآن والقرآن يلعنه» والعياذ بالله ونسأل الله قبول صالح الأعمال في هذا الشهر المبارك.
|
|
|
|
|