| الاقتصادية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد أقر مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله يوم السبت الموافق 23/9/1422ه الميزانية العامة للدولة للعام 1422ه 1423ه وقد جاءت تحمل في طياتها كل الخير لأبناء مملكتنا الحبيبة على اختلاف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم ودرجاتهم الأمر الذي معه تتحرك مشاعر كل فرد من أفراد وطننا وتدفعنا إلى التأمل في مواطن قوتها، ومصادر عزتها وذلك من خلال النقاط التالية:
الأولى: إن ميزانيتنا الحقيقية نحن أبناء هذه الأمة السعودية هم ولاة أمرنا، الذين صنعوا وبتوفيق من الله مجدنا، ورعوا حضارتنا وتاريخنا وسطروا أروع الأمثلة في ذلك، فإنهم ومنذ توحيدها على يد المؤسس لهذا الكيان العظيم الذي لم يعرف له التاريخ الحديث نظيراً الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله حتى عهد قائد المسيرة، وباني النهضة خادم الحرمين الشريفين وساعده الأيمن سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وفقهم الله قد حملوا على عواتقهم خدمة هذه البلاد، وبذل الغالي والنفيس، وتسخير كل الامكانيات من أجل تقدمها وتطورها ورفاهية شعبها، وتسهيل جميع الوسائل والأساليب المحققة لراحتهم، ومسايرتها للعالم الحديث، لتقف شامخة كالطود في مصاف الدول التي تحسب له الحسابات، وينظر إليها نظرة اعتزاز وافتخار، وذلك وفق خطى ثابتة، وسياسة حكيمة، ونظرات صائبة، وآراء ناضجة، وعمل دؤوب، وجهود مستمرة لا تمل ولا تكل، غير مغفلة الثوابت والأصول والقواعد التي أسست عليها، والمنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وماكان كان عليه سلف هذه الأمة، والتي هي الحصن الحصين، والركن الركين، والسياج الحامي، والدرع الواقي للمملكة قيادة وشعباً فمنها عزتهم وتمكينهم، وإليها يعود نصرهم واستمرارهم وثباتهم،
الثانية: ثبات الاقتصاد السعودي، وقدرته وبكل اقتدار وكفاءة على مجاراة أقوى الأنظمة الاقتصادية، ووفائه بمتطلبات الوطن والمواطن في جميع المجالات التعليمية والصحية، والخدماتية والاجتماعية، واستمراره في دعم المشاريع التنموية القائمة والجديدة، وهذا يحدث ويوجد بتوفيق من الله ثم بجهود ولاة الأمر، رغم ما تمر به الاقتصاديات في العالم من تضخم، وتدهور، وعجز وضعف، ليكون ذلك حججاً دامغة وبراهين ساطعة في وجه الحاسدين والحاقدين، الذين لا يفترون عن التشكيك والتشويه في كل ما يتعلق ببلدنا ولذلك نقول: إن الأمر ما ترون وتسمعون فموتوا بغيظكم،
الثالثة: التوازن بين الواردات والمصروفات في ميزانية هذا العام «ميزانية الخير والعطاء والثبات والنماء والطموحات» مما يدل على أن القواعد والرواسخ التي ينطلق منها اقتصادنا قوية ومتينة وثابتة لا تؤثر عليها المؤثرات ولا تهتز ولو مع قوة الحوادث والصوارف، وستزداد إن شاء الله نماء وقوة في كل يوم يمر علينا،
الرابعة: ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من حث لجميع المسؤولين على متابعة المسيرة وذلك فيما يتعلق بتحقيق أرقى وأعلى المستويات في الخدمات المقدمة للمواطنين التي من خلالها ينعمون بكل رفاهية وراحة، ولذلك نجد أن البنود المخصصة في الميزانية لهذا الأمر قد زادت واستمرت بنسبة ظاهرة تبشر بالخير، وهذا دليل قاطع على ما يكنه قادة هذه البلاد لأبناء بلادهم من محبة وتقدير، وما يهيئونه لهم من الوسائل والأساليب ولو كان على حساب أشياء كثيرة من أجل سعادتهم وطمأنينتهم واستقرارهم، ورغد عيشهم، وليستمروا في العطاء، ويكونوا لبنات صالحة في هذا الوطن الغالي، فهنيئاً لنا بهؤلاء الرجال الأفذاذ الأماجد الذين قدموا راحة شعبهم على راحتهم، وسهروا من أجل أن يرقدوا، وتعبوا حتى يهنأوا،
وهذا لا يحتاج إلى ثوابت أو بيان، فها هو خادم الحرمين الشريفين قد بذل نفسه وجند اخوانه وأعوانه وأولاده وأمواله وسخر كل أوقاته يشاطره في ذلك، سمو ولي عهده الأمين الذي جاب دول العالم طولاً وعرضاً، شمالاً وشرقاً، وغاب عن وطنه شهوراً وبذل كل جهده وفتح أبوابه للصغير والكبير، وعلى نفس الطريق يسير سمو النائب الثاني، فيعمل ويجتهد ويواصل مشوار أخويه ليحققوا هذه الغايات السامية والتي تصب في النهاية في مصلحة الوطن والمواطن،
الخامسة: لا شك أن التعلم والتعليم بما له من أهمية بالغة وأثر وتأثير على مسيرة الأمم وتقدمها وحفاظها على ثوابتها ومكتسباتها هو الهاجس الأول لرائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، ولذلك فإنه يجد كل الدعم والمساندة والمتابعة منهم رعاهم الله، سواء التعليم العام، أو العالي، الأكاديمي أو المهني والفني والتقني للذكور والإناث بل إنه قد لاح في الأفق من خلال الاعلان عن ميزانية هذا العام ما سيجده هذا الجانب الحيوي والمهم من دعم ومؤازرة بالصورة التي تجعله يتمكن من الوفاء بمتطلبات مجتمعنا وتلبية الحاجة الملحة والزيادة المطردة في أعداد الطلاب والطالبات وذلك عن ايجاد فرص التعليم على مختلف أنواعه وتخصصاته اضافة إلى دعمه بالوظائف التعليمية إلى سد الحاجة في ذلك، وبما أنني أحد منسوبي التعليم العالي بصفة عامة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصفة خاصة، أنوه وأشيد بما حظيت به هذه الجامعة العريقة من ميزانية مباركة وبما تلقاه من وقفات قوية ودعم مادي ومعنوي غير محدود من ولاة أمرنا مما لا يعد غريباً على أبناء مؤسسها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله له والذي أراد من ورائها حملها للرسالة التي قامت عليها مملكتنا الحبيبة، وخدمتها لها، ولذلك نراها اليوم تضطلع بمهام كبيرة وأمال جليلة وشريعة مؤصلة وعلمية متنوعة داخل المملكة وخارجها، وهي تعتز بذلك وتؤديه بكل أمانة واخلاص وستستمر عليه بدعم وتوجيه من قادتنا أعزهم الله،
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفق ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا الاخلاص والاحتساب في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد،
د، سليمان بن عبدالله أبا الخيل
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|