| متابعة
إنه توفيق اللّه عز وجل، حين يتاح لإنسان يتوجه نحو النصيحة، ونحو الخير، ويدعو إلى الهداية، فيجد آذانا صاغية، وإنه لنجح كبير، حين يسعى أحدنا إلى تقديم برنامج، أو يكتب زاوية في صحيفة، أو ينطلق في منتدى يحدث الناس، من قلبه ووجدانه فيما ينفعهم دنيا وأخرى، الحديث الصادق الذي يملأه الإخلاص، يجد الإقبال والقبول والاحتفاء، والحرص على السعي إليه والإفادة منه، وإن عون اللّه وتوفيقه هو المحقق للقبول الحسن، والحق قال في الكتاب العزيز: «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا».
تابعت خلال الأيام الرمضانية، حلقة درس، عبر شاشة قناة اقرأ ، التي يقدمها الأستاذ عمرو خالد ، فوجدته، وجدت البرنامج، ووجدت مقدمه، وجدت المتعة في ذلك البرنامج، ورأيت الصدق والإخلاص في مقدمه، وحوله شبان من الجنسين، والرجل يحثهم ويدعوهم إلى التديّن، والى الاقتراب من الخالق بأداء العبادة كما ينبغي، وتلاوة الكتاب العزيز، وفهم معاني آياته .. ورأيت إقبالا عريضا، نحو متعة النفس الباقية، وإنه لتوفيق اللّه عز وجل، أن يتحقق هذا النجح، نحو هذا السعي الصالح، عبر أحاديث روحية، ترطب القلوب، وتجذبها نحو الهداية وخوف اللّه ومرضاته.
حلقات الدرس هذه تقدم من مصر الشقيقة، ورأيت الرجل يتحدث ارتجالا، حديث الروح. وكان متقناً لدرسه وإلقائه ، في حلقات: «ونلقى الأحبة». فكان يقدم في هذا البرنامج رُموزا من ذلك النمط الصالح، من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ورضي اللّه عنهم .. يقدم الأستاذ عمرو أولئك الرجال الأفذاذ بإتقان وجمال أداء، ويحاور من حوله، ويدعوهم إلى الاقتداء بأولئك الصفوة، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.!
دروس سهلة مؤثرة، ترقق القلوب، وتأخذ بمجامعها إلى الاقتداء بهؤلاء الصالحين، الذين وجدوا حلاوة الإيمان، حين أسلموا وآمنوا، فباعوا أنفسهم لخالقهم وربح البيع، وهم الذين وصفهم الكتاب العزيز بقول الحق: «رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه»، فطوبى لهم وحسن مآب .. وقد كانوا في جاهليتهم غلاظاً جفاة، لأنهم عاشوا قبل أن تدركهم الهداية في جاهلية وضلال مبين.
تابعت حلقات من برنامج: ونلقى الأحبة، فرأيت أولئك القدوة الصالحة، وبلواهم في الإسلام وجهادهم، رأيت وسمعت الحديث عن زعيم الأنصار سعد بن معاذ رضي اللّه عنه، الذي استشهد في غزوة الخندق وبلاءه في سبيل اللّه، وتابعت سلمان الفارسي رضي الله عنه، الذي جاهد، بحثا عن الهداية، يتنقل من بلد إلى بلد، تاركا مجده في وطنه، حتى إنه بيع عبدا من قبل من رافقهم، وأعانه خالقه، لأنه صدق في سعيه نحو الباقي حتى أصبح قريبا من طيبة مع يهودي ذي نخل، ثم قرب بل وصل حين بيع مرة أخرى إلى صاحب بستان في المدينة، وتحقق له ما أراد، كفاء صدقه وجهاده نحو الهداية، وأعانه صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم بفداء نفسه بثمن غال، يعجز عنه أمثاله وهو زراعة مئات النخيل وكذا أوقية من ذهب.
وتابعت الحديث مع جعفر الطيار ابن أبي طالب الشهيد في غزوة مؤتة رضي اللّه عنه، وبلاءه وهو أحد قواد تلك الغزوة، وتقطع ذراعه، فيحمل الراية بالذراع الأخرى، ويحتضن الراية في المعركة وأشلاؤه تنزف حتى أدى رسالة المجاهد الشهيد.. وكل الضربات تلقاها في صدره وواجهة بدنه، فلم يولّ عدوه دبره، حتى أصبح طائرا يحلق مع الملائكة في الجنة رضي اللّه عنه.
هذا الدرس الشائق ، تقبل عليه النفوس الوامقة بشوق وحب، وقد وفق صاحبه في الأداء والأمثال التي يضربها، وحثه الشباب من الجنسين: أن اتقوا اللّه، وابتغوا مرضاته، لتكونوا من خير أمة. تحية للأستاذ عمرو خالد، ومزيد من التوفيق على طريق هدى اللّه.!
|
|
|
|
|